The Yemen Logo

انتهاكات وعمالة مبكرة.. كيف يؤثر استمرار الحرب على "أطفال اليمن"؟! (تقرير خاص)

انتهاكات وعمالة مبكرة.. كيف يؤثر استمرار الحرب على "أطفال اليمن"؟! (تقرير خاص)

اليمن نت - 22:18 11/04/2020

اليمن نت- من فايقة حسين:

يعمل "ماهر" (10سنوات) في محل لبيع "القهوة" في محافظة تعز وسط اليمن، بعد أن "قُتل والده" عام 2015 بقصف للحوثيين على المدينة المحاصرة من الحوثيين، كما أصيبت والدته بجروح أدت إلى فقدان قدميها.

يُعيل ماهر والدته وشقيقاته الست التي شُردت من حي الجحملية بتعز بعد أن قصف منزلهم ليلاً وحدوث الفاجعة التي غيرت حياة العائلة. "ماهر" واحد من آلاف الأطفال الذين يعملون في اليمن بفعل الحرب المدمرة المستمرة منذ سنوات.

يتلقى الطفل اليمني مبلغ يومي ب(1000 ريال)، دولار ونصف. فيما تعمل شقيقته في مدينة إب في "بيع الخبز" حيث تعيش بقية العائلة.

وقال "ماهر" لـ"اليمن نت" إنه ينام في مكان عمله "مفترشاً الأرض بقطع قماش ومخدة مهترئة"، متحدثاً عن رغبته بالذهاب إلى المدرسة وتعلم القراءة والكتابة.

يضيف: لا أملك أب يستطيع إطعامي عائلتي ويهتم بعلاج والدتي".

تضاعف خمسة أضعاف

يقول أحمد القرشي مدير منظمة سياج لحماية الطفولة: بالنسبة لعمالة الأطفال في اليمن فقد تزايدت بشكل كبير وملحوظ في ظل الحرب التي اجتاحت اليمن وبشكل غير مسبوق منذ العام 2014م ولا زالت حتى اليوم.

وأضاف القرشي لـ"اليمن نت": تسببت الحرب بانعكاسات بشكل مباشر على الناحية الاقتصادية، خاصة أن الحرب التهمت أغلب مناطق الجمهورية اليمنية، ذات الكثافة السكانية وبالتالي تسببت ازدياد معدلات الفقر والبطالة، والنزوح وكان الأطفال الاكثر عرضه للانخراط في اسوأ اشكال عمالة الاطفال.

 ويقول إن منظمة سياج: تقدر بأن معدل انخراط الأطفال في اسوأ اشكال عمالة الاطفال خلال السنوات الخمس الأخيرة ازداد من أربعة إلى خمسة أضعاف ما كان عليه الحال سابقا.

أعمال الكبار

وقال "محمد صلاح" وهو موظف حكومي في تعز إن "الأطفال يعملون -في ظل الحرب- كل أعمال الكبار من أعمال ميكانيكية إلى عيادات صحية، وكذلك يعملون كسائقي شاحنات ثقيلة والكثير من الأعمال التي لا تتوجب على سنهم، ولكن الظروف هي من أجبرتهم على ذلك وتحديداً بعد الحرب على مدينة تعز أصبحت لها انعكاس كبير على أطفال المدينة المحاصرة".

وطالب "صلاح": من المنظمات الحقوقية والتي تختص بالطفل وحماية بأن يوفروا لهم رعاية واهتمام كونهم أطفال بحاجة لمن يرشدهم .

 وأضح القرشي: بأن انعكاسات الحرب كان لها تأثير كبير، ومحوري الأطفال، في ظل توقف دفع مرتبات موظفي الدولة وتدمير أو توقف الكثير من المؤسسات الإنتاجية والمشاريع الخاصة والحكومية، التي كانت تؤمن فرص عمل لنسبة كبيرة من الاباء العائلين والذين وجدوا أنفسهم نازحين ينتظرون ما تجود به مؤسسات الاغاثة الانسانية والتي كان للفساد والتلاعب والاستيلاء على أغلب ما يتم الإعلان عنها من مساعدات لليمن، كان لها النصيب الأوفر والأكبر في إجبار الأطفال على الانخراط في أسوأ أشكال عمالة الأطفال.

ولفت القرشي إلى "أن الانهيار الكبير، الذي لحق بالمنظومة التعليمية، في البلد باحتلال المدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية و استهدافها بالقصف الجوي والأرضي وتفخيخ الكثير منها واستقطاب تلاميذها للذهاب إلى جبهات القتال، كل تلك وغيرها كانت اسبابا في حرمان أكثر من مليوني طفل من حقهم في التعليم".

يتابع القرشي القول: وعليه فإن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال ينخرط في اسوأ اشكال عمالة الأطفال، كالتسول والبيع في الجولات والالتحاق بالجماعات المسلحة وخاصة جماعة الحوثي كفرصة عمل لتحسين سبل معيشة ذويهم بالدرجة الأساسية وغير ذلك من المهن والأعمال ذات الخطورة العالية على الاطفال و على صحتهم وعلى كرامتهم الإنسانية.

