شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
اليمن نت- خاص:
كشفت مصادر دبلوماسية ويمنية مطلعة عن فشل الوساطة الأمريكية في رأب الصدع بين السعودية والإمارات في اليمن، مع تصعيد كبير تقوده أبوظبي ضد محادثات الرياض مع الحوثيين.
وقالت المصادر لـ"اليمن نت" إن أبوظبي صعدت من ضغوطها على الرياض لتضمينها في محادثات الحوثيين التي تجري في الوقت الحالي بالعاصمة العُمانية "مسقط".
حسب دبلوماسي خليجي مطلع على المحادثات: فإن تقدم كبير في المحادثات قد يوصل لاتفاق قريب بين الحوثيين والسعوديين لكن الإماراتيين أبلغوا دبلوماسيين غربيين أنها لن تقبل باتفاق ليست شريكة في إنجازه.
وسبق أن انفرد اليمن نت بنشر تقرير سابق حول رفض السعودية طلباً من البيت الأبيض للتوسط مع أبوظبي.
وقال مصدر في جماعة الحوثي في صنعاء لـ"اليمن نت" إن "دبلوماسي لدولة في المنطقة أبلغهم رسالة من أبوظبي بشكل سري أن اتفاق ليس الإماراتيين فيه لا يعنيها وستحرك القوات الموالية لها لمواجهة الحوثيين بشكل منفرد".
يثير ذلك مستوى الخلافات بين السعودية والإمارات رغم الوساطة الأمريكية التي بدأت منذ عدة أشهر وفشلت في الوصول إلى اتفاق بين أبوظبي والرياض بشأن اليمن.
وفي 20 سبتمبر الجاري عقد أول اجتماع بين وزيري خارجية البلدين برعاية أمريكية لإنهاء الأزمة. حيث اجتمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع نظيريه الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والأمريكي أنتوني بلينكن، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورها الـ78.
وعلق الدبلوماسي الخليجي على اللقاء: كان اجتماع لإرضاء الأمريكيين لكن لم يكن ليحدث تقدم في ملف الخلافات بينهما رغم أن مبعوث البيت الأبيض إلى اليمن تيم ليندركينغ هو من سعى لعقد الاجتماع.
في اليوم التالي للقائه مع "ابن فرحان" التقى عبدالله بن زايد، برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي في نيويورك. وتدعم أبوظبي المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشيات أخرى مثل قوات العمالقة وقوات "طارق صالح" نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وحث ليندركينغ، في مقابلة مع بلومبرج نيوز الأسبوع الماضي، السعودية والإمارات على إنهاء خلافاتهما في اليمن. وقال: “نريد بالتأكيد أن نرى أن المنطقة تسير في نفس الاتجاه فيما يتعلق باليمن”.
وقال المسؤول في الحوثيين إن "الرسالة أبلغتهم بضرورة عقد مشاورات مع المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل منفرد للتوصل لصيغة اتفاق بينهما بعيداً عن اتفاق السعودية لأنها لا تعنيهم".
ويشير المسؤول إلى أن "من الصعب تحقيق تواصل معلن بيننا والمجلس الانتقالي في ظل استمرار المحادثات مع السعودية، لا نريد خسارة الثقة".
ولفت مسؤول في الحكومة اليمنية تعليقاً على احتمالية حدوث محادثات بين الحوثيين والمجلس الانتقالي خارج مجلس القيادة الرئاسي سيعني نهاية اتفاق نقل السلطة في ابريل 2022، وخروج كامل عن اتفاق الرياض لعام 2019 هو اتفاق رعته السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وكان الزُبيدي شكا تجاهله من قِبل السعوديين خلال زيارة إلى الرياض بين 14-19 سبتمبر، وتهميشه في المحادثات الحاسمة التي عُقدت مع الحوثيين. كما اشترط تضمين انفصال جنوب اليمن للقبول بنتائج المحادثات بين السعوديين والحوثيين.
وقال مصدران من الحوثيين ودبلوماسي خليجي مطلعين على المحادثات إن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر كُلف برئاسة وفد من المخابرات والخارجية السعودية لاستكمال المحادثات مع الحوثيين في العاصمة العُمانية مسقط.
وأضافت المصادر الثلاثة لـ"اليمن نت" أن "التقدم المحرز في المحادثات الحالية يمكن أن يؤدي إلى إعلان اتفاق رغم الصعوبات في شهر أكتوبر القادم".
وحسب المصادر فإن ملفات التفاوض تخص "تمديد الهدنة، وإدارة البنك المركزي اليمني وإعادة وحدته، تسليم مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، وتصدير النفط والغاز اليمني، وإخراج القوات الأجنبية من اليمن".
وتحدثت المصادر لـ"اليمن نت" في هذا التقرير شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام ولحساسية الوضع.
ولم يتسلم الموظفون الحكوميون في مناطق الحوثيين رواتبهم منذ سنوات. وتصاعد الغضب في مناطق الحوثيين مؤخراً لمطالبتهم بصرف الرواتب.
ولا يزال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أشهر والذي انتهى في أكتوبر الماضي ملتزما به في معظمه لكن التحركات نحو السلام كانت بطيئة منذ أن زار وفد سعودي بقيادة "آل جابر" صنعاء في أبريل.
شنت جماعة الحوثي هجمات على ثلاثة موانئ نفطية هي الضبة والنشيمة وقنا، في محافظتي حضرموت وشبوة بجنوب شرق البلاد، لمنع تصدير النفط مما أدى إلى وقف عوائد النفط الحكومية وتدفقات الوقود وتفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد.
وقالت الحكومة اليمنية إن الاقتصاد تكبد خسائر بنحو مليار دولار جراء استهداف جماعة الحوثي للموانئ النفطية وانكمش الاقتصاد الوطني إلى النصف.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين