The Yemen Logo

مأرب وشبوة في 2021.. توسع حوثي بتواطؤ دولي ومستقبل قاتم في 2022

مأرب وشبوة في 2021.. توسع حوثي بتواطؤ دولي ومستقبل قاتم في 2022

وحدة التقارير - 22:52 31/12/2021

منذ فبراير 2021 تواصل مليشيات الحوثي هجومها الكاسح على محافظة مأرب الغنية بالنفط من عدة جهات على أمل السيطرة عليها، واستخدامها كورقة ضغط عند أي مفاوضات قادمة. وبعد فشلها في اختراق المحافظة الحصينة من الجهة الغربية، توجهت في يوليو الماضي صوب البيضاء، لتتوجّه بعدها للسيطرة على مديريات شبوة المحاذية لمأرب من جهة الجنوب بهدف فتح جبهة جديدة، وهو ما تحقق لها بالفعل في سبتمبر الماضي، بعد السيطرة على بيحان العليا والعين.

تزامن هجوم الحوثيين على مأرب مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع المليشيات من قائمة الإرهاب، وهو ما منحها غطاءً دولياً للهجوم. بعد ذلك بشهر، وتحديداً في 22 مارس قدمت السعودية مبادرة لوقف إطلاق تجاوبت معها القوات الحكومية ورفضتها المليشيات؛ فاستغلت توقف القوات الحكومية عن القتال لتتوسع بشكل كبير غرب المحافظة.

تخادم ضد جبهتين

خلال 2021 بدت مأرب وشبوة (التي تقاوم التمدد الإماراتي) محافظتين متكاملين تسندان بعضهما البعض، ضد الحوثيين من جهة، والإمارات وأدواتها من جهة أخرى، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة مع سيطرة الحوثيين على مديرياتٍ بشبوة، من الجهة الجنوبية لمأرب.

ويرى مراقبون أن سقوط أجزاء من محافظة شبوة بيد الحوثيين تم بمساعدة مباشرة من الإمارات والسعودية؛ فقد جاء ذلك بعد حوالي شهر من ضغط محافظ شبوة -المقال مؤخراً- محمد صالح بن عديو على القوات الإماراتية لمغادرة منشأة بلحاف الغازية، جنوبي المحافظة، ما دفع السعودية لإرسال وساطة طلبت إعطاء القوات الإماراتية شهرين كمهلة لمغادرة المنشأة. لكن السلطات بالمحافظة انشغلت لاحقاً بمواجهة الحوثيين، في الوقت الذي حركت الإمارات مليشياتها في عسيلان لإشغال القوات الحكومية عن الدفاع عن بيحان.

وقال الصحفي محمد الجرادي -حينها- إن "الإمارات للانتقام، وبعد فشلها في انتزاع المحافظة للانتقالي، تحاول فتح الطريق للحوثي للعودة مجددا إلى شبوة لخلط الأوراق".

في الوقت ذاته -وللتغطية على التخادم الحوثي الإماراتي- حركت الإمارات ذبابها الإلكتروني في اليمن لاتهام القوات الحكومية بالسعي لتسليم شبوة للحوثيين، متهمة إياها بتسليم بيحان العليا والعين دون أي مقاومة.

تغيير بن عديو

مع قرب انتهاء 2021، وتحديداً يوم السبت الماضي 25 ديسمبر أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على إقالة محافظ محافظة شبوة المناوئ للإمارات محمد صالح بن عديو، وعيّن بدلاً عنه القيادي المؤتمري الموالي للانتقالي المدعوم من الإمارات عوض الوزير، ليثير بذلك تساؤلات عن سبب توقيت الإقالة.

وقرر هادي تعيين بن عديو مستشارا له، إلا أنه اعتذر عن قبول المنصب، وقال في بيان: "قاومنا كل الضغوطات وانحزنا إلى رفع الصوت مدركين أن هذا الخيار له ثمن سيدفع وﻷجل اليمن وشعبه الصابر كنا على استعداد لدفع أي ثمن مهما كان"، في إشارة إلى رفض مشاريع الإمارات في المحافظة.

كما أن إقالة بن عديو، وجاءت بعد أيام من لقاء جمع الرئيس هادي بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان. وتزامنت مع إصلاحات اقتصادية؛ وهو ما يؤكد أن الإمارات والسعودية هي من تدير المشهد السياسي والعسكري في اليمن.

بعد يوم واحد من إقالة بن عديو، توجهت قوة كبرى من ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات في الساحل الغربي للبلاد إلى محافظة شبوة بهدف قتال الحوثيين واستعادة المناطق التي تسيطر عليها بمحافظة شبوة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور فيصل الحذيفي أن تسويق التحالف بأن "العمالقة فقط من يمكنهم هزيمة الحوثيين، وكأن البلاد ليس فيها جيش وطني أو مقاومة وليسوا أهلا للانتصار تعد لعبة قذرة تديرها دول التحالف في إعادة ترتيب القوة، ودعم الأطراف التي تمولها وتخضع لها".

وتابع: "لا داعي لنشر أخبار الاستعدادات لتحرير شبوة واستعادة الدولة من هذه الجغرافيا دون غيرها، ونشر الفرح بمناسبة هبوط سعر الدولار في ظل سيطرة الأجنبي على السيادة اليمنية وصناعة القرار".

مفتاح دخول مأرب

يرى الكثير من المراقبين أن تحركات التحالف في شبوة ليست إلا لتسهيل دخول الحوثيين إلى مأرب من الجهة الجنوبية. ويعتبر الدكتور الحذيفي أن "دحر الحوثيين عن طريق شبوة تعد آخر حيل السعودية في الملف العسكري، وكأن دحر الحوثيين عن طريق الحديدة وصعدة وحجة وتعز والجوف والضالع غير ممكن.. (وهذه التحركات) في شبوة تعد تآمراً على مأرب".

وأكد الحذيفي أن "التحالف الذي يعمل بإخلاص ضد اليمن منذ سبع سنوات ويسعى إلى تفتيتها وإضعافها والسيطرة على مواردها وجزرها وموانئها ومطاراتها ويضعف الدولة ويصنع الميليشيات لن ينجز خيراً لليمن.. وهو يصنع ذات الشر الذي  تصنعه إيران عبر حلفائها الحوثيين وغير الحوثيين".

وأضاف أن "تسليم مائة كيلو للحوثيين في الحديدة من أجل تحرير شبوة من قبل دول التحالف التي أصدرت بيانا تؤكد أوامرها لقواتها المشتركة في هذا الانسحاب هي ذاتها من نشرت مقطعا تفضح حرص الحوثيين على الاحتفاظ في سواحل الحديدة للأهمية البالغة".

وأكد أنه "فقط عندما يسترد اليمنيون قرارهم وينتصرون للوطن ..ساعتها سيكون للتحركات والتحكم بالعملة ولملمة الروح اليمنية المبعثرة قيمة ونتيجة ومصداقية، فالكذب يظل كذبا، والخائن يظل خائنا، والمرتزق يظل مرتزقا، والأجنبي يظل عدوا، والانقلاب الميليشاوي يظل هداما".

وفي ظل ذلك؛ لا يبدو أن 2022 سيكون أفضل من سابقه بالنسبة لمأرب وشبوة؛ وذلك بالنظر إلى سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على قرار الشرعية، وتدخلاته السافرة في اليمن، وقد يحمل في طياته تفاهمات مع مليشيات الحوثي لتقاسم البلاد.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

جاء ذلك في بيان أصدرته القيادة العامة لـ"قوة دفاع البحرين"، عبر حسابها الموثق بمنصة إنستغرام، ونقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.

دعا أعضاء مجلس الأمن الحوثيين إلى إنهاء جميع الهجمات الإرهابية، وجددوا الإعراب عن قلقهم بشأن استهداف البنية التحتية المدنية

رسائل سرية من الإماراتيين للحوثيين.. وتهديدات سعودية للحوثيين وفشل وساطة أمريكية

قالت إنها تدعو الحكومة السعودية إلى الإلغاء الفوري لأي سياسة لاستخدام القوة المميتة ضد المهاجرين

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram