يترقب اليمنيون الأخبار القادمة من العاصمة السعودية الرياض، التي تحتضن منذُ يوم الخميس مشاورات ومناقشات مع جماعة الحوثي المسلحة تهدف إلى إنهاء الحرب في البلاد.

وجاء ذلك بعد أن توجه وفد من جماعة الحوثي إلى السعودية بدعوة من الأخيرة، التي قالت إن الهدف من الدعوة لاستكمال النقاشات واللقاءات، التي تتوسط فيها مسقط، إذ كان آخر لقاء بين الأطراف المعنية في أبريل/نيسان في سلطنة عمان.

ويقول نشطاء يمنيون إن الزيارة أعطتهم بصيص من الأمل بإمكانية الوصول إلى السلام، إذ أنها الأولى التي يقوم بها وفد من جماعة الحوثي إلى المملكة العربية السعودية منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015. والعنوان العريض لهذه الزيارة هو: التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم.

وأكد الوفد الحوثي فبيل مغادرته صنعاء أنه سيبحث الملفات الإنسانية وشؤونا اقتصادية أخرى مع الجانب السعودي وصولا إلى الحل السياسي الشامل.

وكان وفد عماني قد وصل إلى صنعاء حيث اجتمع مع وفد الجماعة، قبل أن يصحبه على متن طائرة عمانية مساء الخميس باتجاه الرياض.

وتقول جهات يمنية متعددة إن التجارب السابقة في المفاوضات مع الحوثيين، لا تبشر بخير مؤكدين أن الجماعة المسلحة لطالما اعتمدت أسلوب المراوغة ونقض العهود والمواثيق.

وحول التوقيت: تشير مصادر مطلعة إلى أن السعودية سارعت في توجيه الدعوة للحوثيين بعد التنسيق مع سلطنة عمان، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف الحصول على دعم واشادة من الدول الأعضاء، والامين العام للأمم المتحدة.

وكان البيت الابيض عبر مستشار الامن القومي قد رحب ببيان رسمي بزيارة الوفد الحوثي للرياض.

ويرى مراقبون أن قبول جماعة الحوثي بالوساطة السعودية، يعني التواصل المباشر بين الحوثيين والقيادة السعودية ممثلة بوزير الدفاع خالد بن سلمان، ويعني قرب انتهاء الوساطة العُمانية. 

وتشير مصادر مطلعة إلى أنه يجري في الرياض مناقشة نقاط، يمكن أن تسهم في حلحلة عدد من الملفات وقد تمهد للتوصل الى حل شامل في اليمن.

وفي وقت سابق اليوم عبر رئيس وفد الحوثيين محمد عبد السلام عن أمله أن تُتوَّج نقاشات الرياض بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن ودول الجوار والمنطقة.

وأكد أن زيارة الوفد إلى العاصمة السعودية الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي في مسقط وصنعاء.

وأضاف أن «الزيارة في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي، في فترات سابقة، في مسقط وصنعاء، وحالياً في الرياض».

ويرى مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي: يأمل اليمنيون اليوم أن تكون مشاورات الرياض بين جماعة الحوثي والسعودية البداية الحقيقية لإنهاء الحرب بكافة تفاصيلها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يعود الأمن والاستقرار إلى كل ربوع اليمن وأن يتم الانتقال من وضع الهدنة إلى وضع إنهاء الحرب بشكل شامل وكامل.

وأوضح أن الوساطة العمانية تقترب من إنجاح مهمة إنهاء الحرب وتقريب وجهات النظر وهذا دور كبير تحمل من أجله العمانيون الكثير من الاتهامات من كل الأطراف، وكل طرف كان يفسر الوساطة العمانية بحسب ما يريد، لكن الدبلوماسية العمانية، استطاعت في نهاية المطاف، أن تجمع قيادات الحوثيين مع السعوديين في الرياض لأول مرة منذ بدء الحرب، وبإذن لله نسمع أخباراً طيبة عن هذه اللقاءات وأن تختم بإعلان لإنهاء الحرب

ويقوب المستشار الرئاسي اليمني ياسين مكاوي: إننا ننشد السلام العادل المستدام لبلادنا ونرحب بكل مسعى من اشقاءنا وأصدقاءنا في سبيل تحقيقه لكي ينعم شعبنا ومحيطه الإقليمي بالأمن والاستقرار والنهوض نحو المستقبل والخروج من دوامة الصراعات والاحتراب ومواكبة التطورات والنهضة من حولنا، مع ادراكنا ان السلام لا تصنعه المليشيات فأداة التدمير ليست معنية بالتعمير .