The Yemen Logo

عن رئيس يعجز عن تقديم اقتراح لنائبه!

عن رئيس يعجز عن تقديم اقتراح لنائبه!

اليمن نت - خاص - 17:29 27/02/2023

   محمد اللطيفي

 في الحادي عشر من فبراير (2023) غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي عدن؛ العاصمة المفترضة للجمهورية اليمنية، إلى الرياض في الطريق إلى دول أوروبية، ومع ذلك رافقت مغادرة العليمي عدن الكثير من الشكوك حول عدم قدرته إدارة خلافاته مع المجلس الانتقالي، وهو ما أكدته الأحداث الأخيرة التي جرت في الـ(26) من الشهر نفسه.

 الجولة الرئاسية اليمنية في أوروبا، والتي انطلقت من العاصمة السعودية، شملت بلجيكيا وألمانيا. حيث شارك الرئيس العليمي في مؤتمر ميونخ للأمن، والتي خصصت لبحث التحديات الأمنية الجارية وسبل مواجهتها.

وقد ظهرت مشاركة اليمن في مؤتمر ميونخ، وزيارة العليمي لبروكسل وبرلين، ضمن سياسة رئيس مجلس القيادة الهادفة لحشد موقف دولي لليمن. وبحسب رؤية العليمي، فإن اليمن عاش حرب طويلة أنتجت وضعا اقتصاديا خطيرا، في ظل فشل الجهود الدولية لإحلال السلام، بسبب رفض مليشيا الحوثي التعاطي الإيجابي مع المبادرات الأممية.

الرئاسية اليمنية، تهدف من زيارة المسؤولين الأوربيين الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي وتعديل موقف الاتحاد من فكرة الحوار مع الحوثيين، حيث يرغب العليمي في اقناع الأوربيين بأن وضعهم في قائمة المنظمات الإرهابية هو الحل الأمثل، لإخضاعهم لعملية السلام، وليس تقديم التنازلات لهم.

تأتي جولة العليمي في ظل تراجع القناعة الأوربية بعدم قدرة الرئاسة اليمنية على توحيد القوى المنضوية تحت إطار مجلس القيادة، وبعد خلافات الأوروبيين مع المجلس الرئاسي، على خلفية اعتراض الأخير على بيان للاتحاد الأوربي أثار حساسية الانتقالي الجنوبي، والذي أكدت فيه العواصم الأوربية ضرورة وحدة المجلس الرئاسي، ودعم سيادة اليمن.

مع ذلك، وإن كانت تحركات العليمي مهمة من زاوية التركيز على تنشيط الدبلوماسية اليمنية، إلا أن هذه التحرك أتى متأخرا، فالدبلوماسية اليمنية تعاني من موت سريري، حيث السفارات اليمنية في الخارج لم تعد لها فاعلية حقيقية، وبعضها مخترقة من قبل الحوثيين، وأخرى تعمل لصالح مشروع الانفصال، وثالثة يحرص ممثلوها على البحث عن مصالحهم الشخصية، وكلها ممتلئة بالفساد والمحسوبية.

 وكان من المفترض أن تسبق التحركات الدبلوماسية اليمنية، قيام العليمي بإجراء إصلاحات حقيقية في الخارجية اليمنية وسفاراتها في الخارج، بحيث يتم تنشيط العمل الدبلوماسي الخارجي الذي يغرد خارج سياق الأزمة اليمنية.

كما أن العليمي وهو يتحرك لنيل الدعم الأوروبي، يلزمه ترتيب البيت الداخلي للمجلس الذي يترأسه، فهو لم يتوصل بعد إلى حل إشكالية خلافات الانتقالي مع الرئاسي. ولم يستطع العليمي إبرام اتفاق مع الزبيدي يفضي؛ على الأقل، إلى اقناع الانتقالي بالتوقف عن اصدار البيانات التي تكرس فكرة عدم وحدة الرئاسي في الذهنية الأوروبية والدولية.

 انتهت جولة العليمي الدبلوماسية دون أي نتائج حقيقية، فلا توجد مؤشرات على وجود تعاطي عملي مع ما يريده الرئيس اليمني، خصوصا فيما يتعلق برغبة العليمي تغيير نظرة الأوربيين لمسألة التعاطي السلس مع الحوثيين إلى التعامل الحازم معهم. وهي النقطة التي ظلت تتكرر في خطابات وتصريحات رئيس مجلس القيادة.

إلا أن الأهم من كل ما سبق، هو صعوبة إقناع العالم بدعمك وأنت لا تستطيع أن تدير مدينة واحدة؛ كعدن، ولم تعطي مؤشرات إيجابية بأنها يمكن أن تكون حقا عاصمة حقيقية للجمهورية اليمنية. فوحدة مجلس القيادة مسألة مهمة للأوربيين، ومعهم الحق في ذلك، فكيف يمكن دعم قيادة تمثل اليمن، ويوجد فيها من يرفض الاعتراف بسيادتها.

 النتيجة، أن كل النتائج الإيجابية المحتملة من جولة العليمي الأوربية ذهبت أدراج الرياح، والجهة التي تسببت بذلك، ليست مليشيا الحوثي، بل المجلس الانتقالي، الذي أكد للعالم أن مجلس القيادة كيان غير موحد ومنقسم. حيث حاصرت قوات الانتقالي قصر المعاشيق صباح يوم (26 فبراير 2023)، مغلقة أبواب أبوابه بالتزامن مع تعزيزات عسكرية باتجاه مبنى القصر؛ الذي يفترص أن يكون مكانا لرئيس المجلس العليمي.

بالنسبة لمراقبين، فإن ما فعله الانتقالي يعد اعتراضا على تصريحات للعليمي؛ نشرت في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، اقترح فيها تأجيل مناقشة حلول القضية الجنوبية ومعالجتها إلى حين آخر. تصورا معي الزبيدي عضو مجلس الرئاسي للجمهورية اليمنية يغلق القصر الرئاسي اعتراضا على اقترح مقدم من رئيسه العليمي.. مجرد اقتراح، لا أكثر..  بهذه العقلية السابقة.. كيف يمكن إقناع العالم بدعم القيادة اليمينة في مواجهة مليشيا الحوثي، المليشيا التي تعمل ليل نهار من أجل تقوية موقفها العسكري في الداخل والتفاوضي في الخارج.. ولا عزاء لليمن، البلد الذي لم تعد مشكلته في الحرب والفقر، بل في غياب قيادة وطنية حقيقية تمثله في الخارج وأمام العالم.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

دعا الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى الإفراج على جميع المعتقلين في اليمن في صفقة تبادل الأسرى الذي أُعلن عنه أمس برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر. وقالت بعثة الاتحاد في اليمن في تغريدة عبر حسابها في تويتر، "يرحب الاتحاد الأوروبي بالإعلان في جنيف عن تبادل كبير للسجناء برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر". وأضاف: "نُشيد بالأطراف ونحثهم […]

طالبت أسرة السياسي محمد قحطان، اليوم الاثنين، جماعة الحوثي المسلحة بالإفراج عنه دون قيد أوشرط وخارج أي عملية تفاوضية مع أي طرف. 

أطراف النزاع اختتمت اليوم اجتماعًا استمر لعشرة أيام في سويسرا تم الانتهاء فيه من وضع الخطة التنفيذية لإطلاق سراح 887 من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع.  

نناشد الجميع المسارعة إلى تعمير القطر اليمني المسلم الشقيق بعد ما دمرته الحروب ليعود إليه أمنه واستقراره. 

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram