The Yemen Logo

حرب اليمن في الذكرى التاسعة.. ما بين الحرب والسلام

حرب اليمن في الذكرى التاسعة.. ما بين الحرب والسلام

وحدة التقارير - 22:00 24/03/2023

مختار شداد

في السادس والعشرين من مارس 2015م أعلن عن تشكيل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحت ما يسمى "عاصفة الحزم" وذلك عقب دعوة عبد ربه منصور هادي رئيس اليمن آنذاك، وذلك من أجل القضاء على مليشيات الحوثي التي سيطرت على العاصمة صنعاء، ونصبت نفسها حاكمة لليمن.

بدأ التحالف العربي بشن العشرات من الغارات الجوية، استهدفت المطارات والقواعد العسكرية التي سيطرت عليها الجماعة، وبعد مرور نصف ساعة من بداية العمليات أعلنت قيادة التحالف عن سيطرتها بشكل كامل على المجال الجوي لليمن، وأنه سيتم تحرير اليمن بشكل كامل خلال الأيام المقبلة.

اليوم وبعد مرور ثمانية أعوام من الحرب المستمرة منذ ذلك الإعلان؛ مازالت جماعة الحوثي باسطة نفوذها على العديد من المحافظات اليمنية، بما فيها العاصمة صنعاء، ومازال التحالف العربي قائماً، وإن كان ما تبقى منه سوى الاسم الذي تغير لاحقاً إلى "عاصفة الأمل". وهذه الأخير أيضاً لم تستطع إعادة الأمل إلى قلوب أبناء اليمن الذين تجرعوا ويلات الحرب وتبعاتها لثمان سنوات متتالية.

وبحسب تقرير لمنظمة "أوكسفام" نشر العام المنصرم فإنه منذ بداية الحرب نفذت مقاتلات التحالف العربي أكثر من 24 ألف غارة جوية تسببت في أضرار بلغت حوالي 40% وذلك في المساكن داخل مختلف المدن اليمنية.

وبحسب منظمات الأمم المتحدة فإن الحرب في اليمن قد أدت إلى مقتل أكثر من 377 ألف شخص، 70% منهم أطفال، عدا عن آلاف الأسر التي نزحت إلى مخيمات داخلية هرباً من الحرب. إلى ذلك فإن خسائر اليمن الاقتصادية قدرت حتى العام 2021م بحوالي 126 مليار دولار، بحسب الإحصائيات الرسمية.

مشاورات فاشلة

خلال سنوات الحرب في البلاد بين جماعة الحوثي من جهة والحكومة الشرعية مدعومة بالتحالف من جهة أخرى، بادرت الأمم المتحدة إلى إيجاد حل عادل بين الطرفين للخروج بسلام ينهي الحرب، ولكن تلك المفاوضات التي أجريت وصلت إلى طريق مسدود لتفشل في نهاية الأمر.

يرى المحلل السياسي "عبدالواسع الفاتكي" بأن أفق الحسم العسكري مع المليشيات الحوثية انسد وفُتح الباب لماراثون من المفاوضات وجولات الحوار وذلك ابتداء من مفاوضات الكويت وجنيف ثم استكهولم وصولًا إلى الهدنة المعلنة في إبريل من العام الماضي، والتي تم تجديدها مرتين، وفترة اللا حرب واللا سلم التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي.

يقول"الفاتكي" في تصريحه لـ"اليمن نت" بأن اليمن دخلت في دهاليز أوهام التسوية السياسية التي يروج لها المجتمع الدولي، الأمر الذي جعل مليشيات الحوثي تحقق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية.

ويشير إلى أن المواطن القاطن تحت سيطرة مليشيات الحوثي لم يكسب شيئا ولم تنعكس الهدنة والاتفاقيات عليه بشكل إيجابي، لاسيما على المستوى الاقتصادي، ناهيك عن استمرار هجوم المليشيات الحوثية على مواقع الجيش الوطني في مأرب وتعز بالإضافة إلى استمرار قنصها للمدنيين في تعز وقصف الموانئ الواقعة تحت سيطرة الشرعية مجبرة الحكومة على وقف تصدير النفط إلى الخارج.

العدالة الانتقالية

كخطوة أولى نحو المصالحة لا بد من تطبيق ما يسمى بالعدالة الانتقالية وفق القوانين، و ذلك من أجل ضمان المساءلة وعدم الإفلات من العقاب. تضمن العدالة الانتقالية اعتراف أطراف النزاع بالضحايا، وتعمل على تعزيز سيادة القانون.

يقول الفاتكي: "عندما تنتهي الحرب وفق تسوية سياسية برعاية إقليمية ودولية لابد أن تتضمن التسوية خارطة واضحة لتعويض الضحايا، إضافة لاتفاقيات الأطراف المعنية على أسس العدالة الانتقالية والتي تعد مهمة جدا كمرحلة فاصلة بين الحرب والسلم، وتؤهل للانتقال نحو طي صفحة النزاع".

أما الصحفي "محمد المياحي" فيقول بأن الأسباب الجذرية للحرب ليس تعويض الضحايا والعدالة الانتقالية وإعادة الاعمار، إنما هي ركائز أساسية لتسوية بعض آثار الحرب.

وأشار "المياحي" في حديثه لـ"اليمن نت" إلى أنه "حتى لو تم تعويض الضحايا وتحقيق العدالة الانتقالية وتم إعادة الإعمار فإن هذه الأمور لا تؤسس لعميلة سلام حقيقي، عميلة السلام الحقيقي لا تكون إلا بانتزاع الأسباب الجذرية لهذه الحرب المدمرة ويمنع قيامها مستقبلا".

وأضاف: "أعتقد أن أطراف الحرب توصلت إلى قناعة بأنه لا يمكن لأي طرف أن يسيطر على البلاد، ويجب أن يكون هناك شروط مركزية للسلام كي يخففوا شيئاً من المستوى الكارثي لسحق الحياة. الحرب وصلت لنهايتها، هاتان السنتان سنعيش أجواء وضع الحرب أوزارها".

ينوه "المياحي" بأنه "يجب أن يكون هناك صيغة يتم فيها توزيع السلطة والثروة وتأسيس المبادئ التي تحكم حياة اليمنيين، وتأسيس أرضية للصراع والتنافس بأداة غير السلاح هذه الأسس والمبادئ التي ستوضع يجب أن يأخذ كل طرف فيها حجمه ووزنه داخل اطار يضمن سلامة مستقبلية ويأسس لحالة من الاستقرار المستدام".

يعيش اليمن ذكرى مريرة للحرب للعام التاسع على التوالي، على الرغم من كل المفاوضات التي تدور في أروقة السياسة، لكن المواطن البسيط لا يريد سوى أن تنتهي هذه الحرب التي أرهقت شعبا بأكمله، تأتي هذه الذكرى ويأمل اليمنيون أن تكون الذكرى الأخيرة، ولكن المشهد السياسي مازال معقداً للغاية، ولا ينذر بتحقيق سلام شامل في ظل تعنت مليشيات الحوثي ورفضها المستمر للسلام.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

حصل الرئيس رجب طيب أردوغان على 52.7% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، بينما حصل منافسه كمال. . .

حصل الرئيس رجب طيب أردوغان على 54% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، بينما حصل منافسه كمال. . .

وصلت إلى مطار عدن الدولي، اليوم الأحد، الدفعة الرابعة من اليمنيين العالقين في السودان، والتي تضم ١٩٢ راكباً. . .

بدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية التركية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.  

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram