The Yemen Logo

اليمن في 2021.. دبلوماسية أمريكية فاشلة ومبعوث أممي جديد يتعثر في بداية مشواره

اليمن في 2021.. دبلوماسية أمريكية فاشلة ومبعوث أممي جديد يتعثر في بداية مشواره

وحدة التقارير - 23:01 30/12/2021

شهدت اليمن خلال العام 2021 الكثير من المتغيرات السياسية والدبلوماسية، لعل أبرزها الموقف الأمريكي الذي فتح الطريق أمام الحوثي للحصول على مكاسب ميدانية كبيرة في البيضاء ومأرب.

ويصف خبراء ومراقبون 2021 بعام المناورات السياسية بين أطراف الصراع، حيث تم تقديم مبادرتَين سعودية وحوثية لوقف إطلاق النار، وكلاهما تم رفضهما من قبل الطرف الآخر.

وكانت العلامة الأبرز حول الحرب في اليمن مضاعفة المجتمع الدولي لضغوطه الكبيرة على التحالف العربي والحكومة اليمنية، من أجل وقف الحرب في اليمن.

وأجبرت الضغوط الدولية التحالف والحكومة الشرعية الداعم لها على تقديم الكثير من التنازلات، من بينها توقف العمليات العسكرية للقوات الحكومية، واستفاد من ذلك الحوثيون وحقّقوا مكاسب كبيرة على الأرض في محافظتي البيضاء ومأرب.

ويرى خبراء عسكريون أن الحوثي لم يكن ليحصل على مكاسب ميدانية كبيرة خلال العام 2021 لولا العوامل الدولية والتي كان من أهمها إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية في 16 من فبراير/شباط من عام 2021.

وجاء هذا الإلغاء، بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، من جانبها رحبت الأمم المتحدة بهذا القرار، مما أعطى الحوثيين دفعة كبيرة للتوجه للحسم العسكري بالسيطرة على مأرب الغنية بالنفط، الأمر الذي فرض واقعاً جديداً ومتغيراً حساب الحكومة المعترف بها دوليا.

جاء التصعيد الحوثي بالتزامن مع تعيين الولايات المتحدة الأمريكية في 4 فبراير/ شباط "تيم ليندركينغ" مبعوثاً لها في اليمن، بهدف دفع التسوية السياسية إلى جانب المبعوث الدولي السابق إلى اليمن، لكن الحوثيين أدركوا إن خطابات السلام التي تتحدث بها الإدارة الأمريكية الجديدة، هي عائق حديدي للتحالف العربي بقيادة السعودية، والحكومة اليمنية أمام تحركاتهما العسكرية، وفي الوقت نفسه ضوء أخضر للحوثيين لشن هجوم عسكري يحسم  الصراع في اليمن لصالح الحوثيين ،ومن ثم الدخول بمفاوضات مباشرة مع السعودية باعتبارهم الطرف المنتصر في الحرب.

مبعوث أممي جديد

وفي خضم الحراك الدبلوماسي الذي كانت تقوم به واشنطن عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن، أعلنت الأمم المتحدة تعيين الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ في الخامس من سبتمبر أيلول 2021 كرابع مبعوث لها إلى اليمن خلال فترة الحرب.

ومنذ ذلك الحين قام غروندبرغ بالعديد من اللقاءات مع أطراف الصراع المحليين واللاعبين الإقليميين في القضية اليمنية، حيث التقى في الرياض بالمسؤولين السعوديين، ومن ثم سافر إلى طهران ليلتقي المسؤولين الإيرانيين وبحث معهم القضية اليمنية، والعمل على وقف تصعيد جماعة الحوثي على مأرب.

 ووصل غروندبيرغ إلى العاصمة المؤقتة عدن ثم تعز، وتزامنت كل هذهِ التحركات التي يقوم بها لإيجاد حل سياسي في اليمن مع التصعيد العسكري الأخير للحوثيين باتجاه محافظة مأرب، في حين أنهم رفضوا مقابلة المبعوث الجديد في صنعاء.

وبعد أن فشلت الجماعة المسلحة في تحقيق خطتها الرامية إلى السيطرة على محافظة مأرب لجأت للتعاطي مع المبعوث الأممي الجديد عبر متحدثها الرسمي محمد عبدالسلام المقيم في سلطنة عمان.

وهناك في العاصمة العمانية مسقط عقد غروندبرغ لقاءات كثيرة مع المسؤول الحوثي في معظم جولاته المكوكية، لكنها لم تثمر في الوصول أي نتائج تذكر، بل كانت الجماعة المسلحة تصعد من وتيرة عملياتها العسكرية، وانتهت الأمور بالمبعوث الأممي إلى الدعوة إلى خفض التصعيد، وليس إلى وقف شامل لإطلاق النار، كما كان يأمل.

المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد أعلن في 22 مارس 2021 عن مبادرة سعودية جديدة لوقف إطلاق نار شامل في اليمن، داعياً الحوثيين لقبولها والانخراط في العملية السياسية.

وقال بن فرحان في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، إن مبادرة إنهاء الحرب في اليمن تتضمّن وقفا شاملا لإطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي إلى عدة وجهات إقليمية ودولية.

ورفضَ الحوثيون المبادرة التي أوصلها لهم وفد عُماني وصل صنعاء في يونيو/ حزيران 2021، وقدّموا له مبادرة أطلقوا عليها "مبادرة مأرب" رداً على المبادرة السعودية، تضعُ شروطا لكي يقبل الحوثيون وقف الهجوم المتواصل على محافظة مأرب اليمنية التي تؤوي أكثر من مليونَي نازح، وهي إشارة في مجملها أن الحوثيين مصرّين على تعقيد مساعي السلام، وعرقلة مهمة المبعوث الأممي الجديد، وهو ما أُكّد لاحقا من خلال فشل المجتمع الدولي بإقناع الحوثي بالجنح إلى السلام.

تغير الموقف الأمريكي تجاه الحوثيون

الدعوات الدولية والأمريكية للسلام في اليمن، تعتبرها الحوثي مجرد حديث عابر، ولذلك ترمي كل ذلك عرض الحائط مع استمرارها في التصعيد العسكري، الأمر الذي أدى إلى تغير الموقف الأمريكي في الأيام الأخيرة، حيث زود التحالف العربي بتقنيات حديث ساعدت التحالف في استهداف مراكز حساسة في العاصمة صنعاء.

 وأعطت الضوء الأخضر للتحالف للقيام بعمليات عسكرية مرتقبة تشمل تحرير محافظة شبوة والبيضاء ومأرب، بهدف الضغط على الحوثيين سياسيا بالقبول بتسوية سياسية كاملة وفقا للمرجعيات الدولية الثلاث، وكذلك وجود بعض التسريبات بدراسة الحكومة الأمريكية إعادة وضع الحوثيين في قائمة الإرهاب لرفضهم الجلوس على طاولة الحوار ووقف التصعيد العسكري.

الملاحظ تغير المزاج العام للإدارة الامريكية تجاه الحوثيين بعد رفضهم كل دعوات السلام والجلوس الى طاولة الحوار، ومن جانب آخر تريد واشنطن تحجيم أدوات إيران في المنطة بعد تزايد نفوذهم في اليمن والعراق.

تغيير السفير الروسي لدى اليمن

نهاية نوفمبر الماضي، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي بإعفاء سفير روسيا لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، من منصبه.

ولم تتضح بعد أبعاد هذه الخطوة، وما إذا كانت مؤشرا لصحوة روسية وبداية دور فاعل لروسيا في الملف اليمني، ولكن المؤكد والثابت أن فترة السفير المقال شهدت ضعفا إن لم يكن غيابا لأي دور روسي في الأزمة اليمنية، وما يعتبره الروس حيادا، لم يكن بحسب مراقبين سوى نجاح أمريكي في تحييد دور روسيا في الملف اليمني.

العام القادم 2022

مع استمرار صمود مأرب في وجه التصعيد العسكر الحوثي، عملت المحافظة الاستراتيجية نقطة تحول للموقف السعودي تجاه الحرب في اليمن، الأمر الذي يعود بالأزمة اليمنية إلى مربع البداية، حيث ستندلع معارك شرسة في وسط اليمن وشرقها وغربها لتضييق الخناق على الحوثيين، وإجبارهم على السلام، بالتزامن مع تحركات دولية لمحاولة الدفع بالعملية السياسية، بحسب ما يراه محللون.

يؤكد ذلك تبنى التحالف العربي استراتيجية التصعيد السياسي والعسكري ضد الحوثيين، ولاحت ملامح ذلك في المؤتمر الصحفي للعقيد تركي المالكي المتحدث العسكري للتحالف، وكشفه عن أدلة على تورط "حزب الله" اللبناني في دعم الحوثيين عسكريا ولوجستيا وفنيا، وتورط خبراء من الحزب في تهريب وتصنيع الطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية التي تستخدم في استهداف الأراضي السعودية.

ويشهد عام 2022 عودة الإمارات إلى التحالف العربي ومسرح العمليات على الأرض، حيث وصلت قوات إماراتية وسعودية إلى مطار عتق بمحافظة شبوة، من أجل البدء بعملية عسكرية كبيرة ضد الحوثيين، بهدف تغيير موازين القوى العسكرية، لتمكين القوات الحكومية، وإجبار الحوثيين على السلام، وبدء عملية سياسية شاملة.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram