فشلت الأمم المتحدة بعد ثلاثة أيام من المحادثات في العاصمة الأردنية عمان مع الأطراف اليمنية، في التوصل إلى اتفاق لرفع الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي المسلحة على ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وقال نشطاء يمنيون إن الفشل الأممي يقضي على الآمال في رفع الحصار عن تعز كما كان من المفترض أن يكون جزءًا من هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة شهرين تنتهي في الأول من يونيو / حزيران.

وزعم مبعوث الأمم المتحدة ، هانس جروندبرج، إنه تم طرح اقتراح لإعادة فتح الطرق على مراحل في تعز وأماكن أخرى ، مما سيساعد في تسهيل تسليم المساعدات وتنقل اليمنيين الذين يعانون.

وحث الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على إنهاء المداولات الداخلية وتقديم "نتائج إيجابية للشعب اليمني" في المحادثات اللاحقة.

ولم تقدم بعثة الأمم المتحدة مزيدًا من التفاصيل بشأن الاقتراح أو تحدد متى سيستأنف الطرفان المحادثات.

وآثار اعلان المبعوث الأممي ردود أفعال غاضبة في أوساط المدنيين، مؤكدين في الوقت ذاته أن الأمم المتحدة متواطئة مع الجماعة المسلحة وتتجاهل أكبر حصار في التاريخ على الملايين من المدنيين.

وعلق محمد جميح سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة "يونسكو" قائلا: لن يرفع الحوثي حصار تعز، ومن لم يتعلم من تجربة أكثر من 17 سنة تفاوض واتفاقات مع الحوثي فعليه أن يراجع عقله.

وأكد أن الحل يكمن في  بناء مؤسسات الدولة في المناطق المحررة ودمج المكونات العسكرية والأمنية وتعزيز الاقتصاد والتخلص من الخلافات داخل تعز وداخل الشرعية ودعم الجيش وحينها سيرفع الحصار.

من جانبه يذهب الناشط الحقوقي عبدالعزيز العقاب إلى أن المفاوضات ستنجح وستُفتح الطرقات، ليس لأن الأطراف المتصارعة يريدون ذلك وليس لأن رعاة الحوار يريدون ذلك وإنما لأن أصوات الشعب وإرادته أصبحت تفرض ذلك.

وأضاف: أرفعوا أصواتكم مدوية وشاركوا بآرائكم  وغردوا واعيدوا التغريد فأصواتكم هي من فرض الواقع وكشف الحقيقة وهي من سيجبر الجميع على النتيجة.

من جانبه غرد الصحفي نجيب الشغدري قائلا: للأسف الشديد لقد استطاعت جماعة الحوثي المصنفة دولياً جماعة إرهابية استدراج الدولة الشرعية المعترف بها دولياً وحشرها في زاوية حوار ضيقة.

وأضاف: كان الأحرى على الدولة والتحالف أن يحاوروا الحوثي على تسليم صنعاء والانسحاب من كافة المدن المسيطر عليها، لا عن فتح طريق فرعية في تعز.

من جانبه قال الباحث عبدالله إسماعيل إن الأمم المتحدة وقوى تستثمر في جماعة الحوثي ضغطت فتمت الهدنة.

وأضاف: استجابت الحكومة والتحالف، بالتزام كامل، ومسؤولية عالية، في المقابل، نكثت الجماعة الارهابية كعادتها، وتلاشت وعود المبعوث ككل مرة.

وتابع: لن تتغير جماعة الإرهاب الحوثية ولن يتغير اداء المبعوثين والثابت الوحيد، استعادة صنعاء.

ورفع الحصار عن مدينة تعز، هو آخر بنود الهدنة، إذ اتفقت الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار، واستئناف الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وجرى تنفيذ هذه البنود بشكل كبير. ومن شأن رفع الحصار عن تعز تسهيل حركة المواطنين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

ومنذ الأربعاء، بدأت مفاوضات في الأردن، برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، حول فتح الطرق التي يغلقها مسلحو الجماعة في تعز، فضلا عن تأمين الماء والكهرباء ورفع المعاناة عن سكان المحافظة.