وصلت إلى مطار عدن الدولي، اليوم الأحد، الدفعة الرابعة من اليمنيين العالقين في السودان، والتي تضم ١٩٢ راكباً. . .
تزايدت مؤشرات فشل اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي المسلحة، الذي مر على إعلانه أكثر من شهر ونصف دون تنفيذ أي من بنوده على الأرض، في ظل الحديث عن استقالة رئيس المراقبين الدوليين في الحديدة، باتريك كاميرت، الذي فشل في إقناع الأطراف اليمنية بتنفيذ وقف النار والانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.
الحكومة اليمنية التي ظلت تتعامل بمرونة مع التحركات الأممية خرجت اليوم بمواقف سياسية شديدة اللهجة، تحذر من انهيار الإتفاق نتيجة ما وصفته التراخي الدولي مع في التعامل مع الحوثيين، ولوحت باستئناف عملياتها العسكرية بعد توقفها منذ ما قبل مشاورات السويد في ديسمبر من العام الماضي، موقف الشرعية هذا جاء بعد تصعيد عسكري كبير للحوثيين وهجمات بلغت ذروتها يومي الجمعة والسبت، وسقط فيها أكثر من 40 مدني معظمهم نساء وأطفال في قصف مدفعي للحوثيين، على بلدة حيس جنوب الحديدة، وقصف آخر استهدف مخيما للنازحين شرق مدينة حرض الحدودية شمال الحديدة.
والتقى الرئيس هادي بقائد القوات المشتركة للمملكة العربية السعودية، وبحث معه مستجدات الوضع العسكري واستمرار الخروقات الحوثية، وتوقع مراقبون أن اللقاء جاء لبحث موقف عسكري موحد في ظل تزايد هجمات الحوثيين في الداخل اليمني، والمناطق الحدودية داخل السعودية.
وفي بيان ناري شديد اللهجة أصدرته الخارجية ونشرته وكالة سبأ الرسمية، قالت الحكومة إن اتفاق ستوكهولم مهدد بالانهيار في الحديدة، نتيجة تمادي الحوثيين في هجماتهم العسكرية وحذرت من تجاهل المجتمع الدولي من تمادي الحوثيين، وأكدت أنه حان الوقت لتسمية الطرف المعرقل وتحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الشعب اليمني، ولوحت صراحة باستئناف العملية العسكرية في الحديدة، مؤكدة أن ضبط النفس لن يستمر إلى ما لا نهاية إذا لم يتوقف الحوثيون عن إرسال المزيد من التعزيزات، وبناء التحصينات والاستمرار في خرق وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين واستمرار الاعتقالات وشن الهجمات العسكرية على بعض مواقع قوات الشرعية، في الحديدة.
واستنكرت الحكومة تراخي المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، والأسلوب الناعم في التعامل مع الحوثيين، كما استغربت التصريحات المبهمة وغير الواضحة لمسؤولي الأمم المتحدة، وأكدت أن مثل هذه اللغة غير الواضحة لممثلي الأمم المتحدة تزيد من تعنت الحوثيين، ويشجعهم على ارتكاب المزيد من الخروقات والتعنت في تنفيذ الاتفاق، ما يسيئ إلى صورة الأمم المتحدة ودورها في اليمن، واعتبرت أن مرور قرابة الشهر والنصف على الاتفاق دون تنفيذه من قِبل الحوثيين، بات كافياً ليدرك العالم أن هذه الجماعة لا تؤمن بالسلام ولا الحوار.
هذا التصعيد السياسي للحكومة تزامن مع عودة رئيس البعثة الأممية في الحديدة "باتريك كاميرت"، إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد جولة من المشاورات في الرياض، برفقة "مارتن غريفيث" الذي بات يتهمه الكثير من اليمنيين بخدمة السياسات البريطانية في الملف اليمني، وسط اتهامات بأن المملكة المتحدة باتت تستثمر بشكل متزايد في الأزمة اليمنية، وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أقر الأسبوع الماضي بأن انعدام الثقة أصبح ”عاملا معقدا“ في محاولة إقناع الطرفين بالحوار.
"قيادي ميداني" في القوات الحكومية المرابطة شرق مدينة الحديدة، أكد لـ "اليمن النت"، استعداد الجنود لاقتحام مدينة الحديدة والسيطرة على الميناء مهما كلف الهجوم من خسائر، وقال إن جميع العسكريين لا يعولون على تحركات الأمم المتحدة، ومتأكدون بأن جماعة الحوثي لن تسلم الحديدة سياسيا، بل ستقاتل إلى آخر مسلح من عناصرهم، مشيرا إلى أنهم لم يتوقفوا يوما واحدا عن بناء التحصينات واستقدام تعزيزات عسكرية، ومهاجمة مواقع تمركز القوات الحكومية.
وأضاف القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن وجود الأمم المتحدة في الحديدة سيطيل أمد الأزمة ويحول الحديدة إلى منطقة نزاع، تشبه الصحراء الغربية المُتنازع عليها والتي تقع في المغرب العربي شمال أفريقيا.
ويقول "محمد الأهدل" وهو أحد الشخصيات الإجتماعية في القرى الريفية لمنطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، إن السكان يعانون كثيرا وأرهقهم النزوح والتشرد، وتقطع الطرق وتجدد المعارك كل يوم، وأكد نزوح الآلاف من سكان قرى جميشة ودير الشيخ والكيمنية وعلي سليمان والكشوبع وكثير من القرى الواقعة بمثلث الموت، في إشارة إلى مثلث كيلو 16 الذي يربط الحديدة بكلا من محافظات تعز وصنعاء.
وكشف "الأهدل" في حديث لـ "اليمن النت" أن الحوثيين زرعوا الاف الألغام في المزارع والقرى في المنطقة، واشار أنهم استخدموا الكثير من العمال المدنيين أخذوهم بالقوة من حراجات العمال، من أجل عمليات الحفر والدفن للألغام وحفر الأنفاق والخنادق، مؤكدا أن السكان باتوا يفضلون اندلاع معركة كبيرة تكون الأخيرة، على هذه التهدئة الهشة، وسط تصاعد حملة الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون، بتهم التخابر مع التحالف العربي، وأوضح أن الحملة طالت عقال القرى الذين عملوا مع الحوثيين نتيجة خلافات مالية، أو شكوك من الجماعة تجاه هؤلاء.
وتجددت المخاوف من عودة المعارك في الحديدة وتأثيرها على الميناء والسكان، ووصول المساعدات، ونقلت وكالة "رويترز" عن إليزابيث ديكنسون المحللة في المجموعة الدولية للأزمات ”إنها لحظة هشة للغاية، ما زال الناس ملتزمين سياسيا ولفظيا باتفاق ستوكهولم كأفضل سبيل للمضي قدما، السؤال المطروح هو ما إذا كان بوسعنا تحقيق تقدم ملموس على الأرض، بينما أكد آدم بارون من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن هذه الأسابيع القادمة تجدد أو تنهي الصراع، وسنرى إما استعادة المسار السياسي أو سنرى على الأرجح تصعيدا عسكريا كبيرا.
وصلت إلى مطار عدن الدولي، اليوم الأحد، الدفعة الرابعة من اليمنيين العالقين في السودان، والتي تضم ١٩٢ راكباً. . .
بدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية التركية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
الأسبوع الماضي، اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الهدنة التي استمرت أسبوعا بوساطة أميركية وسعودية.