The Yemen Logo

انقلاب في الإمارات.. تفضيل الابن على الأشقاء وتقليص نفوذ دبي (تحليل خاص)

انقلاب في الإمارات.. تفضيل الابن على الأشقاء وتقليص نفوذ دبي (تحليل خاص)

اليمن نت - خاص - 01:05 30/03/2023

وحدة التحليلات - خاص

أجرى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد (حاكم أبوظبي) تغييرات جذرية في نظام الحكم بالدولة الخليجية الغنية بالنفط، حيث عيّن نجله ولياً للعهد، وقلص نفوذ دبي وبقية حكام الإمارات في الحكومة.

تقدير "الخلافة/أولياء العهود" في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مهمة منذ بداية الألفية؛ إذ أنه من المؤكد أن الكثير من الأمور تعتمد عليها؛ فهي حاجة مهمة للمستثمرين الماليين ومخططي السياسات والقادة العسكريين والعديد غيرهم لمعرفة من سيخلف أي رئيس دولة في دول مجلس التعاون الخليجي. وهو مهم بشكل خاص عندما تكون الإمارات مصدر تشكيل الكثير من الاقتصاد والسياسة على مدى نصف القرن الماضي في شبه الجزيرة العربية والوطن العربي. وتصاعدت بشكل هام في العالم خلال العقد الأخير، خاصة مع التحولات الدولية الأخيرة التي تشمل الانسحاب الأمريكي من المنطقة، والحرب الروسية في أوكرانيا، وصعود الصين.

وأعلن محمد بن زايد تعيين نجله خالد بن محمد (41) عاماً ولياً للعهد، وتم تعيين الشيخ طحنون بن زايد، الذي يشغل حاليا منصب مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، والشيخ هزاع نائبين لحاكم أبوظبي (محمد بن زايد).

كما تم تعيين الشيخ منصور بن زايد (شقيق الشيخ محمد) نائباً ثانياً لرئيس الدولة إلى جانب حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغيير غير مسبوق منذ قيام الدولة 1971م.

لقد مكنّ الرئيس الإماراتي أشقاءه من السلطة ما يثير مخاوف بقية الإمارات الأخرى والقبائل من اندفاع الرئيس الذي تم تعيينه قبل عام إلى تشكيل وحدة اندماجية.

عائلة آل نهيان الحاكمة هي من بين أغنى العائلات في العالم، حيث تبلغ ثروتها الصافية على الأقل 300 مليار دولار، وفقا لتحليل لممتلكاتهم المعقدة من قبل مؤشر بلومبرج للمليارديرات.

تعد دولة الإمارات موطنا لحوالي 6٪ من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم وبعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.

استبدال الابن بدلاً من الأخ في أبوظبي

إن ترقية الابن بدلا من الأخ هي تحول كبير في الدولة حيث يُعتقد أن مؤسس الدولة حاكم أبوظبي كان قد أعطى ضمنياً أن انتقال السلطة سيكون بين الإخوة وليس إلى الأبناء.

وكان المرشح الرئيس للمنصب منذ أعوام هو الشيخ طحنون بن زايد الذي يمسك بتلابيب الملفات الخارجية المخابراتية. فصورته العامة المتواضعة تتناقض مع تأثير عميق وراء الكواليس؛ فقد ساعد في صياغة السياسة الأمنية لدولة الإمارات وهو بوابة للأعمال التجارية في أبوظبي، مما جعله على رأس قائمة اجتماعات المسؤولين والمديرين التنفيذيين الأجانب الزائرين.

ويبدو أنه جرى ترضيته حيث تم تعيين الشيخ طحنون مؤخرا رئيسا لمجلس إدارة صندوق الثروة السيادية جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي تبلغ قيمته 790 مليار دولار.

وقالت كريستين سميث ديوان، كبيرة الباحثين المقيمين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، بالمقابل تم تمكين الشيخ خالد "في العديد من المناصب التي تمنحه خبرة قيادية في النفط والاقتصاد والحوكمة. ومن المؤكد أنه سيتناسب مع نمط كل من مركزية الدولة الأكبر والتوحيد الرأسي للخطوط الحاكمة التي رأيناها داخل ممالك الخليج".

كما لعب ولي العهد الجديد الشيخ خالد دورا مهما داخل المؤسسة الأمنية وقاد اهتماما بتكنولوجيا المعلومات حيث ركز على جذب المواهب ورعايتها في هذا القطاع. وهو الآن أيضا رئيس المكتب التنفيذي في أبوظبي، الهيئة الإشرافية في حكومة الإمارة.

محمد بن زايد والشيخ طحنون هما جزء من مجموعة من ستة أشقاء، تعرف باسم بني فاطمة. جميعهم أبناء مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من زوجته الثالثة والأبرز.

تمكين الأشقاء وتقليص دبي

كان تمكين الأشقاء والابن هي سياسية محمد بن زايد خلال العام الأول من الحكم؛ بما في ذلك تقليص نفوذ دبي وتهميش بقية الإمارات بإصدار قرار بتعيين شقيقه منصور نائبا له إلى جانب حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد.

وكان منح منصب للشيخ منصور بن زايد غير متوقعاً، حيث جرى تقليصه من عديد من مناصبه خلال العقد الأخير. والشيخ منصور هو نائب رئيس الوزراء، ومالك نادي "مانشستر سيتي"، وشبكة تجارية واسعة، ويرتبط بمصاهرة مع قبيلتين كبيرتين، وعانى من عدة أمور أبرزها قضية احتيال "وان إم دي بي".

لكن يُعرف الشيخ منصور بكونه كان منخرطا منذ فترة طويلة في تنمية العلاقات الاقتصادية الإماراتية الروسية، ويبدو أن تمكينه من المنصب الجديد يأتي تتويجاً لمهاراته في هذه الفترة الحرجة.

أما الشيخ هزاع فهو نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وارتبطت معظم أعماله بإمارة أبوظبي، على الرغم من كونه غير معروف بشكل كبير خارج الدولة إلا أن كثيرين يشيرون إلى كونه كان مرشحاً سابقاً لولاية العهد، وكان مستشاراً للأمن الوطني (2006-2016). وقبل ذلك رئيس لجهاز أمن الدولة (1992-2006)، ما يشير إلى تراجع مناصبه الأمنية الحيوية في أبوظبي خلال العقد الماضي، لصالح شقيقه الشيخ طحنون بن زايد، وابن أخيه الشيخ خالد بن محمد.

يبدو أن الإمارات ستعيش وضعاً خاصاً خلال السنوات القليلة القادمة لتثبيت أركان الحكم الجديد، ولا يبدو أن الإمارات الست الأخرى راضية عن هذا التحوّل الذي يقلص صلاحياتها أكثر من السابق.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

بدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية التركية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.  

الأسبوع الماضي، اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الهدنة التي استمرت أسبوعا بوساطة أميركية وسعودية. 

ستقام مراسم الترحيب الرسمية لسلطان عمان والوفد المرافق له بحضور الرئيس الإيراني في المجمع الثقافي

ستظل المحادثات التي تتم من خلال أسماء المستخدمين محمية بالتشفير من طرف إلى طرف.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram