في ليلة الذكرى الـ 61 لثورة 26 سبتمبر شعر الحوثيون بالرعب بعد الخروج الكبير للمواطنين للاحتفال
"كانوا يعلقونني على جدار ويوسعونني ضربا. أصبت بكدمات وجروح في كل جسمي". والكلام هنا للناشط اليمني هشام العميسي الذي سجنه الحوثيون خمسة أشهر بتهمة "التجسس" للسعودية والولايات المتحدة.
في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، يروي هشام، الصحافي والناشط، تجربة الاعتقال والتعذيب على أيدي عناصر الحوثيين في اليمن، قائلا: "تعرضت للتعذيب في السجن، لقد استخدموا وسائل وحشية".
وعرض العميسي وهو يتحدث للوكالة ندوبا على معصميه بسبب الأغلال المعدنية وآثار طعنة على يده. وعرض أيضا صورا لندوب كبيرة حمراء على ظهره وفخذه.
ويقول إن المحققين الحوثيين طلبوا منه الاعتراف أمام الكاميرا بأنه جاسوس، لكنه رفض طلبهم مشيرا إلى أنه "لو رضخ لمطلبهم لأعدمت". وأضاف أنه وضع في زنزانة صغيرة إسمنتية بدون نور أو حمام وكثيرا ما حرم المياه والطعام.
وأكد الصحافي والناشط اليمني بأن 16 صحافيا على الأقل كانوا محتجزين معه في المعتقل.
وانتقد العميسي عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة لوضع حد للنزاع في اليمن ووصفها بأنها "ساذجة".
واعتقل هشام العميسي، الصحافي والمعلق السياسي البارز في آب/أغسطس 2017 بعد انتقاده القيود والفساد في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في البلد الذي تمزقه الحرب.
وأطلق سراح العميسي في كانون الثاني/يناير 2018 بعد حملة دولية للمطالبة بالإفراج عنه. ويقيم حاليا في القاهرة لكنه يستمر في متابعة الوضع في اليمن.
الحوثيون يتلاعبون
وحذر العميسي من "تلاعب" الحوثيين بمسؤولي الأمم المتحدة الذين يسعون لجمع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وفي وقت سابق من هذا الشهر سعى الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث لتنظيم أول مفاوضات من نوعها بين الطرفين المتحاربين في سنتين، لكن الحوثيين لم يحضروا إلى جنيف.
وقال العميسي إن رفض الحوثيين الحضور لا يجب أن يكون مستغربا، وتساءل ما إذا كان الأشخاص الذين يسعون للتوصل إلى اتفاق سلام يعرفون بشكل كاف تعقيدات النزاع في اليمن.
تقول الأمم المتحدة أن لا حل عسكريا للنزاع في اليمن، لكن العميسي يقول إنه من الأفضل استعادة السيطرة سريعا على مناطق تقع سيطرة الحوثيين بدلا من السماح باستمرار النزاع.
وقال إن عملية الأمم المتحدة تشوبها "عيوب" مضيفا أنها "تحتاج لما هو أبعد من النوايا الحسنة. وتحتاج لاستراتيجية متينة ولتطبيق صارم".
وأيد العميسي من جهة أخرى عمل بعثة المحققين الذين عينهم مجلس حقوق الإنسان قبل عام للتحقيق في الانتهاكات في اليمن.
وقدم المحققون تقريرا إلى الهيئة التي خلصت إلى أن جميع أطراف الصراع في اليمن ربما ارتكبوا "جرائم حرب".