في زيارة هي الأولى منذ ثورة فبراير؛ استقبلت تعز طارق صالح، كمسئول رفيع في الشرعية، بعد أن هجرتها الشرعية، وتآمر عليها التحالف، وتواطأ ضدها الكثير من أبنائها ممن يتولون مناصب عليا في الشرعية، نسيانا للجميل، وبحثا عن منافع شخصية على حساب تعز، فلاهم رفعوا عنها حصار الحوثيين الخانق، ولاهم حموا أبناءها من استهدافهم وملاحقتهم في عدن، وبقيت تعز تعاني من حصار العدو، ومطاردة الشقيق، وتخلي الأبناء، وتآمر الغرباء.  

ورغم ما كان من طارق صالح في الماضي، ومناصرته للحوثيين ضد تعز؛ إلا أن تعز استقبلته اليوم ببهجة وفرح، متناسية ما كان منه في الماضي، ومتسامية على ما سببه لها من جراح، وهكذا هم العظماء، يعفون ويصفحون، خاصة إذا اعترف الخصم بخطئه، وبادر بالزيارة وطلب الصفح، وهكذا فعل طارق، فقد قال في زيارته لتعز: "كلنا أخطأنا ومن لم يعترف بأخطائه فهو مخطئ وسيظل مخطئ''. ولولم يقل إلا هذه لكفته. 

وماذا على تعز إذا استقبلت طارق؟ فالإنسان يخطئ، لكنه حينما يعود عن خطئه يغفر له ذلك الخطأ، ولقد أخطأ في حق تعز الكثير من أبنائها، أخطأ أبناؤها من المؤتمريين بحقها نكاية بالإصلاحيين، وأخطأ أبناؤها من الإصلاحيين بحقها نكاية بالمؤتمريين، وأخطأ السلاليون من أبنائها نزولا تحت رغبة الحوثيين، وقد صفحت عن الجميع، أفلا تصفح عن طارق وقد وصل إليها كمسئول في الشرعية التي تقف تعز إلى جانبها؟ 

لقد رأت تعز في زيارة طارق أنها جاءت في إطار توحيد الجهود وتكاملها داخل الصف الوطني لحماية الجمهورية من الإماميين، هذا من جهة، ولرفع الحصار عن تعز، من جهة ثانية. وهذا ما أفصح عنه طارق أثناء اجتماعه بقيادات تعز العسكرية والمدنية حينما قال: معركتنا واحدة ضد هذا العدو. 

ولكن، هناك من حاول التشكيك في الهدف من زيارة طارق، وهناك أيضا من شكك في الاستقبال، وكلا المشككين لايريدون لتعز خيرا. 

ولقد جاء الرد على هؤلاء المشككين من طارق نفسه حينما نوه إلى أن الحوثي يراهن على زرع الفتن، واصفا تعز في تغريدة لاحقة بأنها مفتتح الثورات، ورافعة العمل السياسي، وموجهة العمل الوطني، مضيفا "غمرتنا بمشاعر الاحتفاء وحملتنا المسؤولية". 

كما جاء الرد من قيادة محور تعز 

حيث رأت في هذه الزيارة تحريكا قضايا تعز الكبيرة وملفاتها الساخنة كقضية الحصار الجائر، وإغلاق جميع المعابر من قبل المليشيات، وقضية الخدمات كالمطار والميناء ومحطة الكهرباء والطرقات والمياه والصحة والتعليم وغيرها. مؤكدين أن 

رجال الدولة في تعز وفي ساحل تعز يضعون أيديهم بأيدي بعض للتوجه نحو الهدف الواحد، وهم على قدر المسؤولية وفي مستوى التحديات لتجاوزها بحنكة واقتدار. 

ومهما تكن الأهداف من الزيارة؛ فمصالح تعز تكمن في تكاتف الجهود، وتوحيد الصفوف، وطي صفحة الماضي، لإخراج تعز من حصارها، وليعود لتعز شعارها القديم الجديد "ابتسم أنت في تعز". المهم أن يغلب الجميع مصلحة تعز فوق مصالحهم الشخصية الضيقة، فتعز تستحق أن يضحي لأجلها الجميع.