شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- مختار شداد
"الإعاقة لم تمنعني من مواصلة الدراسة والرسم" بلغة إشارة وبابتسامة عريضة هكذا لخص الشاب مجدي محمد قصة نجاحه على الرغم من إعاقته، فمجدي ولد فاقد القدرة على السمع والتكلم في مدينة إب الواقعة غرب اليمن.
حينما تمتلك الإرادة والعزيمة تتخطى كل الصعاب التي تقف أمامك، فقصة مجدي واحدة من عشرات القصص التي تغلب فيها أصحابها على إعاقتهم التي ولدت معهم ليحققوا بذلك أحلامهم وأهدافهم التي رسموها ولا يستسلمون أبدًا للعجز.
عاش مجدي طفولة قاسية كما يقول، حيث واجه الكثير من الصعوبات في حياته ودراسته في إحدى قرى محافظة إب، فهناك لا توجد مدرسة متخصصة للصم والبكم، الأمر الذي اضطر أسرته للانتقال إلى مدينة تعز والعيش فيها، وهناك التحق مجدي بمدرسة متخصصة.
موهبة الرسم
بدأت موهبة مجدي بالظهور عندما كان طفل في السابعة من عمره، حيث بدأ مجدي بمحاكاة ما يراه على شاشة التلفاز ومحاولة رسمها، تجسدت رسوماته على شخصيات المسلسلات الكرتونية التي يشاهدها.
يقول "محمد العماري" والد الشاب مجدي، في حديثه ل "اليمن نت" أن مجدي عندما بدأ بالرسم لم يهتم به كثيرًا واعتبرها مجرد تمضية للوقت، لأن مجدي يشعر بالعزلة نتيجة إعاقته فبدأ بالرسم لتعويض ما يشعر به، بعد اكتشاف موهبته كان السبب الأساس في الانتقال إلى المدينة، كما يقول والده.
يواصل "العماري" حديثه قائلًا: "عندما نقلنا إلى المدينة لاحظت عليه ميزة كبيرة، عندما يكون مع أصحابه أو في المحل يأخذ ورقة وقلما ويرسم الشخص الذي أمامه بأدق التفاصيل وتكون الوسمة كأنه نسخة عن الشخص، فبدأت أهتم به وأشتري له بعض أدوات الرسم والألوان، وأشجعه على مواصلة الرسم".
لم يكن انخراط مجدي بالرسم مجرد هواية مؤقتة لملء وقت فراغه، بل كانت موهبة فطرية، اكتشفها مجدي في صغره، وحاول والده مساعدته لتطوير موهبته وقدرته على الرسم بتلقائية، رغم أنه ما زال في المدرسة ولا يعرف عن الرسم شيئًا.
المركز الأول
قبل اندلاع الحرب في اليمن، كان مجدي رسامًا مبدعًا بشهادة الكثيرين، حيث شارك في مسابقة للرسم على مستوى المحافظة وحصد المركز الأول بامتياز، وانهالت عليه الوعود بالمنح من قبل السلطة المحلية لإكمال دراسته وتحقيق حلمه في دراسة الجامعة تخصص الفنون الجميلة، لكن تلك الوعود لم تتحقق حتى الآن.
يقول والد مجدي: "لو ما كانت اندلعت الحرب كنت بدخله يدرس معهد فنون جميلة من أجل يقدر يرسم من الخيال، أما الآن فقط يرسم ما يراه أمامه، ممكنا تجيب له صوره يرسمها، ويحسن العيوب التي فيها، لكن الآن لا يستطيع أن يرسم من الخيال كثير".
شارك مجدي في معرض للرسومات قبل الحرب في تعز، وكان له جناح خاص في مكتبة السعيد، إضافة إلى ذلك كان ينشر بعض من رسوماته في صحيفة الجمهورية بشكل مستمر، ومنذ اندلاع الحرب فقد ذلك كله، الأمر الذي اضطره لمساعدة والده ولجأ للعمل في محل الحلاقة وذلك من أجل توفير متطلبات العيش في مدينة تعاني ويلات الحرب والحصار.
حلم مفقود
رغم الحرب والكثير من الصعوبات والعوائق التي واجهها مجدي، إلا أنه لم يترك موهبته تضيع من بين يديه، وعلى الرغم من شحت الإمكانات إلا أنه مازال متمسكًا في حلم بدخول الجامعة لدراسة التخصص أكثر، لكن الصعوبة الأكبر في عدم وجود جامعة أو قسم متخصص لفئة الصم والبكم في تعز إلا من بعض مراكز التأهيل.
يكلمنا مجدي بلغة الإشارة قائلًا: "أحب الرسم كثيرًا، وأتمنى أن أستطيع دخول الجامعة والدراسة فيها، وأعمل على ذلك قدر الإمكان، لكن الصعوبات والعوائق كثيرة، والحمدالله على كل حال".
تعيش فئة الصم والبكم في اليمن بعيدة عن المجتمع وعاجزة عن الاندماج فيه، ناهيك عن غياب دور السلطة المحلية في الالتفات لمثل هذه الفئات داخل المجتمع، فقصة مجدي ليست سوى واحدة من عشرات قصص النجاح والتغلب على الإعاقة، لكن بقدر موهبة مجدي ليس هناك دعما حقيقيا له، فبشهادة الكثير من الرسامين يحتاج مجدي إلى توجيه فقط وسيكون رسامًا بارزًا على الساحة اليمنية.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين