شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- خاص:
تصاعد التوتر بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مؤخراً في اليمن، مع تزايد ضغوط الرياض على حلفاء أبوظبي في البلاد.
يعود التوتر الجديد إلى استمرار الرياض في تضييق الخناق على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي في محافظة حضرموت. ويبدو أن التنافس سيمتد الأسابيع القادمة إلى محافظة أبين المجاورة.
وكشفت مصادر في الحكومة اليمنية ومسؤولين محليين وشيوخ قبائل أن السعودية كثف جهودها في المحافظات الجنوبية لحصر وجود المجلس الانتقالي في محافظتي عدن والضالع تمهيداً للضغط عليه القبول بتنفيذ اتفاق جرى توقيعه في 2019 يدمج قوات المجلس في الحكومة المعترف بها دولياً.
وتصاعدت التوترات بين السعودية والإمارات بعد سيطرة القوات الموالية لأبوظبي على عدن وعديد من المحافظات المجاورة وطردت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ورفضت تنفيذ اتفاق توسطت فيه الرياض في 2019 منح المجلس الانتقالي مناصب في الحكومة ثم مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي.
ودائماً ما أعربت أبوظبي عن غضبها من سلوك السعودية الذي يستثنيها من المشاركة في المشاورات مع الحوثيين تحت وساطة عُمانية.
قامت المملكة بنشر قوات من "درع الوطن" الموالية لها في وادي حضرموت ما "يعزل" تأثير المجلس الانتقالي إليها. قرابة 1500 مقاتل من درع الوطن انتشروا دعماً للمنطقة العسكرية الأولى في سيئون التابعة للجيش اليمني.
حسب مصادر محلية فإن القوات انتشرت في مناطق "المشهد والعبر وساه والردود".
يأتي ذلك فيما تزداد محاولة الإمارات استقطاب شيوخ قبائل في محافظة حضرموت ودفعهم للانتماء للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ويشير مصدر أمني في مركز المحافظة "المكلا" إنه جرى دفع قوات النخبة الحضرمية بعيداً عن حماية المنشآت الحكومية بما في ذلك القصر الجمهوري. وتحولت مهمتها للقيام بدوريات مع قوات أمن المحافظة.
قالت مصادر إن عدد من القادة العسكريين والسياسيين وشيوخ القبائل يجتمعون في الرياض بدعم سعودي للعودة إلى المحافظة وإعلان مجلس حكم مثل مجلس حضرموت الوطني، يكون مدعوماً بقوات درع الوطن، ويخرج المجلس الانتقالي خارج المحافظة.
وقال مسؤول سياسي في المحافظة لـ"اليمن نت" إن عدد من شيوخ القبائل والسياسيين والوجهات الاجتماعية أبدت استعداداها للتعاون وإخراج القوات التي ليست من محافظة أبين وإنهاء الانتشار الأمني للمجلس الانتقالي.
ولفت إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية استغل استهداف المجلس الانتقالي لرجال القبائل وشيوخها في الفترة الماضية لبناء وجود في المناطق القبلية.
وأشار إلى أن شيوخ القبائل أبدوا استعدادهم المساعدة في مواجهة تنظيم القاعدة وتجفيف وجوده من المحافظة بالكامل مع قوات الجيش والأمن اليمنيين وليس مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي ظل المخاوف من التحركات في الرياض، قالت مصادر إن المجلس الانتقالي الجنوبي دفع بتعزيزات عسكرية يومي السبت والأحد إلى "زنجبار" مركز محافظة أبين.
وقال مسؤول يمني في جهاز المخابرات إن الإمارات تستعد لدفع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إعلان ما أسماه "انفصال وطني" لكل المحافظات الجنوبية والشرقية.
ولفت المسؤول إلى أن المعلومات أُبلغت إلى الجانب السعودي إنها على إطلاع بتحركات من هذا النوع.
ويرى المسؤول إلى أن أبوظبي تسعى لحركة استباقية للتحركات السعودية في المحافظات الجنوبية مع استمرار الضغط على المجلس الانتقالي والقوات التابعة له.
وحسب المسؤول فإن الرياض تريد دفع المجلس الانتقالي الجنوبي للالتزام بأي توافقات داخل مجلس القيادة الرئاسي والانصياع لها تماماً ولا يظهر أن معسكر الحكومة اليمنية منقسم.
تتفق المصادر التي تحدثت لـ"اليمن نت" إن الإمارات تشعر بضغط من المملكة في اليمن، والذي قد يؤدي إلى القيام بخيارات ضيقة من بينها إعلان انفصال شعبي.
لكن يُعتقد على نطاق واسع في الخليج أن الإمارات تريد أن تحدث هدنة في اليمن بأي نوع خشية أن يقوم الحوثيون بقصفها بالصواريخ الباليستية مع تهديداتهم بشن هجمات ضد الولايات المتحدة في حال دخلت في الحرب ضد غزة دعماً للاحتلال الإسرائيلي.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين