The Yemen Logo

تخاذل الكبار في الحسم

تخاذل الكبار في الحسم

اليمن نت - 08:24 11/12/2016

كثر الحديث عن حسم معركة اليمن عسكريا من قبل الحكومة الشرعية والتحالف منذ شهور ، وأخذ يتزايد في الآونة الأخيرة بعد فشل اتفاقية كيري ، التي وقع عليها الانقلابيون في مسقط ،  ورفضتها الحكومة الشرعية ، ومن يومها والحديث عن الحسم أصبح هو سيد الموقف لدى السياسيين والعسكريين وحتى الإعلاميين ، زاد في ذلك عودة هادي وحكومته إلى عدن العاصمة المؤقتة ، ووصول تعزيزات عسكرية كبير إلى عدن ، والتي قيل يوم وصولها أنها لغرض حسم معركة تعز التي تعد مفتاح الحسم الشامل في اليمن.

عندما أحرز الجيش الوطني والمقاومة في تعز انتصاراتهم الكبيرة ، وتحرير مناطق في المدينة كانت من أهم المعاقل المنيعة للإنقلابيين ، لم تكن قد ترسخت بعد لدى الحكومة فكرة الحسم ، حتى رأت ذلك الإصرار والعزيمة  لدى المدافعين عن تعز ، على الرغم من خذلانهم المتعمد من قبل الحكومة والتحالف ، إلا من الضربات الجوية التي وإن أسهمت في كبح جماح الانقلابيين نوعا ما ؛ إلا أن المعركة كانت تتطلب دعما عسكريا وأسلحة نوعية ، سخرتها الحكومة والتحالف لتحرير عدن ومأرب ومنعوها عن تعز.

تحركت  - بحسب وسائل الإعلام - القطع العسكرية نحو باب المندب والمخا ، بغرض تحرير الساحل الغربي بين المخا وميدي ، وتوقفت انتصارات تعز ، وأصبح دور الجيش والمقاومة فيها  مقتصر على المحافظة على ما تم السيطرة عليه ،  وصد الهجوم العكسي من قبل الانقلابيين.

ومرت الأيام ، وأبناء تعز يرقبون جنوبا وغربا بانتظار طلائع الدعم ، فقد أشاع إعلام هادي بتحرك القائد جواس من العند باتجاه كرش والشريجة ، وتحرك جيش تدرب في أفريقيا على يد القائد هيثم قاسم نحو المخا وباب المندب ، وأصبحت الأعناق تشرئب جنوبا لترى بشائر النصر  ، والآذان تنصت غربا لسماع مجنزرات الدبابات ، لكنها لم تصل بعد سواء تلك القادمة من الجنوب أو تلك التي ستأتي من الغرب ، وفي زمن الانتظار هذا تزداد حماقة الانقلابيين ، وتتجمع حشودهم من الشرق والغرب ، في محاولات مريرة لسحق المدينة ، والقضاء على الأبرياء.

وبين الترقب وصد الهجمات ، برزت أخبار عودة الجيش من باب المندب إلى عدن ، ورفضه المشاركة في تحرير تعز ، وهنا أثيرت عدة تساؤلات : ما علاقة الأمريكيين والتحالف في انسحاب الجنود الجنوبيين من جبهات الساحل الغربي لمدينة تعز؟  ومن يحرك قيادات الحراك الجنوبي الرافض للمشاركة في معارك تعز والمحافظات الشمالية ؟ وكيف استطاعت المملكة إقناع الجيش من أبناء المحافظات الجنوبية بالتحرك إلى حدودها الجنوبية مع اليمن للدفاع عن الأراضي السعودية دونا عن تعز ؟ وما موقف هادي من انسحاب الجنود من باب المندب وتمترسهم خلف الحد بين تعز ولحج؟ ولماذا استطاع الجيش تحرير الساحل الجنوبي في شبوة وعجزت عن تحرير ساحل تعز؟

عودة أفراد  الجيش اليمني المنحدرين من المناطق الجنوبية من باب المندب إلى مدينة عدن ؛ بحجة رفضهم المشاركة في تحرير تعز الشمالية حد قولهم  ؛  يشي بأن ثمة  مؤامرة  تحاك على تعز والشرعية برمتها ، تتماهى مع إجرام الانقلابيين ، يشترك فيها دول عظمى ، ودول في التحالف ، وأحزاب سياسية تدعي زورا انتمائها للشرعية ، وكلها أدوات لفت عضد الجيش والمقاومين المتطلعين لتحرير اليمن ،   وزعزعة الإرادة الشعبية للتخلص من إجرام المليشيات.

فأمريكا الدولة العظمى تمارس ضغوطاتها على المملكة والتحالف بعدم الحسم العسكري ، دعما لأذرع إيران من المليشيات الانقلابية ، وفي كل مرة يتقدم فيها الجيش للحسم  تلوح واشنطن بقانون جاستا لوقف ذلك الدعم السعودي ، وتصدر قرارات بفرض عقوبات على القيادات الإصلاحية مناهظة للحوثيين ، ولعل قرار الكونجرس (الصوري) بتمديد العقوبات على إيران لمدة عشر سنوات قادمة هو من باب استرضاء المملكة لإعادة الثقة بهم ، بما يمكنهم من إعادة السيطرة على القرار السعودي ،  ويؤكد ذلك كله الدعم اللامحدود من الأمريكيين للحوثيين ، ورغبتهم في آطالة المعارك حتى تنتهي معركة سوريا ، للتفرغ بعدها طهران لمعركتها الحقيقية مع المملكة.

   أما دولة الإمارات ثاني دول التحالف ، فإن (فوبيا) الإخوان التي تعاني منه  حملها على الوقوف عائقا من حسم معركة تعز ، سواء عبر عودة قواتها مع قوات الحراكيين عند اصطدامهم ببرميل الشريجة الحد التشطيري في الفترة السابقة ، أو اللقاءات المتكررة  للقيادات الحراكية المطالبة بالانفصال والتي تستظيف أبو ظبي كثير منهم.  وهكذا تمنع الحراك الجنوبي عن دعم تعز وحسم معركتها  لسببين: الأول لخضوعه وتنسيقه المطلق مع ملالي طهران وحزب اللات في لبنان بما يخدم الانقلابيين ، وهو مايؤكده تواجد قياداتهم بين طهران ومسقط والضاحية الجنوبية ببيروت ، والثاني: لأنه يرى في تحرير تعز موت لأطماعه الانفصالية ومواراتها الثرى . ولذلك أحجم الحراكيون عن إرسال أفرادهم في الجيش الوطني للإسهام في تحرير تعز ، في الوقت الذي يقومون فيه  بتهريب الأسلحة للانقلابيين عقى السواحل الشرقية لليمن. والمفارقة العجيبة تكمن في تمنع الحراكيين  بدعم تعز ، في الوقت الذي  يحشدون فيه  الأفراد  والمتطوعين من المنتسبين للحراك وغيره ، للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة ، وكان بمقدور المملكة إقناعهم بالتحرك إلى تعز القريبة منهم  قبل نقلهم إلى جيزان ونجران وعسير ، فمعركة تعز والانتصار لها هي معركة اليمن كله وانتصار اليمنيين في كل مكان  بما فيها الحدود  الشمالية مع المملكة.

كل هذه الضغوطات عملت على زعزعة الإرادة السياسية لهادي وحكومته ، وتماهيها معها ، وإن أشادت بانتصارت الجيش والمقاومة ، إلا أنها تبقى في حدود الإشادة ولا تتعداها إلى الدعم ، وهو ما أثر سلبا على سير المعارك سواء في تعز أو بقية الجبهات ، خاصة إذا ما علمنا أن الجيش الوطني في المحافظات الجنوبية يحرز انتصارات وتقدم في الساحل الشرقي في شبوة وغيرها بينما يراوح مكانه في الساحل الغربي ، أو قل يفر من معارك باب المندب وذباب والمخا ، تاركا المواقع للانقلابيين ، وهو ما يؤكد ضعف الحكومة وعدم جديتها في حسم المعركة.

في اعتقادي أن خضوع دول التحالف وخاصة المملكة للضغوطات الأمريكية  ، وتماهي الإمارات مع رغبات الحوثيين ، وإحجامهما عن الحسم العسكري سيكون له أثر كبير وعاجل ليس على اليمن وإنما على المنطقة ، وفي مقدمتها المملكة والإمارات ، فالتصريحات الإيرانية بسيطرتها على مضيق هرمز ، وسعيها الحثيث للتواجد في الساحل اليمني ، وتهديدات الحشد الشعبي العراقي الخاضع للحرس الثوري الإيراني باجتياح السعودية ، وتصريحات نوري المالكي بالتحرك نحو الرقة وحلب واليمن ، والإعلان عن السيطرة الإيرانية لأربعة عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ، وتوجيه الحوثيين للصاروخ البالستي باتجاه مكة ، كل ذلك يؤكد اقتراب المعركة الحقيقية التي هي السيطرة على المنطقة والخليج والأراضي المقدسة في مكة والمدينة ، فملالي إيران ينفذون مخططات تم رسمها بالتعاون مع اللوبي الصهيوني ، ويسيرون بخطى واثقة لتنفيذها ، والأحداث المتسارعة تؤكد اقتراب الحسم في المنطقة لصالح طهران ، طالما والقرار السعودي الإماراتي بيد واشنطن ، التي يؤملون منها الحماية ، وهي من تسوقهم للجحيم ، فتسليم  اليمن لطهران ، يعني سهولة ابتلاعهم كلقمة صائغة من الحرس الثوري ، ولذلك يجب التنبه قبل فوات الأوان ، وعلى التحالف ألا يجعل من اليمن الثور الأبيض الذي يضحون به ، والذي لن يكون إلا مقدمة لالتهام الجميع ، وعندها سترتفع الأصوات يوم لاينفع الندم : أكلنا يوم أكل الثور الأبيض!

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram