اليمن نت- حصري:

كشفت مصادر مطلعة على التفاصيل، لـ"اليمن نت"، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت جهودها لقلب القبائل اليمنية في محافظة حضرموت ضد المملكة العربية السعودية بعد أسابيع من إعلان الرياض عن "مجلس حضرموت الوطني".

يأتي ذلك فيما يبدو أن علاقة الإمارات والسعودية وصلت إلى طريق مسدود بسبب الملف اليمني -حسب ما أفادت مصادر "اليمن نت".

الجنسية ورواتب شهرية

وقالت المصادر إن أبوظبي "عرضت جنسيتها ورواتب شهرية لشيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية موالين للسعودية مقابل الانضمام لرؤية المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات المطالبة بانفصال جنوب اليمن".

وقال شيخ قبلي مطلع على التفاصيل: إن أبوظبي اعتمدت على رجال أعمال مقيمين في الإمارات للتواصل مع شيوخ القبائل هؤلاء لإقناعهم إما بالخروج من مجلس حضرموت الوطني أو البقاء على الحياد!

ويشير مسؤول حكومي محلي إلى أن جهود محلية من أبوظبي تتم عبر قيادة عسكريين تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي، تعرض "مناصب وتمكين وتسهيلات تجارية ورواتب دائمة من الإمارات للتأثير على مجلس حضرموت الوطني".

وقال: هذا جانب فقط من الجهود وهو الترغيب أما الترهيب فيهدد التابعين لأبوظبي شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية بشن حرب ضدهم وفرض سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على كل المديريات بما فيها مناطق قبائلهم ولتجنيب حضرموت الحرب عليهم الانصياع لإرادة أبوظبي.

تحركات البحسني

يوم الأحد التقى فرج سالمين البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو مجلس القيادة الرئاسي، بشخصيات قبلية واجتماعية من المديريات شرق حضرموت.

وحسب مصدر حضر اللقاء قال لـ"اليمن نت" إن البحسني بدا غاضباً من مجلس حضرموت الوطني ودعا لإنهاء وجوده، كما طلب من الحاضرين دعم "قوات النخبة الحضرمية" التي أسستها وتمولها دولة الإمارات في أحداث سياسية وعسكرية قادمة في المحافظة.

كانت السعودية قد بدأت بالفعل تقليص حضور قوات النخبة الحضرمية في عاصمة المحافظة المكلا، فأخرجتهم من حراسة المؤسسات الحكومية بما في ذلك قصر الحكم في المكلا، واستبدلتهم بقوات "درع الوطن" التي تمولها وتدعمها.

قال البحسني في لقاءات جانبية -حسب المصدر-: إن السعودية تريد التخلص من النخبة الحضرمية، تريد أن تكون حضرموت تابعة وملكاً لها بما يشبه الاحتلال. مستدلاً بوجود قوات سعودية في المحافظة، مضيفاً: يريدون التخلص من النخبة الحضرمية لأنها الوحيدة القادرة على ردع تمددهم فهي قوات نظامية حضرمية.

لم يتمكن "اليمن نت" من الوصول إلى مكتب البحسني أو الخارجية الإماراتية للتعليق على المعلومات.

وتحدثت المصادر لـ"اليمن نت" شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع.

أبوظبي تواجه صعوبات

ولا يعرف نتائج هذه التحركات الإماراتية بَعد. لكن تملك الرياض نفوذاً كبيراً بين القبائل اليمنية في حضرموت والمهرة، ومعظم هؤلاء يملكون إما الجنسية السعودية أو امتيازات خاصة لدخول المملكة والحصول على مساعداتها.

وقال الشيخ القبلي الذي تحدث لـ"اليمن نت" إن "رجال الأعمال الحضارم الذي تستخدمهم أبوظبي للتوسط في المحافظة وعدوا بامتيازات في تجارتهم، حيث سبق أن تم تجنيسهم في العامين الماضيين". لافتاً إلى أن الأمر بالنسبة لأبوظبي لن يخلوا من التهديد الموجه لهؤلاء التجار بالإضرار بتجارتهم في حال لم يقوموا بالمهام الموكلة إليهم.

وفي مطلع يوليو الماضي فشلت الإمارات في حشد مؤيدين لمشروع الانفصال في محافظة حضرموت، رغم أهمية التحشيد الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي في ذكرى حرب صيف 1994م.

وكانت معظم الكيانات والأطراف السياسية والاجتماعية في حضرموت قد أعلنت في يونيو الماضي برعاية من أبوظبي "مجلس حضرموت الوطني" وهو ما يعني مجلس مكافئ للمجلس الانتقالي الجنوبي. وفي نهاية الشهر ذاته وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي المكلا وأعلن عن قيام "الحكم الذاتي" لحضرموت وهو مطلب دائماً ما طالب به النخبة السياسية والاجتماعية في حضرموت.

ويرفض معظم الحضارم العودة إلى دولة الجنوب قبل 1990 حيث عانت المحافظة من تهميش واستهداف وإنهاء لدورها وحضورها الثقافي والسياسي التاريخي.

وتحدثت المصادر لـ"اليمن نت" شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع.

المزيد..

مجلس حضرموت الوطني.. استعداد سعودي لإعلان "دولة حضرموت" أم خطوة لمواجهة حلفاء الإمارات (تحليل خاص)

 زيارة العليمي لحضرموت.. حضور للدولة أم مخطط سعودي لوأد أحلام أدوات الإمارات؟

 هل فشلت الإمارات في إلحاق حضرموت بمشروع الانفصال؟ (تقرير خاص)

 ربيع حضرموت.. كيف تمكن دهاء الحضارم من استعادة دور المحافظة الحيوي؟- دراسة في كتاب