لا يتوقف الغضب الإماراتي من مفاوضات السعودية مع الحوثيين
اليمن نت- تقرير خاص:
تغير المشهد في جنوب اليمن، عقب توقيع الحكومة اليمنية وما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" على اتفاق الرياض الذي تم برعاية سعودية.
بناء على ذلك الاتفاق تزايد التواجد السعودي في العاصمة المؤقتة عدن على حساب الإمارات العربية المتحدة، لكن ذلك لم يعني تعزيز حضور أكثر للحكومة وقواتها، أو كسر لمليشيات الانتقالي المدعومة من أبوظبي.
وأدى ذلك الوضع إلى اتهام البعض للسعودية بالتواطؤ مع الإمارات فيما يجري في الجنوب، خاصة أنها سمحت باستمرار حدوث كثير من الممارسات وعدم تنفيذ اتفاق الرياض حتى اليوم.
ومع الحديث عن انسحاب الإمارات من اليمن، إلا أن مراقبين رفضوا ذلك المصطلح وقالوا إنه "إعادة تموضع" لقواتها لا غير.
وبرزت عقب سيطرة السعودية على المشهد في عدن تساؤلات عدة حول تأثير تعاظم دور الرياض على الإمارات التي عملت ومنذ بداية دخولها اليمن، على السيطرة على محافظات محددة من أجل تحقيق أهدافها تحديدا الاقتصادية منها.
وسبق أن قال مسؤولون يمنيون لـ"اليمن نت" إن " فريق الحكومة الشرعية برئاسة رئيس الوزراء معين عبدالملك قيد الإقامة الجبرية في قصر معاشيق في عدن" وأن عودة الفريق كانت سيئة فلم تستطع التحرك بسبب فرض حصار عليها من الأحزمة الأمنية التابعة للإمارات.
في سياق ذلك يرى المحلل السياسي محمد الغابري أن الوجود الإماراتي ألقي عليه ضباب كثيف لحجب الرؤية، فلم نعد نعرف حجمه وطبيعته، وإن كان الغالب انه في تناقص مستمر لصالح وجود سعودي أقوى، وفق تعبيره.
واستطرد في تصريحه لـ"اليمن نت" الإمارات على هذا النحو واقعة في أزمة التوفيق بين إعلانها الانسحاب، وبين وجودها الذي يظهر متقطعا في بالحاف وعدن والمكلا
شكلت الإمارات منذ وقت مبكر في اليمن مليشيات مختلفة تحت مسميات عدة ودعمتها، عملت خارج إطار الجيش، كما قاتلت ضده في محافظات مختلفة.
وفيما لو تخلت الإمارات عن مليشياتها، يقول الغابري إن الاحتمالات تنحصر في تخليها عن المجلس الانتقالي والمليشيات، ليتم تنفيذ اتفاق الرياض.
أما الاحتمال الآخر هو أن تعمل دون تنفيذ اتفاق الرياض، وإبقاء دعم وإسناد مليشيات الانتقالي، ويعود إلى جدية السعودية من عدمها في تنفيذه، وفق الغابري.
وذكر "تنفيذ الاتفاق يؤدي بالضرورة إلى إضعاف الانتقالي وتجريده من القوة ومن ثم إضعافه سياسيا". مؤكدا أنه إذا تخلت عن تلك المليشيات من دون دمجها في الجيش والأمن فإنها قد تتقاتل فيما بينها، في الوقت ذاته سيسهل رفع الدعم الإماراتي عنها اندماجها في الجيش والأمن.
واستبعد الغابري أن يوجد طرف آخر يمكن أن يقدم الدعم لتلك المليشيات في حال توقفت الإمارات عن دعمها. لافتا إلى التوقعات التي تتحدث عن إنتقاء الإمارات بعضها منها.
وتضمن اتفاق الرياض الذي أبرم بغرض إنهاء تمرد الانتقالي، على نقاط عدة أبرزها، دمج مليشيات المجلس في وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى تشكيل لجنة تحت إشراف تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية تختص بمتابعة وتنفيذ وتحقيق أحكام هذا الاتفاق وملحقاته.
وثق الإحصاء السنوي للسجون الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين وجود 11 صحفيًا سعوديًا في السجن بسبب عملهم اعتبارًا من 1 ديسمبر 2022.
يغرق اليمن وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.