لم يتحدث بصفة رئيس وزراء للجمهورية اليمنية استمد شرعيته من مجلس النواب، بل بلسان الحاكم العسكري الإماراتي مسندًا ظهره للمليشيات المسلحة التابعة لها.

هكذا رد اليمنيون على المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء معين عبد الملك أمسِ الإثنين، للدفاع عن بيع 70% من “عدن نت” لشركة إماراتية.

وقال إنه يستغرب “إخراج مناقشة موضوع اتفاقية إنشاء شركة اتصالات يمنية إماراتية من اطارها القانوني والاقتصادي الى الاستقطاب السياسي، وإغفال المصلحة الحقيقية للوطن والمواطنين من هذه الاستثمارات وفي قطاع الاتصالات الذي كان أكثر الملفات الذي تلام عليه الحكومة طوال السنوات السابقة”.

وسبق أن قالت مذكرة للبرلمان اليمني إن الحكومة رفضت اطلاعه على اتفاقية امتلاك شركة XN الإماراتية معظم حصة عدن نت.

وأكد رئيس الوزراء امتلاك الشركة الإماراتية 70%، وقال إن نسبة الحكومة 30% “ولم يكن التفاوض والاتفاقية شيئا سريا، ونوقشت بنداً بنداً في كل أعمال مجلس الوزراء، ورفعت بكل وثائقها لمجلس القيادة الرئاسي، أعلى سلطة سياسية في البلاد، وإذا كان هناك شيء خاطئ سيقول للحكومة هذا خطأ، ومجلس النواب أيضا يتخاطب معنا ويقول لنا أين المشاكل؟ لا نحتاج لإخراج الموضوع إلى استقطاب سياسي سلبي”.

وقال رئيس الوزراء إن الحكومة سترد على مجلس النواب اليمني “وعليه انتظار الرد”!

أدوات الإمارات في المجلس الرئاسي

يقول عبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب، إنَّ عُضوَيْ مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي وطارق صالح وَقَفا إلى جانب صفقة الاتصالات ورَفَضا توصيات البرلمان بهذا الشأن.

وأوضح في تدوينة عبر فيسبوك: "لم يكن من المفاجئ وقوف طارق صالح وعبد الرحمن المحرمي إلى جانب معين عبد الملك في صفقة الاتصالات ورفضهما الصريح توصيات مجلس النواب الرافضة بيع شركة الاتصالات لدولة الإمارات، فهما لم يقوما بأكثر من دورهما المرسوم بكل صدق ووفاء لمن فرضهما خلافًا لإرادة الشعب اليمني".

وأضاف: "ما دام الشَّعب اليمني ليس له عَلاقة بوصولهما إلى هذا المكان لا من قريب أو بعيد، فتوقعوا منهما كل شيء ما عدا مصلحة اليمن".

وأردف جباري" أجزم بأن رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي سيوافق على استكمال البيع خلال الأيام القريبة القادمة وسيخرج الرجل مبتسمًا كعادته ويُصرِّح بأنَّه لا داعي لهذه الضجة، وأنَّ الأمر لا يستحق كل هذا وأنَّ المصلحة الوطنية تقتضي ذلك".

وتساءل "ماذا سيعمل مجلس النواب بعد أن تضرب توصياته في عرض الحائط؟

 تحدث بلسان الحاكم الإماراتي

من جانبه علق الصحفي سيف الحاضري قائلًا: استمعتُ لخطاب معين عبد الملك، الذي لم يتكلم فيه بلسانه كرئيس وزراء استمد شرعيته من مجلس النواب، بل تحدث لسان الحاكم العسكري الإماراتي مسندًا ظهره للمليشيات المسلحة التابعة للإمارات.

وأضاف: كان لساناً إماراتيًا حين شكك بقانونية لجنة مجلس النواب.. بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حين ألمح إلى استحالة انعقاد مجلس النواب.

وتابع: نعم قالها بنبرة التحدي.. من أنتم حتى تعترضوا.. هكذا وجه كلامه لمجلس النواب.. نعم قالها ويقول في المجالس المغلقة ما هو أكثر من ذلك، لأنه يعلم أن قرار إقالته لا يمتلكه مجلس النواب ولا أعضاء مجلس القيادة.

وأكد أن معين تحدث كرئيس حكومة تتبع الحاكم العسكري، ليس لها عِلاقة بالشرعية اليمنية ومؤسساتها، صدق في ذلك، فالشرعية تقبع في غياهب الجب الفندقية في الرياض تحت الإقامة الجبرية.

وأوضح أن كل الاتفاقيات ستمرر وفي مقدمتها الاتصالات، لا أحد يمتلك حق الرفض، لافتا إلى أن لغة معين في المؤتمر الصحفي خطاب بقر تشابه لونه مع خطاب البقر داخل جماعة الحوثي، حين تفرض بقوة السلاح الإيراني إرادتها.

وتابع: لا فرق بين السلاح الإماراتي والإيراني في تدمير مؤسسات هذا الوطن في العبث والقتل والسرقة والإقصاء والتوجه نحو تقسيم اليمن.

وقال: اليوم معين يتحدث في غرفة مغلقة أن مجلس النواب انتهى، ولن يكون له أي دور في الحاضر أو المستقبل.

وقال: هكذا قال هكذا يقول عيدروس الزبيدي وهكذا يقول وزراء كيوتين، ليبقى بعد كل هذا السؤال الذي تركه معين في وجه الجميع مجلس نواب وقوى سياسية وطنية بلا استثناء: أروني ماذا أنتم فاعلين؟

لا شرعية للحكومة دون البرلمان

وعلق الشيخ القبلي الحسن بن علي أبكر على خطاب معين الأخير قائلًا: الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء وحكومته، الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي استمدوا شرعيتهم من البرلمان ولا شرعية لكم بغير منح الثقة من البرلمان، وليته ما منح.

وأضاف: إذا كانت اللجنة البرلمانية كما يقول معين عبد الملك غير شرعية فلا شرعية لرئيس الحكومة وحكومته ولا لمجلس القيادة ونطالب بعودة عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي للبلاد.

وخاطب معين عبد الملك قائلا: أنت غير شرعي ورشاد غير شرعي، أنتم مستوردون ومفروضون على الشعب، فضحتنا أمام العالم بقلة الحياء والجرأة على الشعب والوطن.

رفض إدانة الإمارات عندما كان وزيرا

وزير النقل السابق صالح الجبواني هو الآخر تحدث على معين عبد الملك وحكومته ومؤتمره الصحفي الأخير قائلا: بعد معركة يناير 2018 وفي حمّى الصراع مع مليشيا الإمارات في عدن كان الأخ معين عبد الملك وزيرا للأشغال حينها قد زارني إلى حيث أسكن في الفلا رقم (5) في المعاشيق وكان هو يسكن في شُقَّة بالمعلا، وحينها قال لي: لازم نحافظ على مؤسسات الدولة اليمنية ووجودها في عدن لكن ليس على طريقتكم فالصدام العسكري مع هؤلاء ستكون نتائجه لمصلحتهم لأن لديهم قوة عسكرية كبيره مدعومة من التحالف.

وأفاد: رديت عليه قائلا: نحن لدينا قوة عسكرية ولا خير فيها إذا لم تدافع عن الدولة ومؤسساتها فرد عليّ (جماعتكم لن تصمد وما في أمكانيات والقادة يشلون المصروف) أخذت عليه حيادتيه في كلمة (جماعتكم) فرد علي بالحرف (لن نهزم هؤلاء إلا من داخلهم)، قلت له السُّعُودية ليس معهم فقال (لا تصدق)، وختم كلامه: أخ صالح أنا أعزك وأحترمك ركز على النقل فقط وناولني رزمه أوراق للبنك الدُّوَليّ ومؤسسات أخرى فيها دراسات مستفيضة عن البنية التحتية للقطاعات الاقتصادية والخدمية في اليمن، قلت له الظاهر أنك لا تفهم خلفية الصراع مع هذه الجماعة فقال إلا فاهم لكن طريقتكم لن تنجح.

يتابع: ودعني واعتبرت ما قاله تثبيط وشككت في الرجل برغم أنه وللأمانة والإنصاف كان يحترمني، مضت الأحداث حتى الانقلاب على الحكومة في أغسطس 2019 وأثناء اجتماعنا في السِّفَارة اليمنية في الرياض تصارعنا مع الرجل حول البيان الذي سيصدر فهو كان رافض إدانة الإمارات فيما حصل لكننا فرضنا البيان الذي أدان الإمارات وأستند عليه الأخ محمد الحضرمي وزير الخارجية حينها في كلمته الشهيرة بالأمم المتحدة، كان هذا الموقف هو بداية نهاية علاقتي بمعين.

يقول الجبواني: بعدها تفرقت بنا السبل وكل واحد ذهب حسبما أملاه عليه موقفه، وظلت كلمته ترن في أذني( لن نهزم هؤلاء إلا من داخلهم) وكأنه يستوحي سيرة أسلافه.

وأضاف: اليوم نرى جماعة الانتقالي المناطقية وقد تحولوا حملة مباخر حول معين تجاوزا لكل أكاذيبهم، كنا عندما نراجعهم يقولون (رحنا غدمنا شهداء)، لكن معين ومنذ خمس سنوات يسكن قصر المعاشيق تحت علم الجمهورية اليمنية الذي كان شامخًا وعاليا بالأمس بجانبه في مؤتمره الصحفي وكأنه يرسل رسالة لعيدروس الذي هرب في طائرة (الخضار) إلى أبو ظبي لزيارة (دولة الإمارات) نحن هنا أين أنتم، لكن واقعا ومن المعاشيق، وليس على طريقة محمد العرب!!!

يتابع: أما العملاق الآخر (المحرمي" الذي هدد معين بالويل والثبور وعظائم الأمور وتبلطج عساكره على الرجل لم يبلع لسانه فحسب بل ذهب له معتذرًا مع فروض الطاعة والولاء.

واختتم كلامه بالقول: نحن نعرف هؤلاء جيدا، لكننا دائما نخاطب المخدوعين بهم من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية أن كفى دعوهم يلوكون عصريتهم المناطقية حتى يموتوا بها، أما اليمن سيظل كبيرا وموحدا في أطار الدولة الاتحادية الجديدة التي سنبنيها ولو كره المذهبين والمناطقيون بطريقتنا أو (بطريقة معين) ولو بعد حين!