اليمن نت- حصري

يبدو أن الملف اليمني أصبح أكبر كابوس يهدد علاقة الإمارات والسعودية. فشلت المخابرات الإماراتية مراراً منذ يونيو الماضي في دفع الرياض لفتح الملف؛ كان ذلك نتيجة جمود كامل في لجنة بين الدولتين تضم قادة عسكريين ومن المخابرات منذ قرابة عام-حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي خليجي مطلع على الخلافات.

وقال المصدر لـ"اليمن نت": في زيارة جيك سولفيان مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى الرياض، في يوليو الماضي، رفض الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي حتى قبول الحديث عن الوساطة الأمريكية لحل الخلافات بين الدولتين.

عندما فتح سولفيان الملف مع ابن سلمان والقول إن الخلافات تؤثر على جهود حل الصراع في اليمن -الذي توليه إدارة جو بايدن اهتماماً كبيراً ويثير قلق البيت الأبيض الذي يتضرر من خلافات حلفائه- رد ولي العهد السعودي أن "هذا ملف يخص دولتين دون تدخل طرف ثالث، وأن جهود إنهاء الحرب في اليمن تمضي في طريقها برعاية مبعوث الأمم المتحدة".

بعث "اليمن نت" برسالة إلى الخارجية الأمريكية للحصول على تعليق دون رد.

المزيد..   حصري- الإمارات تحضر لانقلاب ضد السعودية في حضرموت 

لقاء بارد في أبوظبي

وقال دبلوماسي غربي مطلع لـ"اليمن نت" إنه في الأيام الأخيرة "وضع السعوديون شروطاً للوساطة الأمريكية والتي يبدو من الصعب تحقيقها، لكن سولفيان سينقلها إلى الإماراتيين".

ولم يشر الدبلوماسي لمزيد من التفاصيل.

وفي 30 يوليو الماضي التقى الشيخ محمد بن زايد الرئيس الإماراتي بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في أبوظبي التي زارها بعد ثلاثة أيام من إعلان وفاة شقيق محمد بن زايد، لتقديم واجب العزاء.

وحسب مصدر سعودي مطلع على التفاصيل تحدث لـ"اليمن نت" فقد اقتصرت الزيارة على تقديم العزاء، ولم يتم التطرق إلى مواضيع أخرى.

يشير المصدر إلى أن الرئيس الإماراتي غاضب من سلوك صديقه السابق محمد بن سلمان. يعتقد محمد بن زايد أن الوضع بين الدولتين سينفجر في أي لحظة، خاصة مع تهديد ولي العهد السعودي لأبوظبي بفرض حصار قاس أقسى من الذي حدث على قطر 2017-2021م.

وقال المصدر: كانت التعليمات واضحة للأمير خالد ألا يتحدث عن الملف اليمني في زيارته لمحمد بن زايد، وأن تقتصر الزيارة على تقديم العزاء. مضيفاً: تتعلق الزيارة ببقاء وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، والطبيعة القبلية في تقديم العزاء حتى في وقت الخلافات.

وتحدثت المصادر لـ"اليمن نت" شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع.

المزيد.. (حصري) خطط أبوظبي للانفراد بتعز وليّ ذراع السعودية

تفاقم الخلافات

يوم الثلاثاء استقبل الرئيس الإماراتي مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حيث بحثا العلاقات الثنائية ومستجدات إقليمية ودولية-حسب ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية وام.

ولم تشر الوكالة إلى حديث حول الوساطة الأمريكية.

حسب محلل سياسي إماراتي قريب من وجهة النظر الرسمية، فإن هذا اللقاء سيركز بشكل خاص على التقارب الروسي مع أبوظبي إلى جانب القوة الأمريكية التي نُقلت إلى المنطقة، ثم العلاقات الإماراتية- السعودية باعتبارها حاجة ضرورية للمنطقة في الوقت الحالي.

وقلل المحلل السياسي من الخلافات. وهي عادة بين المسؤولين السعوديين والإماراتيين؛ إذ يسعون إلى التقليل من التفاصيل المثيرة في التقرير والإصرار على أن العلاقات بين البلدين قوية.

وعلى الرغم من أن السعودية والإمارات لا تزالان حليفتين بشكل رسمي، إلا أنهما تباعدتا على عدة جبهات، حيث تنافستا على الاستثمار الأجنبي والنفوذ في أسواق النفط العالمية واصطدمتا في تحديد اتجاهات حرب اليمن.

وكان "اليمن نت" أول وسائل الإعلام التي كشفت عن الخلافات بين الطرفين في ديسمبر الماضي حول توقيع اتفاقية أمنية واسعة الصلاحيات بين أبوظبي ومجلس القيادة الرئاسي اليمني، وهو ما أثار غضب الرياض التي علمت بالاتفاقية من وسائل الإعلام واعتبرته انقلاباً صريحاً عليها. كما كشف "اليمن نت" عن رفض ولي العهد السعودي أكثر من مرة خلال النصف الأول من العام الحالي لقاء الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي.

ولم يتحدث لي العهد السعودي والرئيس الإماراتي منذ سبعة أشهر، على الرغم من الصداقة القوية التي نشأت بينهما منذ سبع سنوات.

والشهر الماضي كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تفجر خلاف مرير بين قادة المملكة والإمارات، ما أثار مخاوف من أن يتحول التنافس بينهما إلى عداء معلن. التقرير يقول إن ولي العهد هدد بفرض حصار ، كالذي فرض على قطر، على الإمارات خلال إحاطة غير رسمية مع المراسلين السعوديين في ديسمبر، محذراً من أن الإماراتيين "سيرون ما يمكنني فعله".