The Yemen Logo

حراس الجمهورية أم حراس المصالح الإماراتية؟

حراس الجمهورية أم حراس المصالح الإماراتية؟

اليمن نت - 19:08 16/03/2021

زيد اللحجي

"مأرب لن تنكسر" هكذا قال مخلصو الجيش الوطني وأبطال المقاومة الشعبية في مأرب وكل المدن والقرى اليمنية، ولذلك تداعى الجميع للدفاع عن مأرب آخر معاقل الجمهورية، لأن سقوطها يعني سقوط الجمهورية، وعودة الإمامة والحكم السلالي الكهنوتي.

ومع اشتداد وطأة الحوثيين على مأرب، لم يكن أمام مخلصي الجيش وأبطال المقاومة إلا تخفيف تلك الوطأة الحوثية على إخوانهم في جبهة مأرب، فكانت جبهة تعز هي الأولى من بين الجبهات التي انطلقت  لتحرير ما تبقى من القرى والمدن المحتلة من قبل الحوثيين، على الرغم من شحة التسليح العسكري الممنهج في هذه الجبهة على مدى السنوات الست الماضية، فقد كان التحالف العربي بتوجيهات إماراتية يعمل على إضعاف جبهة تعز، ليسهل على الحوثيين ابتلاع المدينة كأخواتها من المدن اليمنية التي كان للإمارات يد طولى في سقوطها بيد الحوثيين.

أخذت جبهة تعز على عاتقها مهمة التخفيف عن جبهة مأرب، فكتب الله لها النصر في كثير من المواقع التي ما كان لها أن تتحقق بهكذا إمكانيات عسكرية لولا إنشغال الحوثيين بمأرب.

ومع زخم الانتصارات في تعز تجسدت الوحدة اليمنية في أسمى معانيها، حيث تفاعل اليمنيون؛ سياسيون ومواطنون عاديون، شماليون وجنوبيون؛ مع  هذه الانتصارات، مطالبين الحكومة بدعم هذه الجبهة، وتحريك بقية الجبهات في مواجهة الحوثيين والقضاء عليهم، وتحركت المبادرات الشعبية من كثير من المناطق اليمنية لدعم هذ الجبهة، متخذة من دعوة السلطة المحلية بتعز للنفير العام في مواجهة الحوثي أساسا للبناء عليه لرفد الجبهة بالمال والرجال والغذاء، وهو ما حفز الأبطال في جبهة تعز لتحقيق انتصارات كبيرة، والسيطرة على مواقع مهمة، حتى تم الإعلان بالالتحام مع قوات العمالقة المرابطة في الساحل الغربي، وعلى طول الخط الإسفلتي الرابط بين البرح والمخا.

كان لذلك الإعلان من الجيش وقع كبير لدى كل اليمنيين في الداخل والخارج، بل وحتى على المستوى الرسمي، فقد تغنى الجميع بذلك الالتحام، وأخذوا يباركونه، ويكتبون عنه القصائد الشعرية، والمقالات التحليلية الإيجابية، فالتحام الجيش الوطني بقوات العمالقة الجنوبية وحراس الجمهورية في جبهة الساحل الغربي بما تمتلكه تلك القوات من إمكانيات عسكرية ضخمة يعني تحرير محافظة تعز بكاملها، والانطلاق منها لتحرير كل المناطق بما فيها العاصمة صنعاء.

وفي خضم هذه الفرحة؛ ومع انطلاق جبهة حجة وتحقيقها انتصارات كبيرة، اتجه البعض بأنظارهم صوب الحديدة، على أمل أن تتحرك جبهة الساحل الغربي للسيطرة على مدينة الحديدة، الشريان البحري الوحيد الذي تتدفق من خلاله احتياجات المليشيات الاقتصادية وقوتها العسكرية، لكن ذلك ما لم يتم.

كان اليمنيون وهم يتفاءلون  بتحريك جبهة الساحل الغربي وتحرير الحديدة قد بنوا تفاؤلهم على موقفين: الأول تفاعل قائد قوات حراس الجمهورية (طارق صالح) مع الجيش الوطني في جبهة مأرب، ودعمه بقوافل غذائية، وتصريحاته المتكررة بدعمه وإسناده للجيش للقضاء على الحوثيين. والثاني على التحام الجيش الوطني بقوات العمالقة في جبهة تعز الغربية، واللذين كان لهما وقع إيجابي عند كل اليمنيين. ولكن سرعان ما تلاشت الآمال.

فقوات حراس الجمهورية لم تتحرك باتجاه الحديدة، وقوات العمالقة التي قيل أنها التحمت مع الجيش واستبشر اليمنيون فيهم خيرا للتحرك صوب تعز لم تتحرك أيضا، وبدأ الجيش الوطني بمواصلة تحركاته في جبهة مقبنة والكدحة منفردا لمواصلة السيطرة على التباب لتأمين المناطق التي حررها.

تحجج (طارق) بعدم تحريك قواته بالتزامه باتفاق استوكهولم الذي قضى بإيقاف المواجهات في مدينة الحديدة بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية عبر الميناء، لكنه وهو يتحجج بهذا الاتفاق نسي أن هذا الاتفاق حتى وإن كان ملزما إلا أنه يتعلق بمدينة الحديدة فقط ولا ينص في بنوده على بقية المدن والمناطق في محافظة الحديدة، التي يعاني فيها المواطنون من استهدافات الحوثيين العشوائية كل يوم.

ثم؛ لماذا يلتزم (طارق) بهذا الاتفاق بينما الحوثيون بين فترة وأخرى ينفذون هجمات عسكرية على قواته في الدريهمي، والتي كان آخرها يوم السبت الماضي، وفقا لما صرح به المركز الإعلامي للقوات المشتركة، حيث أكد "أن القوات المشتركة اشتبكت مع مجاميع مسلحة من مليشيات الحوثي حاولت التقدم باستماتة نحو مواقها في الدريهمي"!

والأبعد من ذلك، فإذا كان (طارق) قد عمم اتفاق استوكهولم على كل مناطق وقرى الساحل الغربي، فما بال قواته لا تتحرك جنبا إلى جنب مع الجيش الوطني لتحرير منطقة البرح وصولا إلى تعز، أم أن البرح وتعز أيضا يدخلان ضمن اتفاق استوكهولم؟

 

لقد بات اتفاق استوكهولم الشماعة التي يعلق عليها (طارق) فشله ومؤامراته على الجمهورية والدولة، فبينما يتغنى بأنه وقواته وجدوا من أجل مواجهة الحوثي والقضاء عليه، يعمل جاهدا من أجل تحاشي المواجهة مع الحوثيين، فمهمته الحقيقية من ولاة نعمته ليست مواجهة الحوثي بل حماية المصالح الإماراتية في المخا وباب المندب وميناء ميون، وليس غير ذلك.

لقد باع الجمهورية مرتين: مرة حينما باع عمه (صالح) للحوثيين في صنعاء، مقابل أن يرضى عنه (أبو علي الحاكم)، والمرة الثانية حينما رضي أن يبقى حارسا أمينا للمحتل الإماراتي، ومدافعا مستميتا عن مصالح الإمارات التي نهبتها وبنتها على أرض الجمهورية اليمنية. فهل ينتظر من هكذا شخص أن يحمي الجمهورية أو يدافع عنها؟!

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram