شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
لأول مرة منذ وصوله نهم؛ بدأ الجيش الوطني معركته بشكل متسارع نحو العاصمة صنعاء، يسقط القرى، ويستولي على المرتفعات، ويتعامل مع مخلفات المليشيات من الألغام، كل ذلك ونظره صوب صنعاء، يتوثب عزيمة لتحقيق هدفه المنشود بالقضاء على الانقلابيين، واستعادة الشرعية، وتخليص البلاد كلها من فكر ضال، وعقيدة مزيفة.
لأول مرة؛ ربما؛ تحرر الجيش الوطني من قبضة القيادات الميدانية السعودية والإماراتية، التي كانت تتحكم في سير المعارك، وتكبل القادة العسكريين في الجيش اليمني، فقد جعلوا منهم بلدانهم أدوات لإذلال الجيش، وتحبيط عزائمهم.
وليست القيادات الميدانية وحدها من كبل الجيش الوطني، فالقرار السياسي السعودي الإماراتي لم يكن يرغب في الحسم، ولايؤمن بحق اليمنيين في تحرير وحماية أراضيهم، فكل مايريدونه تحقيق مصالحهم دون الالتفات لمصالح اليمنيين، وهو ماجعل الجيش الوطني يربض لفترة طويلة على مساحة بسيطة في نهم على بعد كيلوهات قليلة من عاصمته التي يتوق لتحريرها، والعودة إليها بسلام.
غير أن التطورات التي شهدتها المنطقة، والاكتشاف السعودي؛ الذي كان معلوما للجميع؛ بأن إيران وراء الحوثيين وصواريخهم التي يدكون بها المدن السعودية، أجبر السعوديين على منح الجيش اليمني حق حسم معركته بنفسه، ورفع وصاية القيادات الميدانية عنه.
وهو ما أكدته تلك التحركات للقيادات العليا للجيش الوطني في جبهة نهم، فنائب الرئيس، ورئيس هيئة الأركان، كلاهما يرابطان في الخطوط الأمامية للجبهة، ويشرفان بنفسيهما على سير المعارك، ومواصلة الزحف نحو العاصمة.
كما أن تحركات الرئيس هادي الأخيرة؛ سواء تلك التي التقى فيها بولي العهد السعودي في الرياض، أو رحلته إلى المانيا، وسفره المفاجئ إلى أمريكا، كلها تحمل تأكيدات بانفراج الغمة، والتوجه الجاد لحسم المعركة، واستئصال شأفة الانقلابيين.
ولكن، هل نسقت الشرعية والسعودية مع الإماراتيين في منح الجيش الوطني حق حسم المعركة؟ وهل سيقف التحالف حقيقة بكل إمكاناته المادية والعسكرية إلى جانب الجيش في معركته النهائية؟
مجريات المعارك تؤكد أن الإماراتيين؛ على الرغم من تباكيهم على الضرر الذي سيلحق بالسعودية من الإيرانيين وذراعهم الحوثي، وعلى الرغم كذلك من تصريحاتهم بضرورة حسم المعركة؛ إلا أنهم كما يبدو ضد الحسم، ويسيرون في اتجاه مغاير تماما لتوجه السعودية، ويعملون بشكل واضح؛ عسكريا وسياسيا؛ على إفشال الجيش الوطني، والحد من تقدمه.
فعلى المستوى العسكري لازالت طائرات التحالف التي تكاد تنحصر على الإماراتيين تستهدف مواقع الجيش الوطني، كما فعلت مؤخرا في معسكر جبل العروس في تعز، والذي كان استهدافا متعمدا للجيش الوطني وبثلاثة صواريخ متتالية، إذ لم يكن بالقرب من ذلك المعسكر أية ثكنات عسكرية للانقلابيين، وليس بالمنطقة كلها مواقع للحوثيين، ولكنها كانت رسالة؛ باعتقادي؛ من الإمارات بضرب الجيش الوطني في حال تقدمه صوب صنعاء، أو اقترافه جرما بحلفائها الانقلابيين!
وليس ذلك وحسب، فمعركة الحسم لاتقتصر بالمطلق على جبهة نهم بقلبها وميمنتها وميسرتها، ولكن ينبغي أن تشتعل كل الجبهات في ميدي والساحل الغربي وصعدة والجوف، بما فيها جبهات المحافظات الجنوبية في لحج وشبوة وغيرها، بهدف تشتيت قوة وقدرات المليشيات الانقلابية، وتسهيل الانقضاض على صنعاء، وهو ما أصدرته قيادة الجيش الوطني بهذا الخصوص، غير أن القوات الإماراتية المرابطة في الساحل الغربي ولحج وشبوة لم تتناغم بعد مع بقية الجبهات، بل إن الانقلابيين يحرزون تقدما ملحوظا في جبهة لحج ويستولون على مواقع جديدة في المقاطرة حتى باتوا على مقربة من مركز مديرية طور الباحة تمهيدا للسيطرة على قاعدة العند، مايشي بتوجه إماراتي لإحداث خلل في سير المعارك، وتشتيت جهود الجيش الوطني بدلا من تشتيت جهود مليشيات التحالف.
أما على المستوى السياسي فلازالت الإمارات تعمل على خلخلة الجبهة الداخلية في المحافظات الجنوبية وتصديعها، وتحويلها إلى معاول لهدم الدولة والسلطة والشرعية، خدمة للانقلابيين، فهي تدفع بمجلسها الانفصالي للتمرد على هادي وحكومته، وتطلق لتصريحاتهم العنان لمهاجمة الشرعية، وتحدي السعودية، ولعل التهديد الذي أطلقه عيدروس الزبيدي من أبين بتحرير وادي حضرموت من القوات الحكومية، وفرض مليشيات النخبة الحضرمية، بعد تصريحات القيادة السعودية بعدم احتياج المحافظة لها، يعتبر تحديا للسعودية، وتمردا على توجهاتها، وما كان له أن يطلق هكذا تهديد مالم يكن مدفوعا من الإماراتيين.
وهنا يتطلب الأمر لجلسة مصارحة بين السعودية والإمارات، هل هي حرب حقيقية ضد إيران وأذرعها، أم هي مؤامرة لتمكين إيران من المنطقة؟ وهل يريدون حسما لمعركة صنعاء أم هي مؤامرة للقضاء على الجيش الوطني؟
هذه الأسئلة يجب أن ترد عليها الإمارات والسعودية بشفافية مطلقة، أما أنهم يحاربون إيران في اليمن ويستخدمون مع اليمنيين التقية الإيرانية فهو ما سينقلب عليهم ويلا وثبورا، ففارس لاتريد من اليمن إلا بالقدر الذي تريده من السعودية والخليج.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين