The Yemen Logo

تحولات في مجريات المعركة

تحولات في مجريات المعركة

اليمن نت - 23:43 29/07/2018

إلى ما قبل أربع سنوات كان الحوثيون معروفون في الأوساط اليمنية بالمليشيات الخارجة عن القانون، وكانت تتخذ من جبال مران في صعدة موطنا للاختباء من الجيش اليمني، حتى كانت أحداث سبتمبر 2014 التي قدموا على إثرها إلى صنعاء بدعوة غدر من قبل دول تحولت إلى تحالف حرب للقضاء عليه عندما رفض تنفيذ مخططاتها، فحشدوا له الحشود، وجيشوا له الجيوش، واستجلبوا أقوى الأسلحة وأحدثها.

لكنهم في لحظة غباء محكم؛ نسوا حينما حشدوا تلك الحشود أن عدوهم لم يكن سوى مليشيات طامعة في سلطة، لو أن حزبا يمنيا وجد الدعم السياسي والعسكري لقضى عليهم خلال ساعات، ولكن أنى لمن لاتجربة لهم في الحروب أو السياسة أن يفقهون ذلك؟!

لم يكن القصد في البداية القضاء على الحوثيين، واستئصال شأفتهم، وإن تركزت أهدافهم المعلنة في استعادة سلطة هادي من يد الانقلابيين، لكنهم أرادوا أن يستظهروا شجاعتهم، ويستعرضوا قوتهم لتكون مصدر تفاخر أمام شعوبهم، وردع لأعدائهم من أبناء عمومتهم في المنطقة.

فحينما دخل التحالف في "نزهة المعركة" التي أرادها مع الانقلابيين، وأخذ في تحقيق مخططاته التدميرية الكامنة في تقسيم اليمن، والسيطرة على دولة جنوبية سينشئها وفقا لرؤيته وأطماعه،  لم يضع في حسبانه شيئين: الأول:  الكلفة البشرية في صفوف اليمنيين، فاليمنيون لايعنوه في شيء؛ بقدر ما جعل منهم أداة لتحقيق تلك المخططات، والثاني: صمود الحوثيين، وقدرتهم على المواجهة.

وهنا كانت الكارثة،  وانقلب السحر على الساحر، فالمعركة القصيرة التي وضعوا مخططها "الخبيث" تحولت إلى معارك استنزاف، راح ضحيتها الآلاف من المواطنين اليمنيين بسبب صواريخ التحالف، وسياسة الفرقة التي انتهجها التحالف بين المواطنين من جهة ، وانتقام الحوثيين من جهة ثانية.

والمليشيات التي زعم التحالف أنه يريد القضاء عليها تحولت إلى قوة ضاربة في المنطقة، تتمدد في كثير من المحافظات، وتجابه دول التحالف بإمكانياتهم الكبيرة.

والسلاح الذي فاخر التحالف بتدميره تحول إلى منظومات صواريخ متطورة، وطائرات مسيرة، أذهلت التحالف، وأشغلت العالم، حيث جابت طائرة "صماد 2" سماء السعودية دون رقيب لتستهدف مصفاة شركة أرامكو النفطية في العاصمة الرياض، وقطعت طائرة "صماد 3" أكثر من 1500 كيلو متر لتقصف مطار أبوظبي!.

لم يفكر الحوثيون أنفسهم أنهم سيصمدون لأسابيع أمام آلة التحالف العربي، وكانوا حينها يتطلعون لحل يضمن حياتهم وليس مشاركتهم في السلطة، غير أنهم قرأوا الواقع بتمعن، فأدركوا أن المستهدف الحقيقي ليسوا هم، وإنما اليمن، موقعا وثروات، وعلى هذا الأساس خاضوا غمار اللعبة، بالقواعد التي رسموها هم، والتي أجبروا التحالف؛ من حيث لايعلم؛ على مجاراتها، والوقوع في شركها، مستغلين ذلك المخطط الكارثي الذي أراد التحالف تنفيذه، فحولوه لصالحهم، وبنوا به قدراتهم، وسلحوا به مليشياتهم، حتى أصبحوا اليوم يفاخرون بقدراتهم الصاروخية، ويباهون بطائراتهم المسيرة التي ماكان لهم أن يمتلكوها لولا تآمر وخبث التحالف.

لقد حولت السعودية والإمارات الحوثيين إلى قوة أخطر مما كانوا عليها قبل الحرب، وليس ذلك الخطر على اليمنيين وحسب، فالخطر الأكبر؛ في تقديري؛ هو على  السعودية والإمارات، فمكرهم، واستخفافهم بالدماء اليمنية، وأطماعهم الخبيثة حول المعركة من معركة يمنية يمنية إلى معركة يمنية سعودية إماراتية، وليس ببعيد أن تتوسع المعركة بعد التطورات التي فرضها الحوثيون على مجرياتها لتكوت معركة عالمية، تجرف في طريقها دول المنطقة كلها، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله!

 

 

 

انشر الخبر :

اخر الأخبار

لا يتوقف الغضب الإماراتي من مفاوضات السعودية مع الحوثيين

وثق الإحصاء السنوي للسجون الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين وجود 11 صحفيًا سعوديًا في السجن بسبب عملهم اعتبارًا من 1 ديسمبر 2022.

يغرق اليمن وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

أكد في تصريحات صحافية أن الأوضاع في اليمن وصلت إلى مرحلة مهمة بعد ثماني سنوات من الحرب، كما وصلت إلى “وضع صعب“.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram