The Yemen Logo

دولة أبوظبي الجنوبية الموازية

دولة أبوظبي الجنوبية الموازية

اليمن نت - 12:17 23/12/2017

في مدينة عدن التي أعلنها الرئيس الهارب من صنعاء، عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، يجري تأثيثها سياسياً بشكل مقزز، وبتمويل وإشراف مباشرين من حكومة أبوظبي، ليسفر لمشهد عن مجلس انتقالي وجمعية وطنية وبضعة مئات من أنصار المخلوع صالح الذين قذفتهم الحمم الحوثية خارج صنعاء مشردين لا أمل لهم إلا في "تحالف العدوان".

يتم كل ذلك بعد أن أُفرغت مدينةُ عدن من السلطة الشرعية الانتقالية للدولة اليمنية: رئيساً وحكومة وبرلماناً، ولم تعد حتى صالحة للسكنى، بعد أن باتت مدينة غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر، ولا تَسَعْ أيَّ وجودٍ سياسيٍ للقوى التي تعكس الملامح الحقيقية للمدينة وللجنوب بشكل عام.

يصر الحراك المنبوذ جنوبياً على أنه يخوض ثورة استقلال، على هامش العملية السياسية التي أُفشلت قسراً من قبل أطراف داخلية وأدخلتها بلدان في منطقتنا في مأزق الحرب المتشعبة التي تزداد تعقيداً يوماً إثر يوم.

مشروع الاستقلال المراوغ الذي يحاول عيدروس وجماعته تصديره لأبناء الجنوب، في صورة عمل دؤوب ونضالي، لا يمكن أن يقنع أي حصيف.

فالتشكيلات المسلحة التي تفرض سيطرتها العسكرية والأمنية على عدن، تأسست قبل أن يعرف أحدٌ شيئاً عن المجلس الانتقالي، ولم تكن سوى الأدوات العسكرية لأبوظبي، ليأتي بعدها هذا المجلس المعزول اجتماعياً وشعبياً ومعه ما تسمى الجمعية الوطنية بمثابة الأدوات السياسية التي تكرس نفوذ ابوظبي في المحافظات الجنوبية.

هذا الذي يحدث في عدن لا يخدم التحالف العربي مطلقاً، بل على العكس، يخفض منسوب الثقة بالنوايا الحقيقية التي يريد التحالف تحقيقها من وراء تدخله العسكري في اليمن.

هناك تحديات بدأت تبرز ومصدرها التذمر المتزايد من قبل المجتمع الدولي والذي بلغ ذروته بالانطباعات غير الجيدة التي بدأت تتشكل لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقف خلف كل المواقف المثيرة للجدل التي صدرت عن الرياض وأبوظبي مؤخراً ودخلت على إثرها المنطقة في مازق غير مسبوق.

ترامب الذي أقنع الرياض بأنه يتبنى موقفاً عدائياً تجاه الحوثيين باعتبارهم أداة إيرانية عاد ليحتكم إلى منطق المؤسسات الأمريكية التي لم تغير قناعاتها بعد إزاء الميلشيا الطائفية التابعة لإيران في اليمن وذهب يحث رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي على التدخل لتخفيف الحصار الذي يفرضه التحالف على الحوثيين.

إذا كان هناك طرف مهدد بالغرق في الساحة اليمنية الملتهبة، فليس اليمن الذي تدمره الحرب وتعمق مأساته يوماً إثر يوم، بل التحالف العربي، الذي يمكن في أية لحظة أن يفقد ميزة الترف في اللعب بخيارات التدخل المطلق على الساحة اليمنية التي تتوفر لديه اليوم وقد يصبح أحد الأطراف الأكثر ضعفاً في تقرير مصير الحرب والعملية السياسية في اليمن.

لا يمكن للتحالف أن يستمر في إقناعنا بأنه أتى من أجل إعادة السلطة الشرعية، فيما تمضي أبو ظبي قدماً في إقامة مؤسسات الدولة الموازية بالجنوب، وهي دولة للأسف تحمل بذور فنائها بالنظر إلى الاتجاه الانعزالي الجهوي الذي تتشكل على أساسه وتعيد توزيع مراكز القوة وفقاً لإملاءاته.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram