شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
فتحت الضربات الأخيرة للتحالف على مناطق عسكرية تابعة للشرعية، الجدل من جديد على مدى جدية التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، في استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، فالضربات التي توصف دوما بالخاطئة، لا يوجد مجال هذه المرة لوصفها بذلك، خصوصا وأن المكان المستهدف واضح ومعلوم، ولا توجد إمكانية للخطأ الفني في مسألة الإحداثيات.
حيث حلقت مقاتلات التحالف العربي اليوم الثلاثاء، في سماء تعز، وشنت غاراتها على منطقة جبل العروس بصبر، وسقطت الصواريخ على مواقع عسكرية تابعة للجيش الوطني، حيث يوجد مطار عسكري صغير، ورادات مراقبة، وموقع عسكري تابع للواء 22 ميكا، بالإضافة الى مدافع يدافع بها الجيش عن تعز من المليشيا الانقلابية.
يتمتع موقع العروس بصبر، بميزات عسكرية، حيث يطل على مدينة تعز وعلى مناطق عديدة من ريف تعز، وبعد تحريره من المليشيا الانقلابية أضحت مهمته حماية المدنية من جهتها الجنوبية، بالإضافة الى صد أي هجوم من المليشيا على مناطق ريفية محيطة بصبر، وقد حاول تحالف الحوثي وصالح استعادة موقع العروس، لكنه فشل نتيجة لصلابة جنود الجيش وفقدانه للحاضنة الاجتماعية في صبر.
مصادر مقربة من الجيش، أكدت أن الضربات الأخيرة للتحالف على منطقة العروش، دمرت بعض الآليات العسكرية، بينما أكد مسعفون أن مدفعا مهما تستخدمه قوات الجيش الوطني في مواجهة المليشيا الانقلابية، تم تدميره بصواريخ التحالف، وقد أكدت مصادر إعلامية، تدمير أبراج إذاعية تتبع إذاعة محلية مناصرة للشرعية.
تبدو الصورة أكثر مأساوية، ليس فقط في استهداف مواقع عسكرية تتبع الشرعية، بل في ذهاب مدنيين طالما كرر التحالف انه أتى لإنقاذهم من مليشيا الانقلاب، فموقع العروس لم يعد فقط موقعا عسكريا، بل أضحى مكانا آمنا للتنزه، وهو ما جعل العديد من أبناء تعز يذهبون اليه لقضاء أوقات للراحة، وقد أدى قصف التحالف الى استشهاد مدنيين أتو من مديريات أخرى للتنزه، حيث أكدت مصادر طبية مقتل ثلاث نساء وجرح آخرين.
هذه أول مرة يتم فيها استهداف مواقع عسكرية مهمة للجيش الوطني بتعز، وربما لن تكون الأخيرة إذا تم السكوت على مثل هذه الأخطاء الخطيرة، هذا إن افترضنا أنها كذلك، حيث توجد العديد من المؤشرات التي تشير إلى أن الضربات ليس فيها مجال للخطأ الفني، فالمسافة وفق عسكريين في الجيش الوطني، بعيدة جدة بين مواقع الجيش في صبر ومواقع المليشيا الانقلابية.
ومن تلك المؤشرات الخلاف المعلن بين قيادات الجيش الوطني وبين التحالف حول تعز، حيث يريد التحالف بقيادة الامارات، خلق حزام أمني بتعز، على غرار الحزام الأمني بعدن، في الوقت الذي تؤكده فيه مصادر مقربة من التحالف، بوجود قوات مدربة وجاهزة لدخول تعز، كبديل لقوات الأمن والجيش الوطني بتعز، وهو الامر الذي لقى رفضا من الشرعية والجيش الوطني، كون تعز تحتاج الى دعم عسكري لتحريرها من المليشيا الانقلابية، وليس لخلق مليشيات أخرى خارج سلطة الدولة.
رفض أغلب مكونات تعز العسكرية والسياسية والاجتماعية لإنشاء الحزام الأمني بتعز، يجعل مراقبين يميلون أن الضربات الأخيرة قد تكون رسالة ضمنية من التحالف مفادها، إما الخضوع لرغبات التحالف في طريقة إدارة أمن تعز، أو جعلهم مستهدفين من التحالف والمليشيا.
يبدو أن تعز مقدمة على وضع خطير، وإذا ما ثبت أن الغارات الأخيرة كانت متعمدة، فان مستقبل العلاقة بين الجيش والتحالف بتعز، تنبئ عن أزمة قادمة بين الشرعية والتحالف، خصوصا وأن هناك إجماع في تعز على الاستياء ليس فقط من طريقة أداء التحالف في عدن، بل وأيضا من محاولة التحالف فرض أجندة لا تهم تعز ولا أمن أبنائها.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين