طالب عدد من الصحفيين والناشطين اليمنيين، اليوم الجمعة، بتقديم جميع منتهكي الصحافة اليمن إلى المحاكمة، وعلى رأسهم. . .
منذ وصول القوات الإماراتية إلى عدن في 2015؛ أخذت في توظيف مليشيات للقتال في صفها ضد الحوثيين، فوجدت ضمن المقاومة الشعبية في عدن جماعات السلفيين الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الحوثيين، نظرا للخلاف الأيديولوجي والعداء المستفحل بين الجماعتين، خاصة ما كان من الحوثيين أثناء محاربتهم لسلفيي دماج في صعدة، وما ارتكبوه في حقهم من تنكيل وطرد من قراهم ومنازلهم.
لم تكن الإمارات ذات يوم قريبة من السلفيين، لكنها استغلت الموقف فعملت على استقطاب قادة السلفيين والإغداق عليهم بالسلاح والمال، فانخرط الجميع وراءها، وشكلت بهم ألوية قيل حينها أنها للقضاء على الحوثيين، ولكنها سرعان ما تحولت إلى القضاء على السلفيين أنفسهم ممن ينتهجون طريق الآخرة، ولا يأبهون بالدنيا، فقتلت مجموعة من السلفيين بأيد سلفية خالصة، ولعل ما صنعه الشيخ السلفي هاني بن بريك بزملائه السلفيين إرضاء لأطماعه الدنيوية، وتنفيذا لأوامر مموله أقوى دليل على حقيقة النهج السلفي لكثير من جماعة السلفية الذين يستخدمون الدين للوصول إلى مآربهم الدنيوية، دون النظر إلى الآخرة.
كان السلفيون المنضوون تحت راية ألوية العمالقة يعلمون أن الرصاصة التي قتلت القيادات السلفية في عدن هي ذات الرصاصة التي سلمت لهم لمحاربة الحوثيين، وأن الأوامر التي صدرت للتخلص من القيادات السلفية في عدن هي من ذات المصدر الذي دفع بهم لقتال الحوثيين، لكن ذلك لم يحرك فيهم ساكنا، فالهدف الحقيقي الذي يسعون لتحقيقه ليس الدين وإنما الدنيا، لذلك سمعوا وأطاعوا، واستلموا المال والسلاح والسلطة، وأصبحوا بفضل سمعهم وطاعتهم للإماراتيين قادة جيش، ووزراء في الحكومة، بل وحتى أعضاء في المجلس الرئاسي.
في الماضي، وقبل أن تدخل الإمارات في الخط، كانت الجماعات السلفية تميل إلى السعودية، ليس لأن السعودية قائدة الأمة وأنها حاملة لواء الإسلام، لكنهم كانوا يوالونها بسبب الدعم المقدم لهم من جانبها، فكانوا يخطبون باسمها، ويولون وجوههم في صلاتهم نحو ديارها، أما وقد جاء من يدعم أكثر، ويقدم المال والسلاح، ويمنح المناصب العليا، فإن ثمة قبلة أقيمت هناك في (المصفح) بأبوظبي يحج الناس إليها، ويتوجهون إليها في صلاتهم.
ومع مرور الوقت تغيرت الأحوال، وأصبح للإمارات مليشيات أخرى، ومن جماعات مغايرة لفكر الجماعة السلفية، فأصبح الاعتماد على السلفيين ينحسر شيئا فشيئا، ولربما أحس السلفيون بذلك، فبعد أن حققت الإمارات بهم هدفها، بدأت تتخلى عنهم لصالح طارق عفاش، فقل عنهم الدعم، وغض عنهم الطرف، فأخذ كثير منهم يتجه سرا نحو الداعم الأول علهم يجدون عنده حظوة جديدة، وهو ما كان فعلا، فقد استطاعت السعودية استقطاب كثير من السلفيين وتشكيل قوات مناظرة لقوات العمالقة الإماراتية، وزجت بهم بعد تدريبهم نحو عدن، لتستكمل بهم ما بدأه زملاؤهم التابعين للإمارات، ولتحقق بهم سيناريوهات أطماعها في مناطق الجنوب اليمني، وأطلقت عليهم على لسان رئيس المجلس الرئاسي "درع الوطن"، ولا أحد يعلم أي وطن ذلك الذي ينتسبون إليه.
كنا نسمع ونقرأ عن السلفية أنها لا تخرج على الحاكم، وأنها تسمع له وتطيع، حتى ولو ظلم، لكننا اليوم وجدنا سلفية تقاتل الحاكم بأمر المحتل، وتقتل البريء من أجل المال، وتمزق الوطن لتسهل على الغازي التهامه.
بالأمس كانت ولازالت السلفية أداة طيعة بيد الإمارات لقتل وتشريد اليمنيين واحتلال اليمن، واليوم هاهي تتحول نحو السعودية لتكون أداتها لإنهاء ماتبقى.
لم تكن التجربة السعودية في تجنيد السلفيين من خلال "درع الوطن" فقد حاولت منذ سنين إنشاء مراكز سلفية في المهرة، كخطوة لتعزيز وجودها العسكري في هذه المحافظة، لكن ذلك لم يجد نفعا، فقد كان أبناء المهرة واعين للمخطط السعودي، فوقفوا صفا واحدا لرفض ذلك الصنيع، وخرجوا في احتجاجات واسعة، ومنعوا بناء مراكز للجماعات الدينية المتطرفة في المحافظة، خاصة وأن مثل تلك المراكز تستهدف محافظتهم، وثروتهم، ونسيجهم الاجتماعي.
لكن اليوم استفادت السعودية من التجربة الإماراتية، في تعاملها مع السلفيين، فقد رأت أن الإمارات استطاعت من خلال السلفيين أن تسيطر على ميناء المخا والخوخة وجزيرة ميون وبلحاف، فلماذا لا تعمل هي كما عملت الإمارات، فتوظف السلفيين لتحقيق مآربها، وتسيطر من خلالهم على بقية المدن والموانئ التي تتواجد فيها، مثل حضرموت والمهرة.
ربما المغاير في التصرف الإماراتي والسعودي هو أن الإمارات أنشأت المليشيات السلفية خارج إطار الشرعية، فنظر إليها الكثيرون بأنها مليشيات أسست لتقويض الشرعية، أما السعودية فقد أخذت من ذلك درسا، فجعلت تأسيس هذه المليشيات بصورة شرعية وبقرار من الرئيس العليمي نفسه، حتى تكون اللعبة على أصولها، والخراب والتدمير بصورة شرعية.
وتبقى الجماعات السلفية هي من دمرت اليمن باسم الدين لصالح المحتل الأجنبي.
طالب عدد من الصحفيين والناشطين اليمنيين، اليوم الجمعة، بتقديم جميع منتهكي الصحافة اليمن إلى المحاكمة، وعلى رأسهم. . .
دانت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق الطائفة البهائية في العاصمة صنعاء، وتهدبد. . .