شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
مع عودة رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء إلى عدن (جنوب اليمن) العاصمة المؤقتة للبلاد تنتظرها كثير من المهام الخدمية للمواطنين في المناطق المحررة، في الوقت الذي يخشى مراقبون من استمرار عرقلة عملها من قبل القوات المدعومة من الإمارات والتي تسيطر على معظم مناطق المدينة.
وكان بن دغر غادر مدينة عدن عقب المواجهات الدامية التي اندلعت بين القوات الحكومية من جهة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في أواخر كانون ثاني/يناير حيث سيطرت تلك القوات على عدد من المباني الحكومة ومنها مكتب رئيس الحكومة ووصلت إلى محيط قصر المعاشيق مقر إقامة بن دغر، لكنها عادت إلى مواقعها بعد تدخل سعودي.
وتواجه الحكومة الشرعية سلسلة عراقيل من قبل القوات المدعومة إماراتيا لمواصلة عملها في تطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة، يجعل من فرص نجاحها بعيده بدون حل جذي لحالة التمرد والعداء التي تمارسها الامارات عبر أذرعها العسكرية في المدينة، والتي تصنع حالة من عدم الاستقرار من خلال تزايد الفصائل المسلحة وممارسها سطوتها على الحياة العامة.
وجاءت عودة الحكومة إلى عدن بعد تفاهمات غير معلنه بين الحكومة الشرعية وقيادة المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا، حيث قادت تلك التفاهمات قيادة التحالف العربي بعد تأخر عودة رئيس الحكومة بن دغر، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" غير أن هاني بن بريك قائد قوات الحزام الأمني لمح إلى ضرورة تغيير الحكومة.
وقال بن بريك في تغريده له بحساب في توتير في 12 إبريل/نيسان 2018 قبل وصول الحكومة بيوم واحد" من يظن أن أحداث عدن الأخيرة كانت لطرد بن دغر فليصحح فهمه" مشيرا "أن ما جرى كان دفاعا عن الشعب الأعزل المطالب بتغيير الحكومة وهذا مطلب يتحمله رئيس الجمهورية" على حد تعبيره.
وأضاف "سندافع عن الشعب في كل حشوده الجماهيرية المطالبة بتغيير الحكومة، رضي من رضي ويغضب من يغضب" في تهديد صريح سبق وصول رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر مع سبعة من الوزراء الجمعة 13إبريل/ نيسان الجاري.
وتشير تصريحات بن بريك إلى احتمال مواصلة تلك القوات التي يرأسها عرقلة عمل الحكومة في إعادة الاستقرار إلى المدينة بعيدا عن تشتت القوات الأمنية، وهو ما يجعل عمل الحكومة بين فكي كماشة عبر السلاح المنفلت بيد تلك القوات التي تدعمها الأمارات، والتي عملت علناً على مساندتها بالطيران الحربي في مواجهات أواخر يناير.
"أبوظبي" تتمدد نحو الشمال ..فهل تستسلم تعز لقوات "صالح" بعد سنوات من الثورة والمقاومة؟
وقال المحلل السياسي ياسين التميمي "ليس هناك من مؤشر جدي على ان عودة جزء من حكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر هي عنوان لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق والدعم بين السلطة الشرعية والتحالف من شأنها أن تنتهي إلى تمكين السلطة الشرعية من أداء دورها على الأرض كما تنص على ذلك أهداف التدخل العسكري لهذا التحالف في اليمن".
وأضاف التميمي في حديث لـ "اليمن نت" أن التحالف ماض كما هو واضح في تقديم الدعم العسكري لورثة صالح؛ وهذا يعني أن منسوب الثقة بين التحالف والسلطة الشرعية لا يزال على حاله.
إلى ذلك هدد القيادي في المجلس الانتقالي ناصر الخبجي بالقول "أن المعركة السياسية لا تحسم بالضربة القاضية وعودة الحكومة إلى عدن لا يعني أنها سوف تستمر بقدر ما هي محاولة إثبات وجود لأشهر" في إشارة إلى أن عودة بن دغر لازالت تعترضها معوقات كثيرة لا يمكن أن تتجاوز بسهولة.
فيما ينتظر المواطنين في مدينة عدن من الحكومة توفير الخدمات الضرورية وضبط الحالة الأمنية، تذهب القوات الموالية للإمارات في عدن بعيدا عن تلك المطالب في خلق حالة من العبث ومنع الحكومة من ممارسة مهامها بشكل منتظم.
وتعمد الإمارات على ترك مدينة عدن في حالة من الفوضى الأمنية التي تعيشها ليتسنى لها تقديم خدمات أكبر في إفساح تمدد القوات الموالية لها، والتي تعمل ضمن مشروع أبو ظبي الطامع في السيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي، ويفترض أن تواجد بن دغر في الرياض من شأنه إيجاد حل للفوضى التي تديرها الإمارات من خلال التحدث مع القيادة السعودية التي تتواطئي بالصمت.
ويرى المحلل التميمي " ان الثقة المفقودة بين التحالف والشرعية تأسست على مخاوف غير مشروعة من جانب التحالف تساهم في تعطيل فعالية الجيش الوطني والإساءة اليه والى مكونات السلطة الشرعية"
وأشار في حديث لـ "اليمن نت" من الواضح أن تصريحات رئيس الوزراء المنفتحة على دور مستقبلي لنجل المخلوع صالح قد فتحت الطريق أمام عودته وبعض وزراء الحكومة إلى عدن وهذا لا يشجع ابدا في الذهاب بتقديراتنا إلى أن عودة الحكومة إلى ابعد من كونها مناورة سياسية للتحالف.
وتابع ياسين التميمي قائلا "في ظل استمرار الخطاب التصعيدي من جانب أدوات الإمارات وأذيالها على نحو ما يعبر عنهم بوضوح هاني بن بريك الذي هدد باستمرار التصعيد ضد الحكومة".
وما بين تهديدات قيادات المجلس الانتقالي التابع للإمارات ومطالب المواطنين في تمكين الدولة من ممارسة مهامها وتقديم الخدمات، يبقى صمود استمرار الحكومة برئاسة بن دغر مرهون بتوقف القوات الموالية للإمارات بالعبث والفوضى لإعاقة عمل الحكومة.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين