شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- زيد اللحجي
كثر الحديث خلال الأيام الماضية ولازال عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للسعودية خلال الأيام القادمة، وكثرت معها التكهنات حول الفوائد التي ستجنيها السعودية جراء هذه الزيارة.
وعلى الرغم من أن السياسة الأمريكية تجاه السعودية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولا تحتاج معها لتكهنات أو تخمينات، إلا أن هذه الزيارة التي تأتي في ظروف المواجهة الدولية بين روسيا من جهة وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى ربما تحمل أبعادا جديدة تكون السعودية فيها متزعمة لحرب جديدة مرتقبة ترسم سيناريوهاتها إسرائيل وأمريكا، بما يحقق الإجهاض على ما تبقى من قوة في السعودية لصالح إيران.
فبايدن الذي وصف السعودية أثناء حملته الانتخابية بأنها "دولة منبوذة"، فهو لم يأت بجديد في عرف السياسية الأمريكية، وإنما أظهر حقيقة ما تبطنه السياسة الأمريكية تجاه السعودية، والتي كانت تغطيها الشيكات السعودية الممهورة على بياض لإدارة "ترامب" ومن قبله، فتحولت إلى تصريحات ظاهرة لدى "بايدن" ليكسب حينها أصوات الأمريكيين وليفوز بالرئاسة، وليحصل من ورائها على المليارات من الدولارات التي اعتاد الزعماء الأمريكان على جنيها من السعودية بمجرد التصريحات المخوفة لها.
ولذلك لا تحتاج الزيارة للتكهنات والتحليلات، فقد أوضح "بايدن" نفسه في مقاله الذي نشره في إحدى الصحف الأمريكية بعنوان: "لماذا أزور السعودية؟" الملفات التي سيناقشها مع المسئولين في السعودية، والتي حددها بثلاث ملفات: تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى مصالح ومسئوليات متبادلة، والنفط، والبرنامج النووي الإيراني.
هذه القضايا المحورية هي التي سيناقشها الرئيس الأمريكي مع المسئولين في الرياض، وهي ذاتها التي تستغلها أمريكا منذ أمد لابتزاز السعودية واستحلاب نفطها ومالها.
فأما الشراكة الاستراتيجية الأمريكية التي يسعى "بايدن" لتعزيزها خلال زيارته للرياض، فتأتي عقب التحركات السعودية الأخيرة مع روسيا والصين، والتي ربما شعرت أمريكا بخطرها، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، فأرادت وقف تلك التحركات، وحصر التحالف السعودي على أمريكا فقط كما كان في العقود الماضية، على الرغم من أن السعودية لم تجن من حصر تحالفاتها على أمريكا إلا الوبال والاضطهاد والابتزاز والاستحلاب.
ولذلك رأينا "بايدن" وهو يتحدث عن تعزيز شراكة استراتيجية مع السعودية أردف ذلك بالقول: "مع التمسك أيضا بالقيم الأميركية الأساسية"، في إشارة إلى السياسة الأمريكية الراسخة تجاه السعودية، والتي ظهرت معالمها واضحة خلال السنين الماضية.
ثم يأتي ملف النفط، فإذا لم يستطع "بايدن" ثني السعودية عن عمل تحالفات جديدة مع روسيا والصين، فإنه سيسعى لإقناع السعودية على زيادة ضخ النفط لتغطية النقص من النفط الروسي، في محاولة لإشعال فتيل مواجهة نفطية بين السعودية وروسيا، الأمر الذي سيضمن معه "بايدن" ارتماء السعودية من جديد في أحضان أمريكا، لتعود معها عمليات الابتزاز والحلب بكل أريحية.
ثم يأتي الملف النووي الإيراني، فعلى الرغم من التعامل الأمريكي السلبي تجاهه، إلا أن إسرائيل كما يبدو استشعرت خطره مؤخرا خاصة بعد التصريحات الإيرانية ااتي قالت بأنها قد حققت نسبة تخصيب تصل إلى 20% من اليورانيوم، الأمر الذي قررت معه إسرائيل خوض غمار عمل عسكري كبير لتدمير أكبر عدد من المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يتطلب تعاون مع دول المنطقة، فدفعت ببايدن بالتحرك لتشكيل ناتو جديد في المنطقة، ليحمل عبء الحرب عن اسرائيل، متخذين من ملف التهديدات الإيرانية للسعودية والمنطقة (بعبعا) للدفع بالسعودية للانخراط في هذا التحالف، مع أن التهديدات الإيرانية للسعودية إنما هو بإيعاز ودعم أمريكي واضح لتحقق من ورائه مكاسب كبيرة.
ربما يكون الملف اليمني حاضرا ضمنيا في الملف النووي الإيراني وما يشكله من تهديدات إيرانية للسعودية، فعلى الرغم من أنه ليس من صالح السعودية أن يبقى معلقا بيد نزوات مراهقي الحرب من القيادات السعودية والإماراتية؛ إلا أن السعودية توافق أمريكا في إحكام تعقيداته، بما يؤدي إلى تطويل الحرب، وإثخان الجراح اليمنية، مع أن الحقيقة المؤكدة أن أمريكا تستخدم الحرب اليمنية لاستدراج السعودية، وتعجيل القضاء عليها لصالح إيران، في الوقت الذي تسهم السعودية في تدمير نفسها من حيث ترى أن تدمير اليمن لصالحها.
هذه هي القضايا التي ستناقش أثناء زيارة "بايدن" للرياض، ولن يحقق أي منها مصالح للسعودية بقدر ما هي مصالح أمريكا وإسرائيل. فهل ستنتصر السعودية لنفسها؟ أم أن عظمة الزيارة وخوف ابن سلمان من أن تعمل أمريكا على اقصائه عن الملك ستدفع بها للارتماء من جديد في الأحضان الأمريكية؟
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين