شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- وحدة التقارير/ خاص:
يعاني أبناء محافظة تعز منذ أسابيع من أزمة غاز خانقة، فاقمت معاناتهم، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها، جراء تدهور الاقتصاد، والغلاء الفاحش بالأسعار.
اضطر كثير من السكان للجوء إلى استخدام طرق بديلة، لحل مشكلة انعدام الغاز التي يواجهونها، مثلما حدث معهم في بداية الحرب حينما تعرضت المحافظة لحصار كامل من قبل جماعة الحوثي.
وأصبحت طوابير المواطنين الطويلة مألوفة بتعز من حين لآخر، للحصول على إسطوانة غاز، أو للتعبئة من المحطات، وبأسعار مرتفعة.
أسباب الأزمة
مع بداية الأزمة قبل أكثر من شهر، تضاربت الأنباء حول أسبابها، إلا أن مدير فرع شركة النفط بتعز لبيب المقرمي، كشف في تصريحات صحفية أن انعدام الغاز يعود، إلى استمرار صيانة معامل استخلاص الغاز في شركة صافر الإنتاجية.
إضافة إلى الأجور الباهظة التي يطالب بها سائقو مقطورات الغاز وارتفاعها إلى 55% بسبب تدهور العملة، فأدى إلى رفضهم تحميل حصص المحافظات، وفق المقرمي الذي أشار أيضا إلى وجود تقطعات يتعرض مالكو المقطورات لها في طور الباحة بلحج.
ونفذ العشرات مؤخرا، وقفة احتجاجية طالبوا فيها بزيادة حصة المحافظة من الغاز، وإيقاف الجبايات غير القانونية التي يتعرض لها سائقو المقطورات التي تنقل الغاز.
فوق طاقتنا
مواطنون استطلع "اليمن نت" آراءهم، أكدوا لنا أنهم وبدون غاز منزلي بعضهم منذ ثلاثة أسابيع، وآخرين بقي لي فقط القليل منه يحاولون استخدامه في أوقات الضرورة فقط.
محمود أحمد يؤكد لـ"اليمن نت" أنه يبحث منذ نحو شهر عن إسطوانة غاز، لكنه لم يجد حتى بالسوق السوداء، كون بعض الكميات تدخل للمدينة لكنها قليلة جدا لا تكفي.
وقال إنه كان يحصل على إسطوانة غاز من وكيل الحي يسكن فيه، لكن لم تم إيقافه عن العمل بسبب الإبلاغ عنه بقيامه بحفظ بعض حصة الحي وبيعها بالسوق السوداء.
ونتيجة لذلك لم يستطع أحمد الحصول على غاز حتى اليوم، وأصبح يعتمد هو وأسرته على تناول المعلبات التي لا تحتاج إلى طبخ، مثل التونة والزبادي، مؤكدا أنه أنفق كثير من المال على شراء الأكل من المطاعم، في ظل ظروفه الاقتصادية الصعبة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمعيشية المختلفة جراء انهيار قيمة الريال اليمني.
بدائل قديمة
وبسبب عدم توفر الغاز، وارتفاع أسعاره بشكل كبير بخاصة بالمحطات التي تبيعه -إن وجد- بـ15 ألف ريال، وبوكالات الغاز بـ5500 ريال، لجأ المواطنون لوسائل بديلة بالطبخ تعتمد على الحطب أو نشارة الخشب.
يذكر المواطن محمد غنام، أنه توجه لشراء "صُعد" وهو قطعة من الحديد مجهزة لوضع الفحم أو الحطب فيها تساعد على منع ظهور اللون الأسود على أواني الطبخ، أثناء طهي الطعام.
يوضح لـ"اليمن نت" كانت زوجتي ترفض استخدام الحطب بسبب اللون الأسود الذي تتسخ به الأواني، لكنها أصبحت متحمسة لاستخدام "الصعد" بشكله الجديد غير التقليدي، فالسابق كان يعتمد على وضع حجرين متوسطي الحجم ويتم إيقاد الحطب بينهما والتحكم بحجم المساحة بينهم بما يناسب حجم إناء الطبخ.
لكن غنام وحتى اليوم ما زال ينتظر دوره لدى صاحب أحد محلات الخردة، الذي طلب منه أن يعود بعد نحو أسبوع، بسبب كثرة الطلب على الصعد، وارتفاع سعره أيضا ليصل إلى سبعة آلاف ريال.
وترتفع من حين لآخر أسعار الحطب، حسب الطلب عليه من السوق، بخاصة أن كثير من الأفران ومنذ بداية الحرب تعتمد عليه، فأدى الاحتطاب الجائر إلى قطع أشجار معمرة عديدة.
وتتكرر من وقت لآخر أزمة الغاز بتعز، لكنها عادة ما تستمر لوقت قصير، وذلك لأسباب عدة، من بينها كان إغلاق طريق هيجة العبد التي تربط الجنوب بتعز للصيانة، ووجود مشكلات بين شركة الغاز ووكلاء بيعه والمواطنين، الذين يشكون من قيام بعض الوكلاء بإخفاء كميات منه وبيعه بأسعار باهظة.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين