اليمن نت/ وحدة التقارير/ من فارس محمد

أعلن النظام الإيراني الجمعة عن مبادرة سياسية لوقف كامل للحرب في اليمن. وتداولته وسائل إعلام إيرانية رسمية وشبه رسمية، في وقت يتعرض الحوثيون لضغط عسكري كبير في محافظات شبوة ومأرب والبيضاء.

وزير الخارجية في حكومة الحوثيين هشام شرف من جانبه قال إن مبادرة إيران لحل الازمة في اليمن هي مفتاح الحل في البلاد. مضيفا أن المبادرة تعاملت مع موضوع الحرب والحصار في اليمن والية المفاوضات وتطبيع الأوضاع.

 وأضاف شرف في تصريحات صحفية نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالفارسية والعربية أن وضع المبادرة الإيرانية في إطار البحث والتعديل البسيط سيكون هو المدخل الرئيسي لحل ما يدور في اليمن داعيا الى أخذ المبادرة الايرانية الان ومناقشتها مع الجميع.

ويأتي هذا العرض الإيراني والتجاوب من قبل جماعة الحوثي في صنعاء بالتزامن مع الانتصارات والتقدم النوعي الذي حققته قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين في جبهات شبوة ومأرب والبيضاء.

وكانت إيران قدمت في ابريل/نيسان 2015مبادرة لوقف الحرب في اليمن تتضمن: وقفاً فورياً لإطلاق النار في البلاد، والبدء في خطة للمساعدات الإنسانية والانخراط في حوار يمني يفضي الى تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة.

خسارة الحرب

الكاتب والمحلل السياسي فهد سلطان اعتبر الحديث عن دعوات احياء المفاوضات ومبادرات السلام من قبل الحوثيين ومن خلفهم إيران في مثل كذا توقيت أسلوب اعتادت عليه الجماعة عبر سنوات حربها على اليمن منذ 2004 حيث انها تلجا اليه في حال تعرضها للانكسارات والهزائم بهدف شراء الوقت وإعادة ترتيب صفوفها،

 وقال فهد سلطان في تصريح لـ "اليمن نت": إن الأوضاع العسكرية الأخيرة وخاصة في شبوة ومأرب دفع مليشيا الحوثي وإيران للحديث عن مبادرات السلام وهي طريقة عرفت بها الجماعة: انها عندما تهزم في جبهات وتحاصر تعود الى خطابات السلام وعندما تنتصر او تحقق انتصارات فان لغة الحرب هي التي تسود في منطقها .

وأضاف سلطان " قبل عام كانت إيران وحزب الله ومليشيا الحوثي لحظة الهجوم على مأرب يتحدثون بلغة الحرب والحسم ورفض أي مبادرات للسلام وبعد عام من الفشل جاء الحديث عن السلام ووقف الحرب!".

 وافقه في ذلك الباحث والمحلل العسكري على الذهب حيث أرجع لجوء الحوثيين إلى الحديث عن السلام إلى الانكسارات الأخيرة والمتسارعة في صفوف الجماعة.

وقال المحلل السياسي العسكري الذهب في تصريح لـ "اليمن نت"، إن إثارة مثل هذا الجدل ناتج عن انكسار الحوثيين في شبوة ومأرب وهي محاولة لكسب مزيد من الوقت لإعطائهم فرصة للملمة قواتهم ومعاودة الكرة مرة أخرى .

وأضاف الذهب "ما صرح به وزير خارجية الحوثيين قد لا يعبر عن موقف الجماعة كونه ليس المخول بطرح مثل هذه المفاوضات او نقاشها وإن كان في منصب وزير خارجية حيث انه ليس له أي دور في أي مفاوضات او في التوقيع على أي اتفاقيات خلال السنوات الماضية إلا أن التوقيت وأثارة هذا الجدل ناتج عن شعور بالانكسار والانهيار في صفوف الجماعة خصوصا بعد الهزائم في شبوة ومأرب. "

تحذيرات من الانجرار وراء دعوات السلام الحوثية

وحذر الذهب من خطورة إنجرار الحكومة والتحالف وراء هذه الدعوات او الالتفات لها في هذه الظروف او التوقيت واعتبر ذلك جريمة حيث قال "ان إعطاء الحوثيين فرصة في هذا الوقت هو جريمة ومن أكبر الأخطاء التي ستقترفها الحكومة او التحالف إذا قبل بذلك ولو بهدنة وقف إطلاق النار في الوقت الحالي".

وأضاف الذهب: " إذا قبلت الحكومة بهدنة او وقف إطلاق النار في الضرف الحالي دون ان تستعيد مناطق ما قبل 2020 أي المناطق التي سبق وان وصل اليها وسيطر عليها الجيش الوطني نهاية   2019 المتمثلة في نهم وصرواح والغيم وغيرها من المناطق الحدودية للعاصمة صنعاء فإن نجزم القول إن الحكومة والتحالف تقودان حرب عبثية مكشوفة بمعنى الكلمة".

وتابع الذهب: إذا استعيدت هذه المناطق (أي ما قبل 2020) حينها يمكن الحديث عن توقف القوة وبدأ المفاوضات والحوار عند هذه المناطق حيث يكون الحوثي مجبرا على الدخول في حوار حيث لا خيار أخر لديه للبقاء بعد أن أصبح خيار القوة غير ممكن. 

المبادرة الإيرانية للسلام ام للإنقاذ 

في مارس الماضي أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها استعدادها لدعم أي مبادرة سلام في اليمن تكون قائمة على انها الحرب ووقف شامل لإطلاق النار ورفع ما تصفه بالحصار الاقتصادي والدخول في مفاوضات سياسية.

الأمر الذي يراه المحلل السياسي فهد سلطان محاولة من طهران إيران في تغير من الصورة النمطية التي باتت معروفة لدى الداخل اليمني والاقليم والعالم انها تدعم مليشيا الحوثي وتعمل على زعزعة الأوضاع في اليمن من خلال الدعم اللوجستي ومن خلال صفقات السلاح والخبراء المتواجدين في اليمن والمبعوثين من الحرس الثوري وبالتالي تحاول ان تغير هذه الصورة من خلال تقديم نفسها مهتمة بالسلام وبحل الازمة في اليمن وأيضا بتقديم مبادرات سلام لوقف الحرب.

الباحث والمحلل السياسي عبد السلام محمد يقول إن تسريب إيران لمبادرتها إيقاف الحرب في اليمن في هذا التوقيت هو شراء للوقت مع معلومات حقيقية بوجود تراجع وانهيار في صفوف حلفائها في اليمن المتمثل في جماعة الحوثي وهي تأتي (إي المبادرة) بمثابة ان بمثابة انقاذ للجماعة.

 وقال الذهب لـ اليمن نت إن المبادرة التي اشارت إليها أو تحدثت عنها وكالات إيرانية لم تشر إلى تفاصيل دقيقة للمبادرة التي أطلقتها في 2015 وانما اقتصرت على وقف إطلاق النار فقط ورفع الحصار والدخول في مفاوضات ولم تحدد بشكل ادق المبادرة التي اشارت اليها في 2015 فيما يؤكد شرائها للوقت وعدم جديتها في وقف الحرب وإنها الأزمة.

تأتي المبادرة الإيرانية والدعوة لإحيائها من قبل الحوثيين وإيران في الوقت الذي تتهم فيه الحكومة اليمنية والتحالف العربي طهران بالوقوف وراء جماعة الحوثي في افشال أي جهود تدعو لإيقاف الحرب وحل الازمة في اليمن واستهداف المملكة.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.

وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر   300 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك أكثر من 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.