أطلقت حكومة فانواتو هذه "المبادرة التاريخية" في عام 2021 بعد حملة بادر إليها طلاب جامعة في فيجي قبل سنتين على ذلك.
تصر مليشيا الحوثي على مواصلة حصارها الجائر الذي فرضته على مدينة تعز منذ عام 2015م, والذي تسبب في تفاقم معاناة سكانها وسط فشل أممي في تحقيق أي اختراق لرفع الحصار عن المدينة.
ويعاني سكان تعز من أزمات متواصلة، حيث قامت المليشيات بمنع دخول الماء والغذاء والدواء والمساعدات عبر المنافذ المسيطرة عليها. وأغلقت الممرات إلى المدنية، والطرق التي تربط المدينة بالمحافظات الأخرى، مما دفع السكان إلى إيجاد طرق بديلة عبر الجبال والوديان تستغرق ساعات طويلة للسفر، ناهيك عن وعورتها.
ولم تكتف مليشيا الحوثي بالحصار، بل مارست القتل الممنهج عبر القصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة، وقنص المواطنيين داخل المدينة وزرع الألغام الأرضية، مما تسبب في سقوط الآلاف من القتلى والجرحى.
حصار مميت
وخلال الفترة منذ منتصف 2015 وحتى منتصف 2022 تجاوز ضحايا الحصار الحوثي على المدينة 10 آلاف مدني بينهم 2720 قتيلا, وذلك بحسب منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان.
وقالت المنظمة إنها رصدت المعاناة والانتهاكات التي طالت سكان المناطق العالقة في محافظة تعز (المدينة والريف)، وشملت 7 مديريات، هي (صالة- القاهرة- المظفر- جبل حبشي- التعزية- مقبنة- صبر الموادم)، خلال الفترة من مايو 2015م حتى مايو 2022م.
وأوضحت أن فرق الرصد الميدانية وثّقت أنواع ضحايا الحصار والاعتداءات الحوثية بمحافظة تعز طوال الفترة التي يغطيها التقرير، والتي بلغ إجمالها (285445) حالة تنوعت بين ضحايا القصف والقنص والألغام والقتل عند الحواجز، إضافة لضحايا انعدام الأوكسجين، وضحايا الحوادث المرورية الناتجة عن سلوك طرق بدائية بديلة، وكذلك وفيات مرضى السرطان والفشل الكلوي الذي تسببت ظروف الحصار في وفاتهم، إضافة لضحايا سوء التغذية الحاد من الأطفال، والذين يمثلون النسبة الكبرى من هذه الإحصائيات المفزعة.
ولفت التقرير إلى أن ضحايا القتل والوفاة بسبب الحصار بلغ لدى فئة الرجال الذين تصدروا النسبة الأعلى بعدد 1831 تليهم فئة الأطفال بعدد 470، ثم النساء بعدد 225 امرأة، ثم رابعاً المسنون من الجنسين بعدد 194 حالة قتل ووفاة.
وأفاد أن عدد قتلى القصف الحوثي على المدنيين في تعز بلغ 851، منهم 400 رجل و246 طفلا و110 نساء و95 من المسنين، بينما بلغ عدد القتلى نتيجة القنص 669 حالة غالبيتهم من الرجال بعدد 411، يليهم الأطفال بعدد 125، ثم النساء بعدد 69 امرأة، ثم المسنون بعدد 64 حالة قتل.
وحول ضحايا الألغام أشار التقرير إلى أن العدد بلغ 262 قتيلاً يتصدرهم الرجال بعدد 151 ثم الأطفال 59 ضحية يليهم النساء بعدد 31 امرأة، ثم المسنون بـ 21 حالة، بينما بلغ عدد ضحايا الوفيات والقتل عند الحواجز 63 حالة، الرجال منهم 37 و10 أطفال، و8 نساء و6 من كبار السن.
وعن أعداد الجرحى نتيجة الحصار والجرائم الحوثية في تعز، فقد بلغ 7329 جريحاً ومُصاباً، وهو رقم لا يشمل ضحايا سوء التغذية، وذوي الأمراض المزمنة (سرطان وفشل كلوي)، والبالغ عددهم 3634، المتوفون منهم خلال سنوات الحصار التي يغطيها التقرير 664 حالة وفاة.
ولفت التقرير إلى أن عدد ضحايا سوء التغذية من أطفال محافظة تعز بسبب الحصار ومن واقع كشوفات رسمية موثقة بلغ (274482) منهم 12 حالة وفاة.
وأكد أن الفئة الأكثر معاناة والأسوأ تأثراً بحصار تعز هم ذوو الأمراض المزمنة، إذ تقول الإحصاءات التي وثقها فريق رايتس رادار: إن عدد من توفوا نتيجة انعدام الأدوية وتعطل المراكز المعنية بسبب الحصار 664 حالة تشمل الرجال والنساء، وأن هذا الرقم يتداخل مع ضحايا انعدام الأوكسجين في المرافق الصحية في مدينة تعز، والذين بلغ عددهم 57 حالة، بينهم 18 طفلاًن و7 نساء و6 مسنين.
وأشار إلى أن عدد من لقوا مصرعهم من المسافرين عبر الطرق البديلة نتيجة الحصار بلغوا عددهم 142 حالة وفاة.
وجددت المنظمة مطالبتها لمليشيا الحوثي برفع الحصار المفروض على سكان مدينة تعز، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمؤن والاحتياجات والبضائع التجارية عبر المنافذ الرئيسية للمدينة وإنهاء كافة أشكال العراقيل والعوائق ومن ذلك منع الجبايات غير القانونية.
كما دعت مليشيا الحوثي، لفتح المنافذ والخطوط الاسفلتية الرئيسية الشرقية والغربية والشمالية لمدينة تعز المغلقة، والسماح بمرور وانتقال المسافرين والبضائع من وإلى مدينة تعز عبر تلك الخطوط والمنافذ والطرق الرئيسية.
أزمة منسية
وخلال العام شهدت مدينة تعز عدة تظاهرات للتنديد باستمرار الحصار عليها، وتجاهل المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، معاناة سكانها المستمرة منذ ثماني سنوات.
واتهم مواطنون المبعوث الأممي بالتعامل بإنحياز مع جماعة الحوثي والتجاهل عن عمد الحصار على تعز وكذا الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين العزل في القصف المتواصل لمنازلهم والذي نتج عنه سقوط المئات من الضحايا بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال.
ويقول الصحفي أحمد الزرقة لـ"اليمن نت" إن "تعز كانت وما زالت الورقة الغائبة في ملف التسويات والصفقات بين كافة الاطراف، ويتم عقابها من قبل الحوثي والتحالف والمجتمع الدولي بسبب موقعها اولا وثانيا اعتبارها منطقة نفوذ مشترك وتقاطع طرق وأحد ادوات الابتزاز".
ويؤكد الزرقة أن تعز "يمكن ان تطلق عليها الازمة الحقيقية المنسية في الحرب اليمنية التي يتم تجاهلها ومعاقبة اهلها بالقذائف والحصار الحوثي بالتوازي مع عدم ايلائها اهمية انسانية او سياسية من الشرعية او قيمة عسكرية لتخليصها من الحصار الحوثي".
وأشار إلى أن كل أطراف الصراع ستستمر في استهداف مدينة تعز بمختلف الطرق حتى يتم الانتهاء من طبخ تسوية سياسية في البلاد.
فشل أممي
وفشلت الأمم المتحدة في عدة جولات من المفاوضات، في العاصمة الأردنية عمان، في التوصل لاتفاق لتخفيف حصار الحوثيين لتعز.
ففي يونيو 2022م أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن تقديم مقترح لوفدي مليشيا الحوثيين والحكومة اليمنية المشاركين في مفاوضات الأردن، وذلك لإعادة فتح الطرق تدريجياً بما في ذلك آلية لتنفيذ ذلك، وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، مشيراً إلى أن المقترح يأخذ بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان.
وجاءت مسألة فتح الطرق في مدينة تعز من ضمن البنود الإنسانية للهدنة التي أعلن عنها غروندبرغ في أبريل 2022م وتم تمديدها مرتين في حين فشل في تمديدها للمرة الثالثة حيث انتهت في 2 أكتوبر 2022م.
وخلال تلك الفترة نفُذت بقية بنود الهدنة؛ سواء فتح مطار صنعاء بواقع رحلتين أسبوعياً، أو السماح بدخول سفن المشتقات النفطية مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، بالإضافة إلى الوقف الشامل لإطلاق النار، على الرغم من الاتهامات المتبادلة بالخروقات. في حين ظل البند المتعلق برفع الحصار عن تعز يراوح مكانه دون تقدم يفضي لحلول تخفف وطأة المعاناة الإنسانية على ملايين السكان.
يرى الباحث السياسي نبيل البكيري إن ذلك "الفشل راجع بشكل مباشر إلى عدم رغبة الأمم المتحدة ومبعوثها ولجانها في إنهاء الأزمة والحرب في اليمنّ، فاستمرار الأزمة هو استمرار للدعم المقدم لطواقم الأمم المتحدة وميزانياتها الخيالية، وبتالي استمرار الامم المتحدة في مهمة إدراة الأزمة وليس حلها وإنهائها".
ويضيف البكيري في حديثه لـ"اليمن نت" أن" الأمم المتحدة تركز على إبقاء بؤر للتوتر والحرب المحتملة في أي لحظة ليبقاء وجودها الدائم ومصالح أفرادها وطواقمها على حساب معانات اليمنيين عموما وأبناء تعز على وجه الخصوص".
أطلقت حكومة فانواتو هذه "المبادرة التاريخية" في عام 2021 بعد حملة بادر إليها طلاب جامعة في فيجي قبل سنتين على ذلك.
لقد مكنّ الرئيس الإماراتي أشقاءه من السلطة ما يثير مخاوف بقية الإمارات الأخرى والقبائل من اندفاع الرئيس الذي تم تعيينه قبل. . .
استهدفت ميليشيا الحوثي، مساء الأربعاء، منزل أحد المواطنين في منطقة حرض، بمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن، بواسطة. . .