جاء ذلك في بيان أصدرته القيادة العامة لـ"قوة دفاع البحرين"، عبر حسابها الموثق بمنصة إنستغرام، ونقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
العملية العسكرية التي شنتها قوات أميركية خاصة واستهدفت متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن توترا في العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة اليمنية، حيث طلبت الأخيرة من واشنطن تنسيقا معها في أي عمليات مستقبلية.
وشنت قوات أميركية في 29 يناير/كانون الثاني الماضي عملية عسكرية شملت غارات جوية وإنزالا بريا على قرية يكلا الجبلية الواقعة في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء، مما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا نصفهم من النساء والأطفال، كما اعترفت واشنطن بمقتل جندي أميركي وإصابة ثلاثة آخرين وتحطم طائرة تابعة لها قيمتها أكثر من سبعين مليون دولار.
وأبدى مسؤولون يمنيون امتعاضهم من العملية العسكرية، وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إن "القتل خارج القانون وقتل المدنيين عمل مدان ودعم للإرهاب"، بينما قالت السفارة اليمنية في واشنطن إن عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تنسق مع الحكومة اليمنية، لكنها جددت تأكيد اليمن التزامه بالتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته.
واعترف مسؤولون أميركيون بمقتل مدنيين يمنيين أثناء العملية العسكرية، بينما تعهد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر بمواصلة التعاون مع الحكومة اليمنية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية ومكافحة الإرهاب.
رؤية مشتركة
ويرى رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية عبد السلام محمد ضرورة إيجاد رؤية مشتركة بين اليمن وأميركا لإعادة ترتيب ملف مكافحة الإرهاب في اليمن، "حيث إن الأميركيين يعملون مع هذا الملف بمعزل عن المستجدات على الأرض، وبالذات في ما يتعلق بالشرعية والتحالف العربي اللذين أثبتا جدية في مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن أطرافا تابعة للحوثيينوالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ما زالت شريكة في هذا الملف، وهو ما يعقد الأمر.
وأضاف عبد السلام محمد للجزيرة نت أن الإدارة الأميركية أخطأت في العملية العسكرية الأخيرة "لأنها رتبتها مع متعاونين لا علاقة لهم بالتحالف العربي والشرعية، وأيضا كون العملية مستعجلة أراد بها الرئيس دونالد ترمب أي انتصار مبكر أمام خصومه".
وتابع أن ملف محاربة الإرهاب يجب أن يكون تحت إطار ملف استعادة الدولة وإنهاء انقلاب جماعات العنف "لا أن يكون ملفا مستقلا يؤدي إلى دعم الانقلاب".
مساعدة القاعدة
ويثير سقوط مدنيين أثناء العمليات الأميركية أو الغارات التي تشنها طائرات أميركية بدون طيار على أهداف يعتقد ارتباطها بتنظيم القاعدة جدلا مستمرا في اليمن بشأن مخاوف من انضمام أقارب للضحايا بتنظيمات متشددة، وأن هذه الأخطاء تقوم بمهمة صناعة الإرهاب وإعادة إنتاج أجيال منها أكثر عنفا.
وقال الصحفي مجاهد السلالي للجزيرة نت إن تنظيم القاعدة يستغل مثل هذه الأخطاء لتأليب القبائل وذوي الضحايا على الوقوف إلى صف التنظيم وموافقة أفكاره المعادية للغرب ومن يصفهم بـ"عملائه" من حكومات المنطقة العربية.
وأضاف السلالي -الذي زار قرية يكلا بعد الهجوم الأميركي- أن الشيخ عبد الرؤوف الذهب الذي قتل مع شقيقه في الهجوم نفى أكثر من مرة أي ارتباط له بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن الهجوم الدموي استهدف مدنيين ورجال القبائل.
وبشأن مقتل السعودية أروى بغدادي وشقيقها المطلوبين لسلطات بلادهما بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة أثناء عملية يكلا، قال مجاهد السلالي إن رجال القبائل يؤكدون أنه من المعيب رد من استجارهم، وأن النخوة والشهامة القبلية تجعلهم يحمونهما.
وعملية الإنزال الأميركي الأخيرة هي الثالثة في اليمن بعد عمليتي إنزال في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2014 حاولتا إنقاذ رهينة أميركي لكنه قتل مع رهينة آخر جنوب أفريقي أثناء العملية الثانية بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
الجزيرة نت
جاء ذلك في بيان أصدرته القيادة العامة لـ"قوة دفاع البحرين"، عبر حسابها الموثق بمنصة إنستغرام، ونقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
دعا أعضاء مجلس الأمن الحوثيين إلى إنهاء جميع الهجمات الإرهابية، وجددوا الإعراب عن قلقهم بشأن استهداف البنية التحتية المدنية