The Yemen Logo

مخططات أبوظبي.. دفع تعز إلى النموذج السوري والحوثيون يرسمون الحدود الشطرية! (تحليل خاص)

مخططات أبوظبي.. دفع تعز إلى النموذج السوري والحوثيون يرسمون الحدود الشطرية! (تحليل خاص)

اليمن نت - 20:34 28/04/2019

على مدى شهرين ومدينة تعز تشهد تصاعد لأعمال العنف التي أقل ما يمكن وصفها بحرب مستعرة بين فصائل المقاومة المنخرطة في صفوف القوات الحكومية وفصيل من فصائل المقاومة الذي انحرف عن أهداف المقاومة.

حرفت الإمارات العربية المتحدة، ثاني قوة رئيسة في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، التحالف عن أهدافه الرئيسة، وجرت معها تلك الفصائل التي حولتها إلى مليشيا "مرتزقة" متمردة على الدولة كما فعلت في عدن وأبين وحضرموت وشبوة من خلال تشكيل مليشيا مسلحة تحت مسميات عدة "نخب وأحزمة وقوة مكافحة الإرهاب". إلاّ أن هذه المسميات لم تجد لها طريقاً في تعز نتيجة كثير عوامل أهمها تماسك الوحدات الأمنية والعسكرية بشكل مقبول تحت إدارة الدولة من جهة، والرفض المجتمعي لتكرار نموذج عدن في تعز من جهة أخرى..

هذا الرفض المجتمعي منح الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية شيء من الثقة للتعامل بحزم مع تلك المليشيا المنضوية تحت كتائب أبو العباس التابعة شكلياً للواء 35 مدرع، بعد موجة أعمال عنف واغتيالات نفذها عناصر في الكتائب أو مرتبطين بها أو يحتمون في مواقعها ويلجئون إلى الكتائب بعد كل جريمة ينفذونها في تعز. إلاّ أن تزايد عمليات اغتيال ضبط وأفراد الجيش والأمن في تعز فجرت الموقف في هذه المدينة التي كانت ذات يوم لا تعرف السلاح وتسمى عاصمة الثقافة اليمنية.

تشتيت مقاومة تعز ليس وليد اللحظة..

الأحداث التي تشهدها مدينة تعز اليوم ليست وليدة اللحظة فمنذ أن تم تصنيف قائد "كتائب أبو العباس" "العقيد عبده فارع الذبحاني" ضمن قائمة الإرهاب، وسبقاها بعامين إخراج الشيخ حمود المخلافي، رئيس مجلس تنسيق قوى المقاومة في تعز، من المحافظة بطلب وإلحاح إماراتي، رغم أنه "المخلافي" مثل محور إجماع لدى فصائل المقاومة بتعدد توجهاتها السياسية، إلاّ أن انتمائه لحزب الإصلاح، وجدت فيه الإمارات سبباً كافياً لوضع شروطها على السعودية في إبعاد المخلافي من تعز، وهو اليوم الذي بدأت فيه الإمارات تنفيذ مخططها في تعز، من خلال مليشياتها في تعز وقواتها المتواجدة في محافظة عدن القريبة من تعز، التي تتحكم بدعم جبهات تعز والمنطقة العسكرية الرابعة ككل.

كما تلك الخطوة في إبعاد المخلافي عن تعز ومقاومتها بحجة دعم مقاومة تعز من قبل الإمارات، مثّل النواة الحقيقة لإدخال محافظة تعز في سيناريو الصراعات البيّنية بين فصائل المقاومة وإضعاف الجيش والأمن بما يحول دون استكمال تحريرها من مليشيا الحوثي الانقلابية التي رأت الإمارات أن بقاء تهديدها لتعز مهم جداً لاستنزاف قوات الجيش والمقاومة في هذه المحافظة التي تعتبرها الإمارات "قوات إصلاحية" لابد من استنزافها وإبادتها أيضاً كون الإمارات هي العراب الرئيس لتمهيد إسقاط محافظة عمران والعاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي بحجة القضاء على "الإخوان المسلمين" في اليمن أي "حزب الإصلاح".