 مؤكداً بأن العائلات اضطرت كثيراً إلى الدفع بأطفالها للانخراط في سوق العمل أو القبول بذلك كنوع من البحث عن تحسين سبل المعيشة.

انعدام الحماية

كما الوضع مع "ماهر" لا يختلف الحال مع "أمينة" التي تعمل في مطعم بـ"شارع 26" في مدينة تعز، وتبلغ من العمر 11 عاماً.

تقول لـ"اليمن نت" إنها تصحوا صباحاً ل"تنظف طاولات المطعم بأكمله وتجهز الماء البارد لكل طاولة، لاتقف ثانية واحدة تظل واقفة من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، تتقاضى أجر عملها بمبلغ بسيط جدا.

تشكو أمينة من "تحرشات الزبائن".

 تقول امينة إن والدتها تعمل كبائعة حلوى "السمسم"، وتعملان معاً من أجل إيجار المنزل وتأمين حياة كريمة لبقية أخواتها.

يشير أحمد القرشي إلى ذلك بالقول إن "معاناة الأطفال تتضاعف بعدم وجود حماية لهم من هذه المخاطر سواء كانت هذه الحماية بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة، حيث تصل الى جميع المتضررين بشكل كافي وعادل ومنتظم، ومن خلال إيجاد مشاريع وأعمال ذات طبيعة تؤمن للمنخرطين فيها من العائلين وأولياء الأمور، فرصة عمل قادرة على اكسابهم مصدر دخل يجعلهم أو يمكنهم من المحافظة على اطفالهم ومنع الزج بهم في اسوأ اشكال عمالة الاطفال.

الجبهات والأطفال

تشير المحامية "هند اليامي" إلى أن هناك مشكلة أخرى كبيرة متعلقة ب"أطفال تبلغ أعمارهم سن التاسعة والعاشرة وتنظر اليهم يحملون أسلحة أكبر من أحجامهم وزجهم بجبهات القتال ومحو طفولتهم بقول أنت محارب مقاتل ورجل سينقذ اليمن من بطش الظلام.

وتقول اليامي لـ"اليمن نت" إنه وبفعل تلك التعبئة "يشاهد الجميع الأطفال بمختلف المحافظات يصعدون أطقم عسكرية ويتم إرسالهم لجبهات القتال براتب 30 ألف ريال لكل طفل يحارب وهناك عدد كبير من الأطفال داخل السجون نتيجة القتال والحرب".

يعلق أحمد القرشي على ذلك بالقول إن: تجنيد وإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، يعد أحد أشكال أسوأ عمالة للأطفال بحسب معايير منظمة العمل الدولية، النسبة الأكبر من الأطفال المنخرطين في القتال هم ينخرطون بحثا عن فرصة عمل لتحسين سبل معيشتهم أكثر من كونهم مدافعين عن ايدلوجيا أو قناعات شخصية لأنهم يقومون بهذا في ظل انعدام الكثير من سبل المعيشة أمام والديهم و المتمثلين برعايتهم وازدياد الفقر والبطالة والغلاء.

يضيف القرشي بالقول: هناك أطفال من الجنسين يتعرضون للاستغلال الجنسي مقابل الغذاء وهذه مشكلة تتفاقم ولها صور عديدة من بينها تزويج الصغيرات والاستغلال في الدعارة ولكن يتم التكتم عليها خوفا على سمعة المجتمع ولا توجد أي حلول عملية أو حماية او انصاف للضحايا الذين يتجرؤون ويبلغون وهم لا يمثلون نسبة تذكر من الحقيقة المرة

انعدم الإحصائيات

 مشيراً القرشي: بأنه لا توجد احصائيات لعدم تواجد مؤسسات حقوقية، قادرة على القيام بذلك بالشكل المطلوب، ولا توجد حتى سياسات وتوجهات حقيقية لمراقبة ورصد هذه الظواهر ومعالجة آثار الحرب على الأطفال حيث أن العنف والاستغلال والإهمال ليس على قوائم الاهتمام من قبل الممولين، ولا المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية بالشكل الذي يتناسب وحجم الكارثة التي تعيشها الطفولة في ظل الحرب.

يضيف القرشي: حتى رصد وتوثيق الانتهاكات في ظل الحرب فهي أنشطة تقتصر على الجرائم والانتهاكات التي يمكن الاستفادة منها في تقارير حقوقية يمكن استخدامها من المؤسسات الحقوقية التابعة لكل طرف ضد الطرف الآخر لإدانته أما فيما يخص معالجة آثار الحرب على المدنيين فهذه للأسف لم تكن على لائحة الاهتمام لأي من الأطراف والجهات الداعمة.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram