طالب عدد من الصحفيين والناشطين اليمنيين، اليوم الجمعة، بتقديم جميع منتهكي الصحافة اليمن إلى المحاكمة، وعلى رأسهم. . .
مرت الذكرى ال (12) على قيام ثورة ال (11 فبراير 2011)، وسط احتفاء نخبوي باهت بمناسبتها واحتفال شعبي محدود بذكراها. وهو ما طرح استفهامات متعددة حول أسباب هذا الاهتمام الضئيل!
كانت اليمن تعيش حين اندلاع ثورة فبراير موجة من الياس الشعبي بإمكانية إصلاح نظام صالح؛ خصوصا مع فشل المعارضة في إقناع النظام بالتوجه الجاد نحو إجراء إصلاحات جوهرية، تعود بالنفع على الصالح العام، وتمنع الأوضاع العامة من الانزلاق نحو الفوضى الشاملة.
وعندما عزم اليمنيون على الخروج ضد حالة التردي السياسي، قرروا أن تكون ثورتهم سلمية رغم امتلاكهم السلاح. وتحولت ساحاتهم إلى منازل لهم، بل استطاعوا أن يجعلوا منها بمثابة أوطان أنموذجية لليمن الكبير الذي يحلمون بالعيش في ظله.
مع ذلك، فإن فبراير؛ كثورة، ارتكبت بحقها العديد من الأخطاء، بعضها من الأحزاب التي انضمت لها، وأخرى من الثوار الذين أشعلوا جذوتها، فضلا عن تلك التي أتت من خصومها في الداخل والخارج.
لقد أثبتت الوقائع أن الأحزاب التي انضمت للثورة، وجدت فيها ملجأ مؤقتا للهرب من الغرق في سفينة النظام، وسرعان ما سعت لتحريف المسار السياسي للثورة، حيث هدفت الأخيرة لإسقاط النظام كمنظومة، بينما أردت الأحزاب إسقاط رأس النظام، وهو ما ظهرت نتائجه في تشكيل حكومة التوافق.
السعودية التي لم يكن لصالحها قيام ثورة تغيير بجوارها، ومن خبرتها في التعامل مع ثورة سبتمبر (1962)، عملت على احتواء ثورة فبراير، ولكن هذه المرٌة للتحكم بنتائجها؛ كما في سبتمبر، بل لصياغة نتائج جديدة لا علاقة لها بأهداف فبراير.
هندست السعودية مبادرتها الخليجية، منتجة نظاما توافقيا هجينا، ضمنت فيه بقاء صالحا بعيدا عن المساءلة، ونظامه بعيدا عن الإقصاء، وسعت مع المجتمع الدولي لتفخيخ المجتمع السياسي اليمني بالمليشيات؛ عندما سمح للحوثي بالمشاركة في الحوار الوطني.
إيران كانت تخطط بدهاء، لعبت من تحت الطاولة، دفعت الحوثيين إلى المشاركة في المد الثوري، من خلال حضورهم في ساحة التغيير بصنعاء، ثم تغاضت عن مخطط الرياض لجذب الحوثي لجلسات الحوار الوطني، وصمتها على توسعه العسكري نحو صنعاء. وفضلت طهران انتظار الوقت المناسب لقطف جهد الرياض.
وبعد أن حلّت الفاجعة، عندما انقلب الحوثي على الجميع، وخرج عن المسار المرسوم له. شنت السعودية عاصفتها المزعومة لاستعادة الشرعية، وبدل أن تستعيد صنعاء، سلمت عدن ومناطق جنوب وغرب وشرق اليمن لمليشيات صنعت بعناية من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
طوال هذه السنوات من العبث بالجغرافيا اليمنية، وباستثناء شباب لا يزالون في ميادين الجبهات، لم نشهد موقفا موحدا من ثوار وأنصار ثورة فبراير، تفرقوا يمنة ويسرة، وتشيعوا للدول المتدخلة في بلدهم، وتوزعت ولاءاتهم للعواصم التي يسكنون فيها، ثم عادوا لأحقادهم القديمة وصراعاتهم الأيدلوجية، محملين الثورة نتائج انتكاساتهم.
حالبا، أتت الذكرى الثانية عشرة للثورة، في لحظة يخجل فيها بعض ثوار فبراير من الحديث عن حلم هم صانعوه. بينما فضل أغلب من قدموا أنفسهم كرموز للثورة، تقديم أنانيتهم المفرطة على نبل ثورة صنعت رمزيتهم، ومنحتهم فرص الظهور والشهرة... ولم يعد من أمل إلا على قلة من الشباب الصادقين، والجنود المرابطين في الداخل.
طالب عدد من الصحفيين والناشطين اليمنيين، اليوم الجمعة، بتقديم جميع منتهكي الصحافة اليمن إلى المحاكمة، وعلى رأسهم. . .
دانت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق الطائفة البهائية في العاصمة صنعاء، وتهدبد. . .