اليمن نت- تقرير من بسمة محمد
لن ترى الأكياس البلاستيكية التي تعرفها مرة أخرى، شعار تعمل امارة أبو ظبي عاصمة دولة الامارات في سبيل تحقيقه.
حملة "خطوة للوصول إلى الصفر" التي اطلقتها هيئة البيئة هناك في يوليو 2022تهدف لنشر الوعي حول أهمية استخدام أكياس قابلة للتحلل وأكياس القماش التي تستعمل أكثر من مرة والسير نحو حظر استخدام الاكياس البلاستيكية المضرة بالبيئة.
وبحسب موقع الشارقة 24 فقد أدى ذلك إلى خفض عدد أكياس التسوق البلاستيكية بنسبة ٩٠%.
وبحسب وسائل إعلام اماراتية كموقع الشارقة 24، تستهلك الإمارات 11 ملياراً من الأكياس البلاستيكية سنوياً أي ما يعادل 1182 كيساً بلاستيكيا سنوياً على مستوى الفرد.
وتستضيف الإمارات العام الجاري 2023 قمّة الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 28". وتأمل الدولة الخليجية تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وتتجه هذه الخطوة نحو التنمية المستدامة، ساعية إلى إيجاد بدائل جديدة ومتعددة منخفضة التكاليف، وخفيفة الوزن، ومقاومة للمياه.
يقول مواطنون أن: " الأكياس الورقية والسلل القماشية التي نقوم باستخدامها في التسوق ونقل أشياءنا الخاصة فكرة جيدة وصديقة للبيئة، ستعود بالنفع علينا".
ويضيف احدهم "اشتريت كيس من القماش أضعه في سيارتي وفي كل مرة أقوم باستخدامه" .
انطباعات المواطنين تشير الى قبول القرار في أوساط السكان.
مخاطر على البيئة
تصنف الأكياس البلاستيكية المستعملة في التسوق أو حفظ المواد الغذائية ضمن 20 منتجًا تعد من أخطر المواد على البيئة، ذلك انها مصنعة من مشتقات بترولية إضافة لمواد كيميائية، ناهيك عن أن العديد من الحيوانات التي نتناول لحومها تأكل بعضًا من هذه الأكياس ما يؤدي إلى دخول مكوناتها الكيميائية في نظامنا الغذائي.
تحتاج هذه المواد مئات السنين كي تتحلل وبدلا من ذلك تتكدس في مقالب القمامة الى أجل غير مسمى، وهي تتطاير في الهواء وتركب الأمواج، لتستقر في مياه البحار فتضر بالتوازن البيئي، مسببة حالة موت بطيء ومؤلم لأعداد هائلة من الكائنات والثديات البحرية.
يشير تقرير للأمم المتحدة إلى أنه "إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإنه بحلول العام ٢٠٥٠ قد تحتوي المحيطات على كميات من البلاستيك يفوق ما بداخلها من أسماك".
فكل قطعة تمت صناعتها تظل على الأرض مالم يتم حرقها أو إعادة استعمالها.
تكرار التجربة
من جانب آخر توقفت دول كثيرة عن استخدام أكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل " كبنجلادش التي كانت أول دولة في العالم تتخذ هذه الخطوة.
في عام 2002م فرضت بنجلادش حظرًا تامًا على استخدام الأكياس البلاستيكية في ولاية دكا، بعدما تبين أن هذه الاكياس سدت القنوات المائية وسببت تفاقم الفيضانات الموسمية عام 1988، ثم مرة أخرى عام1998.
وفي الصين أيضًا وخلال العام 2017 أنشأت مجموعة "علي بابا القابضة" إلى جانب عدد من شركات المواد الاستهلاكية ائتلافًا خاصًا لتصنيع مواد لا تضر بالبيئة، من بينها أكياس البلاستيك القابلة للتحلل، وشجعت الحكومة الصينية الشركات المصنعة على إنتاج أكياس وحقائب يمكن استعمالها اكثر من مرة.
ويبحث عدد متزايد من الدول في حظر الأكياس البلاستيكية، وهناك من قل فيها استخدام تلك الأكياس بنسبة 80%، وأخرى بنسبة 50%، ما دفع هيئة البيئة في أبو ظبي الى تطبيق هذه التجربة.
في اليمن وفي ذات السياق لم تقمْ أية مبادرات أو حملات تدعم هذا الحل، بالرغم من أن مشكلة التلوث التي تسببها الأكياس البلاستيكية واضحة للعيان وفي تزايد مستمر حيث تكاد تغطي معظم المساحة من اول مقالب النفايات مرورا بالطرقات والبحار وسواحلها، فتؤثر على البيئة وتشوه المنظر العام وتسبب الأمراض وتضر بالثروتين السمكية والحيوانية.
يقول الدكتور وديع الشرجبي_ بروفيسور مختص بالبيئة في محافظة تعز: " ليس من السهل أن يتم التخلص من هذه الأكياس وحظر استخدامها، لكن قد يتم اتخاذ إجراءات وخطوات تنفيذية، في جهات أو مناطق محددة كأسواق القات والمحلات، مثلًا وهذا يحتاج الى حملات توعية مستمرة بأضرار تلك الأكياس وطرق استبدالها".
ويضيف: " نرى الأكياس حولنا في كل مكان، فإلى جانب أنها ضارة وسامة فهي أيضًا غير حضارية ومنظرها مزعج جدًا!".
الشرجبي يقترح ايضا: على الجامعات "عمل بحوث ودراسات تساعد في حل المشكلة، موضحًا أنه بمساعدة منظمات المجتمع المدني والأفراد سيتم التقليل من هذا الضرر، بزيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية التخلي عن هذه الاكياس واستبدالها بالورقية والقماشية، أو أية بدائل أخرى مناسبة".
تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي