شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
عقب حادثة قاعدة العند الجوية والتي استهدف عدد من القيادات العسكرية أثناء عرض عسكري، كشف وزير الداخلية الميسري في مؤتمر صحفي الثلاثاء 15 يناير/ كانون ثاني الجاري، عن وقوف الحوثيين وراء عملية الاغتيالات التي استهدفت عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية في عدن والمحافظات المحررة، دون أن يذكر تورط قوات موالية للإمارات في عمليات اغتيال تمت خلال الأعوام الماضية.
وأثار المؤتمر الصحفي عدد من التساؤلات حيث تم تجاوز الحقيقة الواقعة في المحافظات الجنوبية والتي تسيطر عليها قوات الحزام الأمني التابع للإمارات، والذي نفذ حملات اغتيالات واسعة استهدفت عسكرين ومؤثرين وخطباء ودعاه، وكشفت عن ذلك تحقيقات دولية حيث استأجرت الإمارات عصابة أمريكية لتنفيذ الاغتيالات في العام 2015.
وفي الوقت الذي كان الإعلام يغطي حادثة العند وتداعيتها وينتظر توضيح أكثر من الحكومة وتشكيل لجنة تحقيق، عقد الوزير الميسرى برفقة مدير أمن محافظة لحج مؤتمر صحفي لأول مرة يكشفون عن خلية حوثية للاغتيالات في عدن ولحج، في تهرب واضح عن كشف ملابسات حادثة العند والتي كان واضحاً غياب أدني مستويات الاحترازات الأمنية ويدور شبهات عن تورط طرف آخر غير الحوثيين الذي أعلنوا مسؤوليتهم عن تنفيذ العملية.
تتورط الحكومة الشرعية عبر مسؤولين كبار ما بين الحين والآخر في عملية التغطية على الجرائم التي تمارس من الإمارات والقوات الموالية لها في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، والتي تعد قوات موازية تعمل خارج سلطة الحكومة لتنفيذ أجندات "أبو ظبي" وأطماعها في السيطرة.
وقال المحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني "إن المؤتمر الصحفي قدم رسالة ان الانقلابيين الحوثيين سبب كل حوادث الاغتيالات وهذا تظليل ويغطي الحقيقة الموجودة على الأرض في عدن ولحج ومجرد محاولة للتغطية وتبيض جرائم الامارات والعبث الذي هي مسؤولة عنه عبر أدواتها وأذرعها الأمنية والعسكرية".
وأضاف في حديث لـ "اليمن نت" يعرف جميع المراقبون ان الأيدي التي تعبث بعدن عبر والاغتيالات والقتل والفوضى والتدمير والارباك ليست حوثية، من يمنعون دمج قوات الحزام الأمني بوزارة الداخلية ومن يقوض سلطة الداخلية في عدن ليسوا الحوثيين بالتأكيد.
ويعد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الميسرى من ضمن المسؤولين الذين سبق وأن هاجموا ممارسات الإمارات في عدن، لكن مؤخراً عاد إلى الصمت بعد ان تلقى دعوة من مسؤولين في "أبو ظبي" لزيارتها وتمت الزيارة خلال العام الماضي وتم خلالها تطبيع العلاقة مع الامارات وعاد مجدداً للعمل بهدوء دون الحديث عن أي تجاوزات للإمارات ومن ضمنها السجون والتعذيب والاغتيالات.
بعد خمسة أيام فقط من حادثة العند التي وقعت في 10 يناير/ كانون اول الجاري عقدت الداخلية مؤتمر صحفي، والذي أثار الشكوك أكثر حول الهدف الرئيس في ظل حديث عن تورط "أبو ظبي" في التخطيط للحادثة التي نُفذت من قبل الحوثيين وأودت برئيس جهاز المخابرات العسكرية اللواء طماح والذي كان يصنف أنه من المواليين للرئيس هادي ومناهض لممارسات الإمارات.
وفي السياق قال الهدياني " لا يمكن الحديث عن توقيت المؤتمر الصحفي إلا إنه يريد ان يقدم رسالة واضحة لإزالة الشبهة عن الحديث عن اختراق وايدي تابعة للإمارات تقف وراء عملية استهداف تجمع عسكري في العند وخاصة ان مدير امن لحج المسؤول عن مسرح الحادثة هو من تصدر المؤتمر".
وأشار في حديث لـ اليمن نت" إن الداخلية أعطت رسائل ضمنية لتبرئة ساحة الامارات وأدواتها التي تعبث في المحافظات الجنوبية وهذا تورط مخزي في تبيض جرائم الامارات المتورطة، ويتناقض مع حركة الشارع المظاهرات اليومية التي تهتف في عدن تندد العبث الاماراتي".
وقال الهدياني "نحن اليوم امام حكومة خانعة صامته لا تتحدث عن الواقع وتحاول تغطيته لصالح عبث الامارات، وامامنا شارع حي يتحرك مع المخفيين في السجون وضحايا الاغتيالات، ونحن امام ان نصدق الشارع او تصريحات الميسري". لافتا "أن الامارات متورطة حد الثمالة في العبث والواقع الذي غرقت فيه مدينة عدن طوال أربع سنوات".
خلال السنوات الماضية مارست الإمارات عبر ادواتها في المحافظات الجنوبية سلسلة من الانتهاكات والجرائم وعملت على تقويض سلطة الدولة من خلال دعم قوات الحزام الأمني التي تعمل خارج سلطة الحكومة، وفي أكتوبر من العام الماضي كشف موقع أمريكي في تحقيق استقصائي تقاعد الامارات مع مرتزقة أمريكيين لتنفيذ اغتيالات في اليمن.
وقال الباحث والمحلل في الشؤون الأمنية على الذهب "مسألة إلقاء القبض على خلية حوثية شيء ممكن تصديقه، لكن أن يقال إنها اعترفت بكل عمليات الاغتيال فهذه المسألة تحتاج إلى الشك وعدم تصديقها تلقائيا.
وأضاف في حديث لـ "اليمن نت" إن الحوثيون لا يستهدفون لحج وعدن بالطائرات، بل ويستهدفون مارب والجوف، ونهم، وغيرها. ومع ذلك لم تعلن أو تقدم السلطات الأمنية هناك أي دليل مادي على ذلك، بل تصريحات وأقوال منسوبة لمسئولين.
وأشار "إن حديث وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي محاولة لتلطيف الجو المشحون تجاه الإمارات لما يتردد حول ضلوعها في حادثة قاعدة العند، ومحاولة استجداء الرضا الإماراتي، بعد يومين من زيارة نائب وزير الداخلية التركي، ولقائه برئيس الحكومة ووزير الداخلية، وما يثار عن التفاهمات المشتركة حول تعزيز الأمن في المناطق المحررة".
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين