شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
من يتسنى له زيارة مأرب وعدن وتعز وحتى صنعاء، سيدرك تماما ماذا تعني مأرب؟!، وكثير ممن كتب له حظ المرور من مأرب أو البقاء فيها، يؤكدون إختلافها؛ إيجابيا، عن بقية مدن اليمن.
تكمن مشكلة صنعاء المعاصرة، في تقبلها إسكان أحقر عصابة طائفية قمة سيادتها، بينما تعاني عدن بسبب سماحها لطبقة سياسية مناطقية التحكم بها على حساب مدنيتها، مما أخر عليها فرصة استقرارها كعاصمة مؤقتة، وتنحصر معاناة تعز في طبقة ثقافية مصابة بمرض الايدلوجيا، وهو المرض الذي شوش نبل المقاومة وأظهر تعز على غير حقيقتها.
لكن مأرب؛ وعلى غير سمعتها، بدت أنقى مدن اليمن وأرقاها، ومفتاح سرها أنها رفضت أن تصاب، بطائفية صنعاء ومناطقية عدن وأيدلوجية تعز، ورغم أنها احتضنت الكثير من أبناء هذه المدن وغيرها، إلا أنها ظلت؛ و مازالت، عصية على ثلاثية (الطائفية السياسية، والمناطقية، والأيدلوجيا)، وهي ثلاثية معاصرة، مزقت اليمن، وأخرت سعيها نحو قيام دولة تليق بها.
فيما قبل فبراير، كانت مأرب في عناوين إعلام نظام صالح، محافظة تكره النور ومدينة تعشق الظلام، لدرجة أنها؛ وإبان ثورة فبراير، ظلت تتلهى بتفجير أنابيب النفط وفصل أسلاك الكهرباء، كانت يد صالح تتعمد تقديم مأرب كخصم لفبراير، وطوال تاريخ حكمه البغيض، حرص صالح على جعلها أفقر المحافظات رغم غناها بالنفط، وأظلم المدن رغم تصديرها الكهرباء لبقية أنحاء اليمن.
لكن مأرب؛ ورغما عن صالح،صممت أن تكتب تاريخها الخاص بها، عندما شاركت بأفضل شبابها في دعم ساحات فبراير (2011)، وفي (18 سبتمبر 2014) ومع تمرد الحوثي واحتلاله عمران، نصبت مأرب خيام الثورة؛ أو ما عرفت بمطارح مارب، كثالث مقاومة يمنية شعبية ضد جماعة الحوثي، بعد دماج وعمران، وأول مقاومة يمنية منظمة ضد الانقلاب الحوثي الصالحي، على الجمهورية والديمقراطية.
لقد قدمت مأرب نموذجا مختلفا عن بقية المدن المحررة، فهي الوحيدة التي لم تسمح لأقدام عصابة صالح الحوثي أن تطأ تراب مدينتها، وهي المتفردة التي رفض مشايخها ونخبها وأحزابها؛ بما فيهم حزب صالح، أن يغردوا خارج الاجماع الوطني، وطوال السنتين الماضيتين من عمر الانقلاب، مثلت مأرب صورة مصغرة لحلم الدولة الاتحادية، لا صوت فيها يعلو على صوت الدولة، وحاليا يعيش في رحابها كل أبناء اليمن بغض النظر عن هوياتهم واتجاهاتهم، لقد قدمت مقاومتها نموذجا يحتذى به في وحدة المقاومة، بينما ضربت قيادتها السياسية أفضل النماذج، في إدارة مؤسسات الدولة وإحترام قيم الجمهورية.
حاليا، مأرب هي وطن الجميع، الجنوبي التائه في صنعاء والشمالي الغريب في عدن، يجد وطنه في مأرب، وإذا ما سألتم: عن ماذا تعني الدولة؟ ستجدون الجواب في مأرب، وإذا استفسرتم: عن ما هي القبيلة اليمنية؟ سيكون الرد؛ مأرب. وعندما نتحدث عن مأرب، لا يعني أننا نقلل من شأن بقية المدن؛ كتعز وعدن، فما يجمع بينهما ومأرب، هدف واحد، لكن مأرب سبقت غيرها في نقطة هامة، وهي رفضها أن تكون رهينة نخب سياسية فاسدة.
لا عجب أن تكون مأرب كذلك، لقد عادت في الحقيقة لتاريخها الحضاري، ولدت مأرب قبل التاريخ وقبل نشوء أغلب الدول القديمة، وأنشأت في مطلع الألف الأول قبل الميلاد مملكة سبأ، وكما تصدر الآن النفط والكهرباء ونموذج الدولة، كانت قديما إحدى أهم الدول التي شكلت منبعا لقيام الحضارات القديمة، ومرجعا لبناء الدول.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين