The Yemen Logo

عن مواجهة الحوثيين "المفترضة"!

عن مواجهة الحوثيين "المفترضة"!

اليمن نت - خاص - 18:50 31/12/2022

   في الـ"28 ديسمبر 2022"، عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية، رشاد العليمي، اجتماعا في مدينة الرياض؛ وصف من قبل مؤيديه بالنادر، لكنه في حقيقته كان أقل من العادي، وفي نتائجه أقرب للنشاط  الإعلامي، الذي يريد إظهار القيادة اليمنية أنها نشطة وفاعلة.

  تفاصيل الاجتماع: التقى العليمي بمحافظي المحافظات الواقعة تحت سلطة مليشيا الحوثي. هذا أمر جيد بالفعل، أن يلتقي الرجل الأول في السلطة الممثلة لليمن، بمن يفترض أنهم مسؤولون عن المناطق غير المحررة. واللقاء المفترض من عنوانه، ينبئ عن تغيّر خطير في مسار سلوك مجلس القيادة، ويدل من سياقه على وجود خطة ممنهجة جديدة لمواجهة الحوثيين.. إلا أن العبرة كما يقال بالنتائج.

تقول النتائج: إن اللقاء الرئاسي أجمع على ضرورة مواجهة مليشيا الحوثي وإسقاط الانقلاب، ولكن كيف؟ عبر دعم ما أسماه الاجتماع بـ"المقاومة الشعبية" المندلعة في المناطق الخاضعة للحوثيين. هنا يظهر سؤال ما هي هذه المقاومة التي سيدعمها مجلس القيادة؟ بحسب وكالة سبأ الرسمية، هناك حالتي تذمر و غليان شعبيتين، في مناطق سيطرة الانقلابيين.

  المتابع لما يحدث، سيلاحظ أن حالات التذمر والسخط والرفض في مناطق سيطرة المليشيا، لم تتطور لتصبح "مقاومة شعبية". ومع ذلك فإن المجلس الرئاسي "افترض" وجودها وقرر دعمها. ولكن ما هي آليات دعم تلك المقاومة "المفترضة"؟.

 تشير التفاصيل المنشورة في موقع وكالة سبأ، إلى أن اللقاء الرئاسي لم يعتمد أي آلية، ولم يشر حتى إلى إمكانية مناقشتها، اللقاء فقط دعا إلى دعم المقاومة الشعبية ضد الحوثيين، لمن وجهت الدعوة؟ من سينفذها؟ كيف؟ ومتى؟.. لا جواب!!

  اللافت أن فكرة "دعم المقاومة الشعبية في مناطق الحوثيين"، بدت؛ في توقيتها، أقرب إلى العبثية. فالذي دعا إليها رئيس مجلس قيادة مكلف بنص اعلان نقل السلطة إلى مجلسه (أبريل 2022)، بمهمة "التفاوض" مع الحوثيين، ولا يمتلك قرار مواجهتهم.

 كما أن قيادات السلطات المحلية للمناطق المعنية، ه‍م أشخاص مسؤولون "مفترضون" لمحافظات تقع؛ افتراضيا، تحت سلطة مجلس القيادة. يقبع هؤلاء في السعودية، وليست لهم أي مهام تنفيذية سوى استلام رواتبهم.

 نحن في مرحلة عبثية و هزلية. أي دعوة للمواجهة تعني عمليا الدخول في مرحلة حرب. ولا توجد قيادة تحترم نفسها تكتفي فقط بمجرد الدعوة لمواجهة خصومها دون الاستعداد لتلك الحرب.  ومع أن مجلس القيادة الذي يرأسه العليمي يمتلك مجموعة جيوش متعددة، إلا أنه لم يشر إليها في اجتماعه الأخير، وفضل توجيه دعوة هلامية لمواجهة الحوثيين.

 نحن أمام رئيس ليس فقط عجز عن توحيد القوى العسكرية؛ الجيش مع الكيانات المسلحة، بل أشرف بنفسه على إحلال الكيانات التابعة لدول إقليمية محل القوات الحكومية. ثم يطلع علينا بفكرة "دعم مقاومة الحوثي في مناطق سيطرته".

 إذا كانت هناك نية حقيقية لخوض معركة مع الانقلابيين.. فلدى مجلس القيادة قوات مسلحة في مأرب وتعز، لديها الجاهزية القتالية لمواجهة الحوثيين، تحتاج فقط لدعم جاد ومنظم.. عدى ذلك فإن قصة مواجهة الحوثي لا تعدو كونها ضحك على البسطاء، وهي بالأصح "خيانة" للجنود المرابطين في جبهات القنال بدون رواتب، ينتظرون قرارا رئاسيا بالحسم.

في الحقيقة .. نحن أمام رئيس "مفترض"، لم يستطع إدارة عدن العاصمة "المفترضة"، ويجتمع مع محافظين "مفترضين" لمناطق تخضع؛ افتراضيا، لسلطة مجلس قيادة يحكم "افتراضيا" الجمهورية اليمنية.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram