شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
تواصلت الإدانات الحقوقية، اليوم الأحد، لأعمال الاختطافات والاخفاء القسري التي تمارسها جماعة الحوثي المسلحة بحق أهالي مديرية العبدية جنوب غربي مأرب.
وعبرت منظمة رايتس رادار عن إدانتها الكبير لحملات المداهمة والتدمير التي تطال منازل المواطنين في المديرية بحق المعارضين لها في المديرية.
ودعت المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرغ إلى تدخل العاجل لضمان فتح ممرات آمنة لأهالي المديرية المهددة حياتهم من مسلحي الجماعة.
من جانبها قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها "تلقّت معلومات تُفيد ببدء جماعة الحوثي بممارسات انتقامية ضد المدنيين في قرية الهجة - الحرق التابعة لمدرية العبدية، حيث داهم أفراد الجماعة المسلحة المنازل وقاموا بتفجير بعضها".
وأضافت أن مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا قرية " الغول " وقاموا بنهب معظم المنازل في القرية بحجة البحث عن سلاح، وأجبروا النساء والأطفال على ترك منازلهم، كما شنوا حملة مداهمات عنيفة في مديرية قرية الشريحية ضد منازل المواطنين، وقاموا باعتقال كل مَنْ وجدوه في المنزل.
وأشارت إلى أن الجماعة اعتقلت عشرات الأشخاص من بينهم أطفال للتحقيق معهم بحجة الحصول على معلومات، في حين قتلت الطفل "محمد ناصر" 12 عامًا أمام أهله.
وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي بأنه "يتعين على جماعة الحوثي اتخاذ خطوات عاجلة لوقف ممارساتها الانتقامية في مركز مديرية العبدية وتحمل مسؤوليتهم لضمان سلامة السكان والممتلكات وفقاً لما نصّت عليه اتفاقيات جنيف وقواعد لاهاي".
وأكد الحميدي أنه "على المجتمع الدولي أن يمارس دوراً فعالاً وأكبر من دوره الحالي والعمل على وقف انتهاكات جماعة الحوثي ضد السكان في مديرية العبدية وضمان فتح ممرات آمنة وإنسانية من أجل إيصال المساعدات الغذائية والطبية حيث تعاني المدينة من شح مقلق من معظم السلع والأصناف الرئيسية بسبب حصار جماعة الحوثي واقتحامها للمدينة وقطع الطرق".
ودعت "سام" جماعة الحوثي لوقف ممارساتها وأعمالها الانتقامية بشكل فوري، والعمل على توفير الحماية للمدنيين، وإطلاق سراح كافة المعتقلين بشكل عاجل دون اشتراطات، وتقديم المساعدات العينية والطبية لمستشفيات المدينة التي تأثرت بفعل الحصار المفروض على مديرية العبدية.
وسيطر الحوثيون على مركز مديرية العبدية وقرى مجاورة، يوم الجمعة، وانتقل القِتال إلى قرى أخرى.
وقال موقع "صوت أمريكا" الناطق بالانجليزية أمس السبت: يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن حدة القتال تسببت في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
ونقل عن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ينس ليركه، إن حوالي 35000 شخص محاصرون بشكل أساسي في منطقة المعركة.
وأضاف أن تحركاتهم داخل وخارج المنطقة مقيدة بشدة.
وتابع: "أدى عدم القدرة على الدخول والخروج إلى الحد من إيصال المساعدات المنقذة للحياة ومنع المرضى والجرحى من تلقي الرعاية الطبية".
وقال لاركيه إن توفير السلع الأساسية أصبح صعبًا وخطيرًا للغاية. مضيفاً: لا تزال الأمم المتحدة وشركاؤها ملتزمين بالعمل مع جميع السلطات المعنية لضمان استمرار وصول المساعدة إلى المحتاجين على الرغم من الاشتباكات.
وقال لاركه إن منسق الأمم المتحدة في اليمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في مديرية العبدية في مأرب للسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة. وقال إنه من الضروري إجلاء جرحى القتال حتى يتمكنوا من تلقي الرعاية الطبية.
وقال لاركيه: لذلك، هذا طلب محدد للغاية لوقف إطلاق النار في هذه المنطقة "العبدية" في مأرب لأن الوضع حرج للغاية، وحياة الناس في خطر داهم. أولئك الذين أصيبوا في القتال المستمر منذ بعض الوقت، لا يحصلون على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. ولا يمكنهم الخروج والمساعدات التي نحتاج إلى إدخالها لهم لايمكننا إيصالها.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين