آثار استهداف جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الجمعة، لعدد من الصحفيين في محافظة البيضاء ، موجة غضب في أوساط المئات من النشطاء اليمنيين ووسائل الإعلام.

ودعا النشطاء والحقوقيون، المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط، على الأطراف المتصارعة في اليمن ومحاسبة المنتهكين.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، توفي الصحفي "عبدالله القادري" فيما أصيب 3 آخرون بإصابات متفاوتة، جراء استهداف مركبتهم في قصف مدفعي شنه الحوثيون على المنطقة التي تشهد اشتباكات عنيفة.

الصحفيون، كانوا يعملون لصالح وسائل إعلام محلية عبر تغطية المعارك الدائرة، بين قوات الجيش اليمني المسنودة بالتحالف العربي من جهة، وبين مسلحي الحوثيين من جهة أخرى.

حادثة مقتل الإعلامي القادري، الصحفي والمصور الذي وثق المعارك والإنتصارات في عدد من الجبهات خلفت حزن كبير في الوسط الإعلامي اليمني.

ونعت قناة “بلقيس” اليمنية، مصورها عبدالله القادري عقب ساعات من إصابته مع مجموعة من الصحفيين بينهم مراسل قناة “يمن شباب” ذياب الشاطر ومصورها وليد الجعوري، لكن إصابة القادري كانت في الرقبة وحالته حرجة، قبل أن يفارق الحياة.

قتلو من وثق هزائمهم

وكتب المحلل السياسي اليمني، بصفحته على تويتر تعليقا على الحادثة قائلا، أسد الإعلام اليمني، فارس الميدان الذي غطى باحترافية ومهنية عالية في رحاب الله.

وأفاد أن الحوثيين قتلوا عبدالله القادري،الشهيد الذي وثق هزائمهم في كل مكان.

وعبر نائب الرئيس اليمني "علي محسن الأحمر"، عن استهجانه وإدانته الشديدين لاستهداف الحوثيين المتكرر لطواقم وسائل الإعلام ومراسليها وأصحاب الحرية والرأي.

وأشاد "الأحمر"، بمناقب الصحفي القادري وأدواره الإعلامية البارزة خلال عمله مع مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وما اتسم به أداءه من مهنية وكفاءة واقتدار، وما تمتع به في تغطيته من مصداقية وشجاعة إعلامية وانحياز لقضايا الوطن، معبراً عن أصدق التعازي لأسرته وللوسط الصحفي.

تصرفات همجية

وفي سياق متصل دعا وزير الإعلام اليمني "معمر الإرياني" المجتمع الدولي إلى ادانة التصرفات الهمجية للحوثيين والضغط عليها للتوقف الفوري عن استهداف الصحفيين والتحريض عليهم باي طريقة كانت، وإطلاق سراح المختطفين.

وعبر عن استنكار الوزارة بكافة مؤسساتها وقطاعاتها المختلفة لما تقوم به ميليشيا الحوثي الإيرانية من استهداف ممنهج للإعلامين والصحفيين العاملين في الميدان.

فارس الجبهات

الكاتب والأديب اليمني "يحيى الأحمد" وصف القادري ببطل الإعلام وفارس الجبهات، مشيرا إلى أنني قدمت إلى مارب ولم أكن قد التقيت به حيث اقتصر تواصلنا أثناء عملنا في سهيل على الهاتف.. فعرفت عبدالله الإنسان النبيل الشهم الشجاع الذي قل أن تجد مثله.. يجمع بين البساطة والعظمة بين الصبر والإقدام بين التأني والإنجاز.

وأفاد: عملت في إذاعة ناس لعام ونيف فكان مصدري الذي أثق به وأعتمد عليه.. حيث قضى جل ساعات حياته في العمل الإعلامي في الجبهات وزود وسائل الإعلام بمختلف الأخبار والصور والمشاهد..

وقال "الأحمدي" لا يختلف اثنان عن مكانة عبدالله القادري في قلوب زملائه الذين عرفوا فيه الإخلاص والحيوية والنشاط.. وفي قلوب محبيه الذين عرفوه إنسانا نادرا بكل ما تحمله الكلمة.

وأشار إلى أن الفقيد كان وطنا يحتضن وطنا, كانت طموحاته أن يرى بلداعنوانه الكرامة والحرية والعزة ومن أجل تحقيق هذه الرسالة التي كان ينبض بها حلما ويتنفسها أملا, وهبها وقته وجهده, تجسد ذلك في تلك اللحظات التي كان يقضيها خلف كاميرته مصورا ومبدعا ومراسلا.

وتزداد حجم الانتهاكات الإعلامية في اليمن جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ نحو ثلاثة أعوام، بين مسلحي الحوثيين من جهة، وقوات الجيش الحكومي بمساندة قوات التحالف العربي من جهة ثانية، وأضحى العشرات من الصحفيين بين قتيل وجريح، ومعتقل.