The Yemen Logo

مرتبات الموظفين بين حكومتين

مرتبات الموظفين بين حكومتين

اليمن نت - 13:51 21/12/2016

مرت أربعة أشهر على توقف مرتبات الموظفين ،  فمع اتخاذ الحكومة قرار نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن ؛ اتخذ الانقلابيون قرارا موازيا  بوقف المرتبات على الموظفين بحجة قرار نقل البنك ، وأصبح الموظف يرقب صرف مرتباته كل شهر  لدى البريد والبنوك دون جدوى ، وأصبحت الديون تتكاثر عليه ، وطلبات أسرته تؤرقه ، وتهديدات المؤجرين بإخراج أسرته تؤلم فؤاده ، وكل ذلك لايعني شيئا للحكومة والانقلابيين على حد سواء ، المهم أن ينفذ كل طرف مخططات عناده للطرف الآخر ، وينتقم كل طرف من الآخر ، دون اعتبار لموظف أو مواطن مسكين.

قرار الحكومة وإن كان متأخرا إلا أنه لم يدرس بجدية ، ولم يقدم أي حلول أو معالجات تضمن حقوق الموظفين ، مع أن الحكومة حينها أعلنت التزامها بصرف كل مرتبات الموظفين في كل اليمن ، كما أنه ربما كان من ضمن أهدافها بعدم صرف المرتبات تحريك الشارع للانتفاض على الانقلابيين ، وهو الأمر الذي حزمته مليشيات الانقلاب بقوة ، وجعلت كل من خرج للمطالبة بمرتبه داعشيا ، ما حمل الموظفين بابتلاع آلامهم والبقاء في بيوتهم مرضى وجوعى .

وهكذا كان قرار الانقلابيين الذي جاء كردة فعل على قرار الحكومة  لتأجيج الحقد على الحكومة لدى الموظفين ، ولم يكن ذلك القرار مدروسا كذلك ، إلا أنهم كانو معتمدين على مليشياتهم لقمع كل من يطالب بمرتبه أو تسول له نفسه الخروج للمطالبة به ، وإن كانوا حينها قادرين على صرف المرتبات ، إلا أنهم جعلوا من قرار النقل حجة لنهب السيولة الموجودة في البنك المركزي.

وكلاهما الحكومة والانقلابيون لم يضعوا نصب أعينهم معاناة الموظفين وأسرهم ، وتبعات حرمانهم مرتباتهم ، فالهدف لكل منهما هو الكسب السياسي ، والإطاحة بالآخر ، في الوقت الذي يقف كل منهما على أكوام من الدولارات الوافدة من الخارج ، يصرفونها على القيادات الموالية لهم  من جهة ، وشراء الأسلحة التي يقتلون بها الشعب اليمني من جهة ثانية ، وليتنقلون بها في عواصم الدول مع أسرهم من جهة ثالثة ، ولاستخدامها في شراء الولاءات ، وإقامة الطقوص الدينية والاجتماعية من جهة رابعة ، ولاضير عندهم أن يباد الشعب اليمني بأسلحة الطرفين ، ويموت من تبقى منهم جوعا ، وتحصد الأوبئة المتفشية البقية الباقية .

أربعة أشهر تجرع الموظف فيها مرارة الفقر ، وعرف معنى المعاناة والحرمان ، وأصيب بسبب كثر التفكير في مرتبه وانتظاره بأمراض مزمنة ، لم يكن يعرفها من قبل ، فهذا أصيب بالسكر ، وذاك بالضغط ، وذاك تعرض لجلطة سببت له شللا نصفيا ، وآخر قضت عليه ، وهكذا ،  وتبقى المعاناة مستمرة في زمن أصبحت معاناة الموظف سلعة تستخدمها الحكومة والانقلابيون للتسول بها لدى الدول والمنظمات الدولية ، للحصول على الدعومات المالية ، والمساعدات الإغاثية ، التي يستخدمونها لتمويل مجهوداتهم الحربية ،  وتنمية أسواق منتسبيهم السوداء ، وإنعاش أرصدة قياداتهم ، ولاضير عندهم أن يموت الجميع وتدمر البلاد.

الناطق الرسمي للحكومة صرح كثيرا بأن حكومته ستبدأ قريبا بصرف المرتبات للموظفين المدنيين ، فيما أعلنت حكومة الانقاذ التي شكلها الانقلابيون بأن مهمتها الأولى هي صرف مرتبات الموظفين ، وكلاهما يلعب بمشاعر الموظفين ،  الذين أنهكتهم الديون ، وأكلت الحاجة عفش أولادهم وأسرهم ، في الوقت الذي يرقب كل منهما الآخر ، كيف سيصرف المرتبات؟ ومتى؟

بدأت حكومة بن دغر بصرف مرتبات الجيش والأمن لمن هم تحت سيطرتها ، لكنها لم تصرف لمن هم تحت سيطرة حكومة الانقلابيين ، وهكذا نقلت وسائل الإعلام أن  بن دغر وجه بصرف مرتبات البعثات الدبلوماسية في الخارج ، وقبلها وجه بصرف مستحقات الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج ، وإن كانت الحقيقة غير واضحة بعد ، فكثير من المبتعثين الطلاب في الخارج ينفذون وقفات احتجاجية أمام السفارات للمطالبة بمستحقاتهم ، غير أن حكومة الانقلاب لازالت تمني الناس بوعود لم تحقق منها شيء ، فالقائمون على الموارد المالية لم يشبعوا بعد ، وكذلك كبار المسئولين لم يكتفوا ببناء مملكتهم ومملكة أبنائهم حتى يتيحوا الفرصة لتسليم مرتبات الموظفين!

للأسف الشديد الحكومتان تحاربان الموظف المسكين ، ولو أن مسئولي الحكومتين يعانون معاناة الموظف المسكين لقامت ثورات من داخل الحكومتين ، لكنهما يغدقان على وزرائهما ، وينعمان عليهم وعلى أبنائهم وأسرهم ، ويبحثون لأبنائهم عن مناصب عليا في الدولة ، وجامعات خارجية عريقة ليدرسوا فيها ، في الوقت الذي يموت فيه الموظف كل يوم ألف مرة ، ولايوجد من يبكي عليه أو يعزيه.

هذا هو حال الموظف مع حكومتيه الشرعية والانقلابية ، اللتين لم يقدمان شيئا له ولا لأسرته ومجتمعه ، وغاية ما يعملانه أن يسوقوا المواطنين وأبناءهم وقودا لأطماعهم ، وعتبة لإقامة بناء سلطان هش ، فلا حكومة هادي استطاعت تأمين مواطني المدن التي تحت سيطرتها ، وكفايتهم ماديا ، ولا حكومة السيد وصالح قدمت لمواطني المدن التي تحت سيطرتها ما يكفي عوزهم ، ولاهي أسلمتهم الخطف والاعتقال.

الغريب أن المواطنين بمن فيهم الموظفين استسلموا كل الاستسلام للحكومتين الغاشمتين ، فتجد منهم ممن طحنهم الفقر والعوز  يبرر لهما - كل بحسب خضوعه - ويلتمس لهما الأعذار ، ويتكفل بتقديم الذرائع لهما ، في الوقت الذي لم يكن المواطن والموظف ضمن حسابات الحكومتين ، أو في خططهما ، فغاية ما يسعون لتنفيذه وتحقيقه هو التشبث بسلطة على ركام أشلاء اليمنيين.

 

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram