تتصاعد الاحداث في حضرموت بشكل غير مسبوق مع ما يسمى بـ "الهبة الثانية" التي دعا اليها ونفذها بعض الفصائل الحضرمية بالتنسيق مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات.

التصعيد تضمن قطع الطرق البرية الرابطة بين ساحل حضرموت ومديرية الوادي والصحراء وبين حضرموت ومحافظات أخرى، جرى تبريره بانه عمل من اجل منع خروج ثروات المحافظة الى خارجها والمطالبة بحصة المحافظة من ثرواتها؛ الا ان النتيجة العملية لهذا التصعيد كانت أزمات مختلفة داخل مدن حضرموت، حيث ان الغرفة التجارية والصناعية لوادي حضرموت حذرت من نفاذ الدقيق من المخابز.

العديد من الفعاليات الحضرمية أعلنت رفضها لهذا التصعيد متهمتا المجلس الانتقالي بمحاولة جر حضرموت الى الفوضى وان الفصائل السياسية والقوى القبلية المشاركة في هذا التصعيد ليست الا اداة في يد الانتقالي المدعوم من الامارات ولا تمثل مطالب أبناء المحافظة.

وبعيدا عن تفاعلات الحدث داخل حضرموت ذاتها يرى مراقبون ان هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي الانتقالي ليعيد تهديداته السابقة في السيطرة على حضرموت على غرار عدن وسقطرى وأبين وغيرها.

فصل جديد من الفوضى

الباحث والمحلل السياسي "ياسين التميمي" يرى أن ما يعرف بـ "الهبة الحضرمية الثانية" هي فصل جديد من فصول الفوضى والتخريب واستمرار لسياسة الصدمة التي يمارسها النافذون الاقليميون في معسكر التحالف العربي بحق الشعب اليمني

وذكر التميمي في تصريح لـ "اليمن نت " أن من الواضح أن المخطط يحاول أن يستحدث مسارا منفصلا لاستقطاب هذه المحافظة وتأسيس مشروعية لتجزئة البلاد.

 وأضاف " في حين يتحمس البعض من الوجهاء القبليين في تنفيذ الاجندات الخارجية التخريبية، عبر اهم رموز حضرموت المحترمون الذين عبروا عن رفضهم لكافة اشكال التقطع والنهب التي يتورط فيها أبناء حضرموت في ظل ما يدفعهم اليه المؤثرون الخارجيون؛ ليبدوا أبناء حضرموت مثلهم مثل بقية القوى المتمردة التي تسعى نحو تحقيق اهداف سياسية بواسطة العنف والفوضى".

وردا عن تبرير قيادات الانتقالي للهبة بأنها تأتي لكسر احتكار السلطة المحلية في المحافظة للثروات السيادية علق التميمي بالقول " حضرموت جزء من اليمن ولا توجد ثروات سيادية محتكرة من قبل أي محافظة".

كلمة حق يراد بها باطل

المحلل السياسي "عمر بن هلابي" يقول "إن الانتقالي يستغل مطالب الناس لتمرير اجندته في حضرموت من خلال التقطعات وأن ما يطالب به عبر ما اسماها "الهبة" هي كلمة حق يراد بها باطل".

وللأسبوع الثاني على التوالي يواصل مسلحون تابعون لكتلة حلف قبائل حضرموت الجامع الموالية لمليشيا الحوثي احتجاز ناقلات تجارية بعد نصبهم قطاعات مسلحة في العديد من مناطق وادي وصحراء حضرموت

وأعلنت الغرفة التجارية والصناعية بوادي حضرموت نفاذ كمية الدقيق في المخازن جراء منع شاحنات محملة بالمواد الغذائية من الدخول الى سيئون من قبل تجمعات مسلحة في "نقطة عصم" في المحافظة.

جهات حضرمية ترفض التصعيد

الحراك الثوري الجنوبي في حضرموت هو الاخر اتهم على لسان رئيس المجلس بحضرموت من يقف وراء تلك المجاميع المسلحة بخلق الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار في المحافظة.

 بدورها أعلنت قبائل "ال تميم" رفضها مع بداية تلك التحركات استحداث أي من نقاط على أراضيها مهما كانت المبررات وأكدت ان أبناء المنطقة دفعوا اثمان باهظة جراء ابتزازهم من قبل تلك النقاط

غياب دور السلطة المحلية 

وامام هذا التصعيد الجديد في حضرموت لكتلة الحلف الموالية لمليشيا الانتقالي التزمت السلطة المحلية الصمت ولم تحرك ساكنا في إيجاد حل لردع تلك المجاميع المسلحة قبل ان تتمادى أكثر ويعاد سيناريو سقطرى في وادي حضرموت.

ويرى مراقبون أن المشهد يتعقد مجددا في حضرموت ويدفع الانتقالي المدعوم اماراتيا بحشد كل طاقاته في محاولة مكشوفة، حيث عمل على ركوب موجة المطالب وتأجيج الأوضاع داخل المحافظة التي فشل في السيطرة عليها خلال الأعوام الماضية.

وتعد محافظة حضرموت أكبر المحافظات اليمنية مساحة حيث يقدر مساحتها بـ 193ألف وعدد سكانها يتجاوز 1255000، وتعد المحافظة أيضا من المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والثروات المعدنية وتحظي بتاريخ حضاري عريق.