في الجانب الأخر يظهر أن مليشيا الحوثي ومن ورائها إيران تجاوزت هذا الاتفاق غير المعلن مع الإمارات وأطراف في السعودية، وذهبت إلى ما هو أبعد من القضاء على الإصلاح إلى إسقاط الدولة وابتلع مؤسساتها والتوسع جنوباً والسيطرة على المحافظات الجنوبية بقوة السلاح الأمر الذي أربك حسابات المملكة والإمارات في إبقاء "الجنوب" خارج إطار الحرب والصراع على السلطة كما كانت تخطط له لتنفرد بعد ذلك بجنوب ضعيف وتفرض خيار الانفصال على القوى في "الشمال".

محافظة تعز التي مثلت حائط صد لقطع الإمدادات عن مليشيا الحوثي في المحافظات الجنوبية شكلت نقطة تحول وأجبرت دول التحالف العربي التي أعلنت تدخلها في اليمن عسكرياً في 26 مارس/أذار 2015م على تشكيل مقاومة محلية بعد سيطرت المليشيا الحوثية على معسكرات الجيش عبر قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التي كانت تتبع الرئيس الراحل صالح وأقربائه، وتحالفت مع مليشيا الحوثي للانتقام من الإصلاح وقوى الثورة الشبابية التي أسقطت نظام صالح وأزاحته من الحكم.

النموذج السوري بدلاً عن تجربة عدن..

بالعودة للحديث عن صراع تعز وإخراج الشيخ حمود المخلافي، من تعز، الذي قابله عدم وفاء إماراتي فيما قالته للسعودية وللرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في توجهاتها لدعم مقاومة تعز واستكمال تحريرها، بل على العكس من ذلك سعت إلى إضعاف المقاومة والجيش الوطني وأجهزة الأمن في تعز لصالح مليشيات متعددة شكلتها الإمارات تحت مسميات عدة منها "كتائب أبو العباس" بقيادة عبده فارع الذبحاني، ووحدة "الذئاب المفترسة" بقيادة نائب "أبو العباس" "عادل العزي" الذي أوكلت لها مهمة تصفية قيادة الجيش الوطني والأمن والمقاومة، و"لواء العصبة" بقيادة "رضوان العديني" الذي تم اغتياله العام المنصرم على يد مسلحين كشفت التحقيقات فيما بعد، ارتباط منفذي عملية اغتيال "العديني" بوحدة "الذئاب المفترسة" التي يقودها "العزي"، و الذي كان قد دخل في خلاف مع "العديني" بعد أن لمس أن ثمة توجه سعودي لتولية "العديني" قيادة "كتائب أبو العباس" بعد تصنيف "أبو العباس ضمن قائمة الإرهاب من قبل أميركا ودول خليجية بينها الإمارات رغم أنها تعتبره رجلها الأول في تعز كما هو الحال مع هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي في عدن، الذي ينتمي لذات المدرسة السلفية التي ينتمي لها "أبو العباس".

بهذه المليشيات المتعددة الخارجة عن سيطرة الحكومة ومؤسساتها، وإيجاد بؤر صراع وتوتر دائمة بين هذه المليشيا وقوات الجيش والأمن ضمن مخطط إماراتي يجبر هذه المحافظة ذات الكثافة السكانية الأكثر في اليمن، إلى الانزلاق نحو النموذج السوري المتمثل في صراع فصائل المقاومة فيما بينها واستنزافها ليسهل بعد ذلك إجبار تعز وقواها الثورية التي كانت النواة الحقيقة لإشعال ثورة الشباب في فبراير/شباط 2011م، على القبول بأي حل ستفرضه الإمارات العربية المتحدة عبر مليشياتها كما هو حاصل في عدن.

 إلاّ أن إدراك قوى المقاومة والجيش والأمن في تعز لهذا المخطط منذ وقت مبكر حل دون استنساخ تجربة عدن في تعز أيضاً، خاصة وأن قوى المقاومة الفاعلة في تعز أبلغت قيادة قوات التحالف في أكثر من لقاء جمعهما بأنها غير مستعدة لتكرر تجربة عدن المأساوية لقوى المقاومة الحقيقة التي أسهمت بشكل فاعل في تحرير عدن ولحج وأبين.

دفع هذا الأمر الإمارات إلى التركيز والدفع بمليشياتها للتصعيد ضد قوات الجيش والأمن ومنع حدوث أي استقرار في تعز وإشغال مقاومتها عن هدفها الرئيس في استكمال التحرير وطرد مليشيا الحوثي الانقلابية التي تحاصر المدينة من عدة جهات، وإضعاف الجبهة الداخلية بما يمكن مليشيا الحوثي من استعادة السيطرة على مدينة تعز وإنهاء أي بؤر للمقاومة فيها لتتولى الإمارات بعد ذلك تعزيز النعرات الانفصالية في الجنوب عبر حلفائها في المجلس الانتقالي والمليشيات التي أنشأتها وجعل الانفصال أمر واقع كون المحافظات الجنوبية أصبحت محررة في حين أن المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية لم تتمكن من التحرير وسيطول فيها الصراع خاصة بعد أن تم إيقاف جميع الجبهات في هذه المحافظات بسبب التحالف العربي الذي أوقف الدعم عن هذه الجبهات، سيما إذا ما تم ربط هذا التوقف في الجبهات بوقف الهجمات الصاروخية من قبل مليشيا الحوثي على السعودية التي تقود هذا التحالف العربي، بناءً على طلب بريطاني وألماني لمليشيا الحوثي التي قايضت هذا الطلب بالسماح لها بالتمدد واستعادة السيطرة على مناطق كانت قد خسرتها في فترات سابقة خاصة في جبهات البيضاء والضالع على أن يتم التوقف عند الحدود الشطرية التي كانت تقسم اليمن إلى شمال وجنوب.

قد يرى البعض عدم صوابية هذا الأمر. إلاّ أن المعطيات الراهنة تعزز هذا الطرح، فمليشيا الحوثي التي أعلنت قبل نحو أسبوعين على امتلكها وتصنيعها لصاروخ محلي بمدى "160" كيلو متر، يحاكي صاروخ "توشكا الروسي" أثبتت بهذا الإعلان أن هذا السلاح سيكون موجها لجبهات الداخل وليس للسعودية التي تحتاج لصواريخ متوسطة وطويلة المدى.

كما أن تحركات مليشيا الحوثي في الجبهات خلال أكثر من شهر معززة بأسلحة ثقيلة "دبابات وعربات بي أم بي ومدفعية متوسطة المدى ونصب منصات صاروخية قصيرة المدى" كما هو حاصل في البيضاء والضالع وإب، وبقاء هذه الترسانة والتحركات خارج بنك الأهداف لطيران التحالف العربي إلاّ من بعض الضربات الخجولة التي تأتي لوقف حملة الانتقادات ضد دول التحالف والسعودية بالذات التي تتلقى مناشدات عدة من قبل المقاومة في تلك المناطق ومن قبل قوى سياسية يؤازرها حملات إعلامية من داخل معسكر الشرعية تجعل السعودية بالذات في موقف حرج، يعزز هذا لطرح ويقرب تعز من النموذج السوري بصراع الفصائل الذي سيدمرها ويجر اليمن إلى الانفصال.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

أوضحت أن عدد المهاجرين الذين يدخلون اليمن عبر ساحل لحج انخفض إلى (548) بنسبة 76 في المائة منذ الشهر الماضي (2249).

شاشة البث الحي للمزاد أظهرت تنافس 131 مزايدا على اقتناء القطع الأثرية اليمنية، هوياتهم غير ظاهرة ولا معروفة،

غرد البوسعيدي ، قائلا: “التأكيد مجددا على أهمية دعم كافة الجهود نحو تحقيق تسوية سياسية شاملة، وتشجيع المبادرات الإنسانية”.

يحذّر من أن تراجع نسبة الذكور بشكل عام يهدد "خلال الأعوام المقبلة بانقراض الذكور من السلاحف البحرية".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram