شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
كشفت تصريحات مدير دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف، عن حجم تدخل التحالف العربي في كل ما يتعلق بالشرعية، التي يعيش أغلب رموزها في الرياض بينهم الرئيس عبدربه منصور هادي.
وظهر اللواء خصروف على قناة اليمن الرسمية، ووجه انتقادات مختلفة للتحالف بسبب عدم دعمه للجيش الوطني كما يجب، من أجل استكمال عملية التحرير التي مر عليها أكثر من أربع سنوات حتى الآن.
على إثر ذلك وجه الرئيس هادي بإيقاف خصروف، وتم إحالته للتحقيق نتيجة "مخالفته لضوابط المهنة وللوائح والقوانين العسكرية المنظمة" وفق وكالة سبأ الرسمية.
لم يأتِ خصروف بجديد، فقد ازدادت التعقيدات في الملف اليمني بشكل أكبر نتيجة استمرار الحرب، فيما على الأرض فقد تراجعت قوة الشرعية بشكل كبير نتيجة لسعي الإمارات والسعودية وراء أهدافهم الخاصة.
وتبدو العلاقة بين الشرعية والتحالف وتحديدا الإمارات في توتر، خاصة مع قيام الأخيرة عبر مليشياتها بمهاجمة قوات الجيش الوطني.
ويرى الإعلامي عبدالرقيب الأبارة أن العلاقة بين التحالف والشرعية مختلة من الأساس، وما تصريحات خصروف الذي يمثل الحكومة إلا تأكيد على حالة اليأس التي وصل لها الجيش بسبب التعامل الفوقي الذي يمارسه التحالف بحقة.
وبحسب الأبارة الذي تحدث لـ"اليمن نت" فإن تصريح خصروف جاء متأخرا، لكنه أتى بالنهاية ليعلن عن حقيقة تعامل التحالف مع الجيش الوطني، إذ تعمد تهميش تلك القوات الحكومية، سواء باغتيال قادته كما حصل في العبر للعميد أحمد الابارة، أو كما حدث في مأرب لقيادات أخرى يعتقد أن عبدالرب الشدادي واليافعي منهم، وغيرهم كثيرون.
وذكر أنه وبعد أربع سنوات، بدأ العديد من قادة الجيش يدركون حقيقة التحالف، وباتت هذه الحقيقة تقلقه حيث عمد إلى الإسراع في إقالة ونصب لجان تحقيق لمن يكشف مؤامرته.
لكن ما يحاول التحالف إخفاءه قد بات ظاهرا للعيان، ليس فقط لمن يعمل مباشرة تحت إطاره بل حتى للمواطن البسيط الذي بات يملك القدرة على تحليل أهداف التحالف الحقيقية من التواجد في اليمن، على حد قوله.
وعن مخاطر استمرار علاقة التوتر واللاثقة بين التحالف والحكومة، أكد الأبارة أنه سيكون لها آثار عكسية في مواجهة الملييشيات، وقد بدأت بالانسحاب الإماراتي من اليمن بإيعاز أو موافقة سعَودية، وكذا انتقال التحالف من استراتيجية السلام بدلا من الحرب، وإضفاء السلطة والشرعية على المليشيا التي تم تفزيخها في الجنوب بينها ما يسمى بـ"القوات المشتركة".
ووفقا للأبارة فتلك مؤشرات ستكون نهايتها حل الجيش الَوطني الحالي أو تهميشه كليا،أو إضعافه، وهو ما أشار له خضروف وغيره من القادة.
وفي الوقت الذي يرى البعض أنه لا يحق لخصروف أن ينتقد التحالف لعدم إعطائه السلاح للجيش ودعمه، يعتقد آخرين أن ذلك واجب عليه لأنه تدخل في اليمن من أجل دعم الشرعية.
ويعتقد الصحفي كمال السلامي أن كلام خصروف يدل على أن هناك أزمة ثقة عميقة بين التحالف والشرعية، مؤكدا أن السكوت عنها خطيئة.
وطالب في صفحته بموقع الفيسبوك بضرورة حل تلك الأزمة، وأن تكون الأطراف اليمنية المعنية بالعلاقة مع التحالف على قدر المسؤولية، وأن تبادر لتبديد مخاوف التحالف، واستبيان سبب رفضه تقديم السلاح النوعي للقوات في كثير من الجبهات، بخلاف جبهات أخرى.
وأضاف أن التحالف يخشى من تشكيل جيش يأتمر بأمر قيادة غير عسكرية. لافتا إلى امتلاك التحالف تقارير عن مناطق وألوية عسكرية، تتشكل بطريقة مريبة، ويتم تعبئتها بأسماء وهمية.
وهناك ردود أفعال مختلفة عن ما طرحه السلامي، خاصة أن التحالف لم يكن جادا في دعم كثير من جبهات القتال منذ بداية الحرب لحساباته الخاصة، وهو ما جعل الوضع حاليا غاية في التعقيد، حتى أن التحالف كان يرفض دعم الجيش حين يتحرك في بعض جبهات القتال، وقام طيرانه باستهداف أفراد الجيش، بحسب ناشطين.
في إطار ذلك، اعتبر الإعلامي سمير النمري إقالة الرئيس هادي لخصروف بأنه دليل على أنه شريك في كل مؤامرة تحدث في اليمن، منذ تسهيله للحوثيين بغزو صنعاء وحتى تسليمه شواطئ اليمن وجزره للتحالف السعودي الإماراتي.
وأكد في حسابه بموقع الفيسبوك من يجب محاكمته هو هادي، وليس اللواء خصروف الذي أكد الحقيقة التي يقولها اليمنيون منذ سنوات.
من جانبه أكد الإعلامي عبدالغني الماوري أن اليمن بلا رئيس، وهي عرضة للتدمير من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
وأفاد في منشور له بصفحته بموقع الفيسبوك، أن أدوات التحالف في تلك الجريمة هي مليشيات الحوثي، وسلطة هادي التي تزداد خضوعا وسقوطا وفق تعبيره.
وهناك غضب لافت في أوساط كثير من اليمنيين، لعدم تحرك هادي ضد مليشيات مدعومة من الإمارات أو التحالف، برغم عملها ضد الشرعية.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين