The Yemen Logo

علاقة المشابهة بين الإماراتيين وأخوة يوسف

علاقة المشابهة بين الإماراتيين وأخوة يوسف

اليمن نت - 17:57 03/10/2017

تتقمص دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن صنيع أخوة يوسف عندما ألقوا أخاهم في غيابة الجب وعادوا إلى أبيهم عشاء يبكون ، يحلفون له أن أخاهم أكله الذئب ، متناسين وعدهم لأبيهم من قبل "لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون" ، لكنهم نفذوا مخططهم الإجرامي الذي قرروه  على حين حقد وحسد حين قالوا لبعضهم" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا" وظلوا يتحينون الفرصة لتنفيذ مخططهم الإرهابي ، محددين الغاية التي أرادوا الوصول إليها كنتيجة لقتلهم يوسف بشيئين : الفوز برضى يعقوب وعبروا عنه بقولهم "يخلو لكم وجه أبيكم" ، ثم الوصول إلى الصلاح المفضي للسيطرة والتحكم ، وهو ماعبروا به "وتكونوا من بعده قوما صالحين".

وعلى نفس الشاكلة حددت الإمارات في حربها على الإخوان المسلمين غايتها بشكل دقيق بالقضاء على المسلمين جميعا ، لتفوز أولا برضى أمريكا وإسرائيل ، ثم الوصول بعدها للتفرد بالسيطرة والتحكم في القرار العربي.

وللوصول إلى غايتها أصدرت الإمارات حكما بالقضاء على كل المسلمين ، ومنهم الشعب اليمني الذي أصدرت في حقه حكما بالإعدام ، فهو في نظرها يستحق الموت ، ومامشاركتها في التحالف العربي إلا فرصة لتنفيذ إجراءات ذلك الحكم.

ولو استرجعنا مسيرة حربها في اليمن خلال الفترة الماضية منذ هبت لانقاذ اليمنيين ، وشاركت في تحالف دعا إليه الرئيس هادي لاستعادة الدولة من الانقلابيين ، لوجدنا أنها ارتكبت جرائم حرب فظيعة تستوجب خروج اليمنيين عن بكرة أبيهم لحرب مقدسة على الإماراتيين ، وإذا كان أخوة يوسف تآمروا للتخلص من فرد ، فالإمارات تآمرت للتخلص من شعب بأكمله.

فما من مصيبة في اليمن إلا وتكون الإمارات أحد أسبابها إن لم تكن السبب كله ، فهي من خطط لإدخال الحوثيين صنعاء وسهل لهم ابتلاع الدولة  لتنفيذ أجندتها في محاربة إخوان اليمن ، وهي من ورط المخلوع في تحالفه مع الحوثيين بغرض الإمعان بالتنكيل بالإخوان ، ومن ثم دعمه من جديد للقضاء على الحوثيين في طريق استعادة حكمه على غرار ما صنعته في مصر.

ولما تمردت جماعة الحوثي على الاتفاق الإماراتي السعودي الصالحي ، وتشبثت بفرصة استحكام قبضتها على الدولة ، سارعت الإمارات بالتدخل العسكري لتنفيذ مخططها بالاستيلاء على الموانئ اليمنية ، وفرض وصاية على اليمنيين.

طبعا لايمكن للمستعمر البقاء إلا في ظروف الفوضى ، وهو ما نفذته الإمارات في اليمن ، عندما أنشأت مليشيات عسكرية على غرار المليشيات الحوثية ، أسمتها الأحزمة الأمنية والنخب العسكرية ، وكلها خارج إطار الدولة ، وجعلت مصيرها بيد المندوب السامي الإماراتي ، حددت مهمتها بتنفيذ الاغتيالات ونشر الفوضى ، وفتح المعتقلات السرية ، وتنفيذ الاعتقالات لكل الرافضين للتواجد الإماراتي وتعذيبهم ، والتمرد على الحكومة الشرعية التي رفض الرئيس هادي أن يكون رئيسا إمعة ينفذ توجيهات المندوب السامي دون أن يكون له قول أو رأي.

ربما استطاعت فرض أجندتها على الرئيس هادي بعض الوقت ، لكنها أصبحت تشن حربا عشوائية ضده جهارا نهارا بعد أن اكتشف نواياها وفضح مخططاتها ، مرة بالضغط على المملكة بتغييره والتخلي عنه ، وأخرى بشراء ذمم ضعاف النفوس ممن يلهثون مسعورين وراء الأموال والمناصب التي يمنيهم بها المندوب السامي الإماراتي.

وبنفس الطريقة التي دعم بها الإماراتيون الحوثيين وسهلت دخولهم صنعاء بحجة القضاء على الإخوان ،  دعمت  المجلس الانتقالي الذي أسسته للتمرد على الشرعية ، لتنفيذ مخططاتها التدميرية.

على ان ذلك الدعم لايقتصر على إمدادهم بالأسلحة التي يتمكنون خلالها من التمرد على الشرعية كماظهرت الأسلحة الإماراتية بيد الحوثيين في احتفالهم الأخير ، وإنما يتعداه إلى ما هو أبعد ، في تقريب وجهات النظر ، وتوحيد الصفوف ، وتكثيف الجهود لضرب الشرعية بيد من حديد ، وغير بعيد أن تكون الإمارات هي الراعية الحقيقية لعملية المصالحة السرية التي تدور اليوم في جنيف بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي ، فالفريقان يشربان من كوب واحد تملأه الإمارات بالشراب الذي تريده وفقا لمخططاتها.

فالإمارات التي تحارب في اليمن من أجل استعادة الشرعية لليمنيين هي نفسها من يرفض حسم المعركة عسكريا ، وكلما ظهر الرئيس ورئيس الحكومة بالحديث عن ضرورة الحسم العسكري ، تعلن الإمارات ومعها السعودية أن حل الأزمة اليمنية لن يكون إلا بالحوار ، لأنها ستفقد كثيرا من مصالحها ، وستفشل كل مخططاتها ، فهي تريدها حربا طويلة الأمد ، تجثم على أرض اليمن نهبا ، وإضعافا ، وتدميرا ، وإنهاكا وإفقارا.

ومع أن الجيش الوطني أصبح قادرا على الحسم ، واسترجاع دولته من مختطفيها ، إلا أنه يصطدم بالتحالف الذي يقيد تحركاته ، ويحبط خططه العسكرية ، ويمنعه عن الحسم ، مجاراة للمخطط الإماراتي القاضي بإنهاك الجيش والشعب اليمني ، ليسهل عليهم تنفيذ أجنداتهم الإجرامية.

ومع رفضها الدائم لحسم المعركة عسكريا تقوم بارتكاب جرائم حرب لتشعل نيران الحقد والكراهية على الشرعية ، فتعمل على توجه طائراتها التي تملأ سماء اليمن باستهداف المواطنين الأبرياء كأشخاص وأسر ومنازل وممتلكات وخدمات ، بينما تترك  القيادات الانقلابية التي تعيش في منازل معروفة للجميع ، وتتجول في الجبهات بمواكب كبيرة آمنة مطمئنة.

ومع شدة وطأة الحصار المطبق على اليمنيين في ظل الحرب والانقلاب تعمل الإمارات على عرقلة أعمال الإغاثة الإنسانية المقدمة لليمنيين ، وتمنع وصولها إلى الموانئ اليمنية ، بينما توجهها نحو الموانئ التي يشرف عليها الانقلابيين ليستفيدوا منها في قتل اليمنيين.

وأخيرا ، إذا كان يعقوب هو الوحيد من البشر الذي كان يعلم حينها بمخطط أبنائه وسعيهم التخلص من يوسف بوحي من ربه ، فإن اليمنيين اليوم والعالم كله يعلم مخطط الإمارات التدميري في اليمن ، وسيلقون لامحالة جزاءهم عاجلا أم آجلا ، ولكن كما قال يعقوب : "فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون".

انشر الخبر :

اخر الأخبار

جاء ذلك في بيان أصدرته القيادة العامة لـ"قوة دفاع البحرين"، عبر حسابها الموثق بمنصة إنستغرام، ونقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.

دعا أعضاء مجلس الأمن الحوثيين إلى إنهاء جميع الهجمات الإرهابية، وجددوا الإعراب عن قلقهم بشأن استهداف البنية التحتية المدنية

رسائل سرية من الإماراتيين للحوثيين.. وتهديدات سعودية للحوثيين وفشل وساطة أمريكية

قالت إنها تدعو الحكومة السعودية إلى الإلغاء الفوري لأي سياسة لاستخدام القوة المميتة ضد المهاجرين

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram