شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
في الوقت الذي يحتفل فيه المعلمين في كافة أنحاء العالم بعيدهم السنوي، ويحظون فيه بالكثير من التبجيل والتعظيم، يواجه معلمو اليمن انتهاكاتٍ جسيمةً وفيه يسترجعون سنوات المعاناة والحرمان الذي عاشوها طيلة سنوات الحرب.
وتعد شريحة المعلمين من أكثر شرائح المجتمع اليمني تضررا من الوضع الراهن والأزمة الاقتصادية الصعبة التي تسببت بها جماعة الحوثي بعد انقلابها على السلطة الشرعية.
وبحسب تقرير سابق صادر عن منظمة اليونيسف، فإن ثلثي المعلمين في اليمن (أكثر من 170 ألف معلم) لم يتلقوا رواتب منتظمة منذ أكثر من أربع سنوات بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.
ووفقاً لتقرير المنظمة فإن تعطل التعليم نتيجة لتأثير الصراع على تعليم الأطفال في اليمن "ترك المعلمون الذين لا يتقاضون رواتبهم التدريس لإيجاد طرق أخرى لإعالة أسرهم ما يعرض أربعة ملايين طفل إضافي لخطر انقطاع التعليم أو التسرب من الدراسة".
دعت نقابة المعلمين اليمنيين الأمم المتحدة وكافة المنظمات المتصلة بالتعليم والمعلمين وحقوق الإنسان إلى ممارسة دورها الحقوقي والإنساني بالضغط على جماعة الحوثي لصرف مرتبات المعلمين الموقوفة منذ ثمان سنوات.
وطالبت النقابة في بيان لها، تزامناً مع اليوم العالمي للمعلم والذي يصادف الـ 5 أكتوبر من كل عام، جماعة الحوثي بسرعة إطلاق سراح جميع المعلمين والتربويين المختطفين وعلى رأسهم النقابي البارز سعد النزيلي نقيب المعلمين بصنعاء.
كما طالبت النقابة، في بيانها الحكومة اليمنية، في أن تولي المعلم اليمني كل اهتمامها ومنحه كامل مستحقاته المادية وزيادة رواتب المعلمين بما يضمن لهم حياة كريمة وآمنة تمكنهم من أداء رسالتهم المقدسة وبما يحقق أهداف التربية والتعليم والغايات النبيلة له.
وقالت النقابة في بيانها: “تمر مناسبة اليوم العالمي للمعلم (5 أكتوبر) والمعلم اليمني يعيش منذ أكثر من 7 سنوات بدون مرتبات كحالة فريدة من نوعها على مستوى العالم بما تحمله من معاناة مريرة ومشقة بالغة الأثر على المعلم اليمني وأفراد أسرته وما يحتاجونه من متطلبات ضرورية وأساسية للعيش والحياة الكريمة” .
وأضافت: “إن المعلمين والمعلمات في اليمن يشاركون زملائهم عبر العالم هذه المناسبة العزيزة ولكن في ظل واقع مأساوي بئيس دون أن تظهر أمامهم نقطة ضوء للخروج من هذا النفق المظلم الذي طال أمده”.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن مع المعلمين، حيث يقول الصحفي هشام طرموم، إنه يحل يوم المعلم ومازال الأستاذ فؤاد العواضي _ وهو أحد الكوادر التربوية والتعليمية في اليمن _ مغيبا خلف قضبان الحوثي منذ 7 أعوام.
ودعا كل أحرار العالم وعلى وجه الخصوص المعلمين إلى التضامن مع زميلهم العواضي وكافة المعلمين المختطفين في سجون الحوثي.
وفي تغريدة أخرى يقول طرموم إنه يحل يوم المعلم وما يزال مدير أشهر مدارس أهلية في صنعاء، الأستاذ/ فهد السلامي خلف سجون الحوثي منذ 7 أعوام يواجه أحكام الإعدام بتهم كيدية باطلة.
ودعا كل أحرار العالم وبالأخص المعلمين إلى التضامن مع زميلهم السلامي وكافة المعلمين المختطفين في سجون الحوثي.
ويرى الناشط الحقوقي عبد الكريم عمران أن كل أيام المعلم اليمني جحيم منذ انتفاشه جماعة الجهل والخرافة لا راتب ولا احترام ولا أمان..
ويضيف أن التعليم والمعلم من أعداء الجماعة المسلحة، حيث يقبع في سجونها المئات من مربيي الأجيال دون أي ذنب.
وكتب وزير الإعلام معمر الأرياني منشور طويل يقول فيه: في اليوم العالمي للمعلم، نتذكر الممارسات الاجرامية لمليشيا الحوثي بحق الكادر التعليمي في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، منذ انقلابها الغاشم، لافتا إلى أن استخدمت سياسات الافقار والتجويع الممنهج عبر قطع المرتبات طيلة 9 اعوام، والقمع والتنكيل وتكميم الافواه، وتجريف العملية التعليمية وافراغها من مضمونها
وأضاف: لم تكتفي مليشيا الحوثي بوقف ونهب مرتبات المعلمين، بل فرضت قوائم بالمستفيدين من مشروع "الحوافز النقدية لدعم المعلمين والعاملين في المدراس" الذي قدمته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" خارج كشوفات موظفي الدولة بحجة "المدرسين الفاعلين" لتبرير نهب حوافز عشرات الآلاف منهم
وتابع: في الوقت ذاته، عمدت مليشيا الحوثي على تجريف وتطييف العملية التعليمية، عبر العبث بالمناهج الدراسية، وتمزيق النسيج الاجتماعي المتماسك، وتغذية النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، وتحويل المدارس إلى اوكار لاستدراج وتجنيد الاطفال، وغسل عقولهم بالأفكار الظلامية المتطرفة، ومسخ الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الإيرانية الفارسية
وبين أن هذه الممارسات دفعت عشرات الآلاف من المدرسين والمدرسات من مختلف التخصصات لترك أعمالهم والبحث عن مهن اخرى، أو الهجرة خارج البلد لتأمين لقمة العيش والحياة الكريمة لهم ولأسرهم، وافساح المجال للمليشيا الحوثية لاستبدالهم بعناصرها العقائدية، ضمن مخططها للسيطرة على العملية التعليمية وتجريف مؤسسات الدولة
وأكد أن المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوث الأممي مطالبين بممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لتحييد العملية التعليمية، وعدم توظيفها أداة في الحرب، ووقف سياسات التجويع والافقار الممنهج بحق الكادر التعليمي، ونهبها المنظم لإيرادات الدولة وتخصيصها لصرف مرتباتهم بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية للعام 2014، بدلا من توجيهها لصالح ثراء قياداتها وما يسمى "المجهود الحربي".
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين