شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- إفتخار عبده
مباحثات سعودية حوثية أقيمت في المملكة العربية السعودية؛ لأجل تحقيق السلام في اليمن.
وقد غادر وفد الحوثيين الرياض يوم الثلاثاء عائدًا إلى صنعاء برفقة الوسيط العماني بعد خمسة أيام من المباحثات الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر لعامه التاسع في اليمن.
لم يتم الإعلان رسميًا عن نتائج هذه المباحثات إلا أن بعض المصادر قالت: إن عودة الحوثيين إلى صنعاء تأتي للتشاور مع قيادة الجماعة حول ملفات المفاوضات.
السعودية بدورها رحبت بالنتائج التي وصفتها بالإيجابية للمحادثات التي أجريت في الرياض بين وفد من المفاوضين الحوثيين ومسؤولين سعوديين والتي استهدفت الوصول إلى خارطة طريق تدعم عملية السلام في اليمن، حسب بيان صدر الأربعاء عن وزارة الخارجية السعودية.
انقسم اليمنيون إزاء هذه المباحثات إلى قسمين بين مؤيد ومعارض، فالمؤيد شعر بنوع من الأمل في التوصل إلى حل نهائي، خصوصًا وأن الحوثيين يشعرون بارتباك كبير إثر السخط الشعبي عليهم، والرأي الآخر يرى أن لا حل مع الحوثيين عن طريق الحوار، مؤكدين أن هذه الجماعة لا يمكن التفاوض معها إلى عن طريق السلاح.
ويقول المحلل السياسي، أحمد هزاع" لم تطبخ عملية السلام في اليمن بعد، ومليشيا الحوثي لم تتقارب إلا بعد أن تم تسوية الملف السعودي الإيراني ولذلك نجد أن السلام المزعوم ليس سلامًا من أجل اليمنيين أو من أجل المرتبات أو الحالة الإنسانية كما تدعي جماعة الحوثي، ما يحدث هو أن المجتمع الإقليمي يريد أن يحدث سلامًا في اليمن كما يشاء هو، لا كما يريده اليمنيون".
تعقيدات في الملف اليمني
وأضاف هزاع لـ"اليمن نت" هناك تعقيدات في الملف اليمني كما نعرف، وهناك مطالب كثيرة، والحقيقة أنه من الصعب أن يسلم الحوثيون الدولة وسلاح الدولة ويعودون تحت قانون الدولة وسياستها، فمليشيا الحوثي لم تكن تحلم أن تصل إلى ما وصلت إليه؛ لذلك من الصعب جدًا أن تتم عملية سلام وهناك طرف متعنت لا يريد دولة ولا قانون ولا سياسة دولة".
وأردف" هناك مزايدات في التصاريح الإعلامية، وأما ما يحدث فهو سيناريو لتخرج السعودية بماء الوجه من الحرب التي أعلنتها على اليمن في 2015م، فأوراق الملف ما تزال مبعثرة ولا أعتقد أن هناك سلام حقيقي سيحدث وسيلمسه المواطن اليمني".
وبيَّن" اليوم نحن نتحدث عن قرب توقيع سلام شامل ونجد أن معظم الشعب اليمني غير متفائل بهذه العملية، وغير مجدِّين بوقوع عملية سلام يكون فيها الحوار الوطني هو الزكيرة الأولى للخروج من هذا التوقيع في الرياض والذي سيكون في الواحد والعشرين من سبتمبر، ذكرى الانقلاب وهذا دليل آخر على أن الحوثيين هم من فرضوا شروطهم في هذه المباحثات".
وأشار إلى أنه" بحسب ما سبق من مفاوضات نجد أن قيادة الشرعية، سواء القيادة السابقة برئاسة عبد ربه منصور هادي، أو بقيادة المجلس الرئاسي لا نجد لهم أي قوة على الأرض غير الاتكاء على السعودية والإمارات وتنفيذ الأوامر بالحرف- اذهبوا، ارجعوا، قدموا مطالب، لا تقدموا- ولكن لا توجد قوة حقيقية".
وتابع" لو كانت هناك قوة حقيقية لدى الشرعية لحركت الجبهات وألزمت مليشيا الحوثي بالحضور إلى طاولة المفاوضات كما تريد، لكن نجد ما يحدث من تدليل للحوثي من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول الجوار أنه يتم فرض شروط مليشيا الحوثي ويتم تنفيذها بينما شروط الشرعية لم تنفذ".
وواصل" نحن نتحدث عن حصار تعز، لليوم لم يفتح وقد فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتم توسعة الخطوط في السفر عبر مطار صنعاء إلى الدول وما تزال تعز تحت الحصار على الرغم من التنديدات والبيانات والاتفاقات ولكن ما تزال تعز تحت الحصار".
ولفت إلى أن" الشرعية لا يوجد لديها أي خيار إلا إذا نوت نية حقيقية في تحريك الجبهات وتحرير المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات، وإلا فما يحدث من أجل السلام هو توسيع لشروط الحوثيين والشرعية ستكون خارجة عن هذا تماما".
وأكد" اليوم نتحدث عن أن هناك وفد عماني وصل إلى صنعاء ثم إلى السعودية بينما هناك من قيادة الشرعية من يحاول أن يزاحم ويقول أنا موجود، كمجلس النواب أو الشورى أو رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي يتحدثون عن المرجعيات الثلاث وأنه لا بد من سلام ولكن أين هم من التوقيع وأين هم من فرض شروط مصلحة اليمنيين؟".
واختتم" السعودية تريد أن تخرج من حرب اليمن بأي وسيلة كانت، لذلك لا أعتقد أن هناك سلام سيتحقق على الأرض إلا كما تريد مليشيا الحوثي وهذا سيكون متعارضًا مع ما يريده الشعب اليمني ككل وكعودة الدولة ومؤسساتها".
في السياق ذاته يقول مختار شداد" صحفي" لا أعتقد أن المفاوضات التي أجريت في الرياض ستفضي إلى حل للأزمة اليمنية، لأن جماعة الحوثي كانت منذ البداية رافضة للحوار مع السعودية، بمعنى أن تكون السعودية وسيط مباشر، وزيارة الوفد الحوثي للرياض، أمر يطرح العديد من التساؤلات".
وأضاف شداد لـ"اليمن نت" ربما قد يشير قبول الحوثيين بهذا التفاوض نتيجة للتقارب السعودي الإيراني الأخير، لكن جماعة الحوثي وفي كل المفاوضات تسعى دائما إلى تقديم مصلحتها وشروطها الخاصة ولا ترضى بالتنازلات وما سبق من مباحثات دليل قاطع على ذلك".
وأردف" إلى جانب أن هذه المفاوضات تمت بشكل مباشر بين السعودية والحوثيين، وغياب تام للطرف الآخر المتمثل بالمجلس الرئاسي، ما يعني أن السعودية تسعى بشكل أساسي إلى تحقيق مصالحها التي تريد تحقيقها، وتغيب المجلس الرئاسي يعني أن السعودية نصبت نفسها المتحدث باسم الشعب اليمني".
وتابع" لا أظن أن تلك المفاوضات ستنجح، إلا في حالة أن التقارب السعودي الإيراني سيكون له دور كبير في ذلك من خلال موافقة الحوثيين على أجندة السعودية".
وأشار إلى أنه" منذ بداية المفاوضات وحتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن الملفات المطروحة على طاولة الحوار، ما يعني أن هناك مصالح خفية للسعودية من جانب وللحوثيين من جانب آخر".
وأكد" مليشيا الحوثي تريد فتح المطارات والموانئ ودفع رواتب الموظفين تحت سيطرتها بدون أي قيد أو شرط، إلى جانب الاعتراف بها كقوة حقيقية لها سلطتها على المحافظات التي تسيطر عليها، هذا ما كانت تشير إليه المفاوضات الأخيرة في صنعاء".
وواصل" السعودية تسعى إلى تأمين نفسها، والخروج من حرب اليمن بماء الوجه؛ ولأجل هذا قد تحقق مطالب الحوثيين وقد توافق على شروطهم على حساب الشعب اليمني المغلوب على أمره".
على الرغم من الخذلان الكبير الذي لاقاه الشعب من المبحاثات السابقة إلا أنه ما يزال يطمح في أن يتم تحقيق السلام، وإن كانت ثقته بتلك المفاوضات قد تزعزت.
بدوره يقول المواطن سلطان أحمد" لم نعد نثق بأي مباحثات على الإطلاق، فكم من مباحثات مرت دون أن نلمس منها شيئا جميلًا على أرض الواقع".
وأضاف أحمد لـ" اليمن نت" الوضع المعيشي كلما مر يوم يعود للأسوأ حتى أصبحنا في حال يرثى لها العدو قبل الصديق، الأسعار ترتفع والمساعدات الغذائية تختفي والوضع يعلن أن القادم أسوأ من الوقت الحالي".
وأشار إلى أن" الحرب ما تزال قائمة على الرغم من وجود الهدنة المزعومة فضحايا القناص الحوثي ما تزال تزداد يوما بعد يوم وكذلك القذائف التي تطلق بين وقت وآخر، نحن ما نزال نودع شهداء جدد كل يوم أو كل أسبوع".
وواصل" نطمح كثيرًا أن تجرى مباحثات حقيقية يكون السلام هو النتيجة بالخروج من المباحثات ونأمل بأن يتم النظر لحال المواطنين المغلوب على أمرهم الذين يذوقون الويلات في كل لحظة وحين".
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين