The Yemen Logo

نزهة الحرب في صنعاء

نزهة الحرب في صنعاء

اليمن نت - 13:12 03/01/2017
لم يعد أحد في صنعاء يتذكر ان هناك حرب، بعد أن توقفت المعارك في نهم لفترة طويلة، وهي المعركة التي كانت أصداؤها قد بدأت تتردد في سماء العاصمة صنعاء، وأحيت الأمل بإمكانية قرب الحسم.
هدأت صنعاء بعد أن توقفت الطائرات عن القصف، وهو الذي كان طيلة الفترة الماضية انتقائي ولا يستهدف مواقع بعينها ويتجنب إلحاق الضرر بسكان العاصمة، إلى حد تحولت معه الحرب في هذه المدينة إلى مجرد فرجة.
ومع استئناف المعارك في نهم منذ صباح السبت الفائت، والتي ترافقت مع تقدم مهم للجيش الوطني والمقاومة، يتجدد الأمل بإمكانية المضي قدماً في خط الحسم، وهو أمر ليس جيداً بالنسبة لسكان العاصمة، ولكن هؤلاء ليسوا سعداء أيضاً بالاستبداد الذي تمارسه سلطة الأمر الواقع المفروضة من قبل ميلشيا طائفية مسلحة مرتبطة بإيران.
لا أظن أن تجدد المعارك في شرق العاصمة وبالتحديد في مديرية نهم القريبة من العاصمة، يشير إلى نوايا حقيقية لدى التحالف بشأن الحسم العسكري، الأمر الذي يرجح فرضية أن تكون هذه المعارك مجرد أداة ضغط، رغم ما حققته من نتائج على الأرض أصبح معها نقيل بن غيل في مرمى نيران الجيش الحكومي كما صرح المتحدث باسم الجيش الوطني.
هذا النوع من الضغط قد لا يهدف بالضرورة إلى دفع الانقلابيين للذهاب إلى عمان وفق للتفاهمات التي أقرها اجتماع الرباعية الأخير في الرياض، بحضور وزير الشئون الخارجية العماني ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
بل ربما تعلق بحمل هؤلاء الانقلابيين إلى تجديد التزاماهم تجاه لجنة التهدئة والتي تقرر أن تعقد اجتماعها في العاصمة الأردنية عمان، وهذه اللجنة عادة ما تشرف على الهُدنْ المعلنة من جانب الحكومة الشرعية والتحالف العربي، لكن سر وجودها الأساسي هو إنجاز تفاهمات مع الجانب السعودي بشأن التهدئة على الحدود.
لا قيمة لأي صفقة جانبية أو على هامش الحرب الدائرة في اليمن، ولا يمكن لها أن تكون بديلاً عن حل نهائي يهدف في المقام الأول إلى إنهاء الظاهرة الميلشياوية المسلحة للحوثيين، وإنهاء التأثير السيئ لإيران في صياغة مستقبل اليمن.
وهذا الحل يبدو أنه لن يتحقق عبر التسويات السياسية، لأن الحوثيين ليسوا مؤهلين للتعايش ضمن صيغة شراكة سياسية مع بقية الأطراف، لأنهم في حقيقتهم مشروع طائفي عدواني أحادي، يقوم على نظريات بالية حول الحاكمية والولاية والاصطفاء.
يعتبر سكان صنعاء محظوظون قياساً بسكان حلب، الذين تعرضوا لحرب لا هوادة فيها استهدفت المستشفيات قبل المساكن والأطفال قبل المسلحين، واستعرضت فيها روسيا كل إمكانياتها وقدراتها العسكرية الجوية والبحرية والبرية، وقامت بكل هذه الاستعراضات العسكرية بتفويض كامل من الغرب.
يكاد الوضع في العاصمة صنعاء يصل إلى مرحلة الاسترخاء، لولا تدني مستوى المعيشة واتساع دائرة الفقر، واستشراء ظاهرة الفساد، الذي يتورط فيه بشكل كامل المحسوبون على ميلشيا الحوثي الذين يستأثرون بمعظم الموارد، ويمارسون سطوة أمنية، يغطون بها على عملياتهم الواسعة خارج الاقتصاد الرسمي، من أسواق سوداء وعمليات تهريب واسعة النطاق، والاستئثار بالأنشطة التجارية الرئيسية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وفي المقابل لا يكاد الحوثيون والمخلوع صالح يتوقفون عن استهداف مدينة تعز بالقصف اليومي الممنهج على الأحياء السكانية، وعلى كل شيء تطاله قذائفهم، دون أن يهتز لهم جفن.
يدرك اليمنيون أن التحالف العربي لم يحسم أمره بعد، ولا يرغب في أن يواصل الجيش الوطني والمقاومة مهمتهما في هزيمة الميلشيا، رغم مؤشرات النصر العديدة التي تلوح في الأفق.
سنظل ننظر بتفاؤل إلى التحركات العسكرية التي تجددت في مديرية نهم، ليقيننا بأن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لهزيمة الميلشيا وإنهاء مظاهر الانقلاب واستعادة القانون في اليمن الذي أنهك بسبب الانقلاب ومظاهره المدمرة.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

يؤكد فريق البحث أن هذه الدراسة تظهر بالدلائل العلمية للمرة الأولى الآليات البيولوجية التي "تثبت قدرات الزنجبيل في علاج الالتهابات لدى بعض المرضى".

يأتي الاستطلاع وسط تقارير تفيد بأن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يناقشون تفاصيل اتفاقية الدفاع المشترك

أطاحت جماعة الحوثي المسلحة، اليوم الأربعاء، بحكومة عبد العزيز بن حبتور غير المعترف بها دوليا ضمن "التغيير الجذري" لزعيم الجماعة.

البحرين، المجاورة للسعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 دعماً للحكومة اليمنية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram