اليمن نت- خاص:

كشف دبلوماسي خليجي لـ"اليمن نت"، يوم الجمعة، عن اجتماع جمع ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد (جهاز المخابرات الإماراتي) وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اجتماع هو الأول من نوعه منذ أشهر يبحث "ترتيبات أمنية" خاصة باليمن.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة توسطت للشيخ طحنون من أجل لقاء ولي العهد السعودي. وهو لقاء لم ينشر في وسائل الإعلام الرسمية للبلدين التي أشارت فقط إلى لقاءات اليوم التالي مع مستشارين من الولايات المتحدة والهند.

وقال الدبلوماسي، الذي تحدث لـ"اليمن نت" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الاجتماع الذي عقد يوم السبت الماضي (7 مايو2023) ناقش ترتيبات سعودية وإماراتية خاصة باليمن والمرحلة الانتقالية الجديدة، في ظل مخاوف سعودية من تصعيد أبوظبي لأدواتها وإفشال الوصول إلى سلام.

ورغم أن الشيخ طحنون اعتقد أنه حقق اختراقاً كبيراً لإعادة العلاقات بين البلدين بشأن اليمن بعد أن توترت خلال الأشهر الماضية، إلا أن ولي العهد السعودي وجه لاحقاً المسؤولين في بلاده عن الملف اليمني بأن لا يثقوا بالإماراتيين- حسب ما أفاد الدبلوماسي.

ولم يقدم المسؤول معلومات نوع الترتيبات الأمنية في اليمن التي اتفق عليها الأمير السعودي والشيخ الإماراتي؛ لكنه قال إن "طحنون" قدم ترتيبات بين الدولتين في اليمن وافقت عليها السعودية التي قدمت بدورها تنازلات لصالح الإماراتيين.

وعقب اللقاء والموافقة السعودية قال محمد بن سلمان للمسؤولين عن الملف اليمني في المملكة: كل ما اتفقنا مع الإماراتيين على شيء في اليمن سرعان ما نقضوه. وطالبهم بأن يتخذوا إجراءات أخرى عدا هذا الترتيبات الأمنية "لم أعد أثق بهم".

المزيد... (حصري) السعودية تفكك النفوذ الإماراتي في اليمن وتستعد لطردها.. مخاوف الطموح والتهديد

في اليوم التالي (الأحد 8 مايو/أيار) للقاء ظهر الشيخ طحنون بن زايد برفقة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، في لقاء ولي العهد السعودي، وبحثت الأطراف المجتمعة في هذا اللقاء "سبل تعزيز العلاقات والروابط بين دولهم وبما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة".

وكان البيت الأبيض قد نشر بيانا صحفيا قال فيه: " التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان برئيس الوزراء السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال في 7 مايو في المملكة العربية السعودية لتعزيز رؤيتهم المشتركة بشأن شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع الهند والعالم".

وفي مارس الماضي قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، سافر مرارًا وتكرارًا إلى المملكة العربية السعودية للقاء زعيمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان، لكن ذلك فشل في تخفيف التوترات.

ولم يتمكن الشيخ طحنون من تأمين لقاء مع ولي العهد السعودي رغم الزيارات المتكررة.

وحسب ما نشر "اليمن نت" في ديسمبر الماضي، فإن الخلافات تصاعدت عقب توقيع أبوظبي اتفاقية أمنية غامضة مع الحكومة اليمنية في ديسمبر2022، تسمح للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد في حالة وجود تهديد وشيك، وتدريب القوات اليمنية في الإمارات وتعميق التعاون الاستخباراتي، كما تسعى لبناء قاعدة عسكرية ومدرج على جزيرة "ميون" في مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وفقا لمسؤولين خليجيين.

وسحبت الإمارات معظم قواتها البرية من اليمن في عام 2019 لكنها ما زالت تخشى تهميشها من المناقشات حول مستقبلها حيث تواصل السعودية محادثات مباشرة مع الحوثيين بشأن إنهاء الحرب، وتريد الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي على الساحل الجنوبي للبلاد وتوجيه القوة في البحر الأحمر لتأمين الطرق البحرية من موانئها إلى بقية العالم.

وقاد السعوديون والإماراتيون تحالفًا عسكريًا عربيًا في عام 2015. تركت الحرب الأهلية البلاد منقسمة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على الشمال وحكومة معترف بها دوليًا في معظم الجنوب.