أحيت الاحتفالات العفوية الواسعة التي شهدتها مدن اليمن وأريافها بثورة 26 سبتمبر في ذكراها الـ 61 روح النضال والتشبث بأهدافها ومبادئها العظيمة.

وقدمت حالة الالتفاف الشعبي حول ثورة سبتمبر رسائل تحذيرية لكل الجماعات المسلحة التي تحاول منذُ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثمان لسنوات للنيل منها والعودة بالوطن إلى عهد الكهنوت والاستبداد وتجهيل الشعب واستبداده.

وفي الوقت الذي شهدت فيه شوارع وأحياء كاملة في محافظات عدة بينها صنعاء احتفالات شعبية رغم حالة القمع والتهديد التي قامت بها مسلحي الحوثي، كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى تتغنى بثورة سبتمبر ويعدد روادها شهداءها ومنا ضليها ويتحدثون عن شراراتها الأولى وكيف قادت أبناء الوطن نحو الجمهورية والوحدة والتحرر من المحتل الخارجي.

وعلى الرغم من حالة الترهيب التي شهدتها شوارع صنعاء مساء الإثنين بعد قيام مسلحين حوثيين بمصادرة الأعلام وتنكيسها وتمزيقها في عدد من أحياء صنعاء، خرج اليوم الثلاثاء العشرات من المواطنين يتحدون الحوثي ويتجمهرون في شوارع صنعاء، رافعين العلم الوطني، ومرددين الأهازيج الوطنية احتفالا بثورة 26 سبتمبر.

ويرى مراقبون إن خروج المواطنين في ‫صنعاء طواعية للاحتفاء بذكرى الثورة، رسالة واضحة للمشروع الحوثي بأن لا ثورة سوى 26 سبتمبر، الثورة التي أطاحت بالحكم الإمامي وسيطيح اليمنيون يوما بأحفاد الإماميين الجدد، وسيبقى النظام الجمهوري مظلة الجميع.

وفي محافظة الحديدة خرج المئات من المواطنين للاحتفاء بذكرى الثورة، ورددوا هتافات ثورية تتعهد بالمضي على خطى أهداف سبتمبر والتمسك بمبادئها وفاء لشهدائها الذي قدموا أرواحهم فداء للوطن.

ونظموا مسيرات عبر السيارات والدراجات النارية، ورفعوا فيها الأعلام الجمهورية ردا على الجرائم الحوثية الليلة الماضية بحق العلم الجمهوري.

وفي محافظة إب خرج الآلاف من المواطنين في شوارع مدينة إب ومديريات المحافظة الأكثر تحركا ومناهضة للحوثي للاحتفاء بالثورة الخالدة.

وجاب الآلاف الشوارع بالسيارات والدراجات النارية ومشاة رافعين الأعلام الوطنية مع ترديد الأغاني الوطنية.

وأظهرت المقاطع المصورة مرور الآلاف في مدينة إب رافعين الأعلام الجمهورية ويرددون الهتافات الوطنية، متحدين الأطقم الحوثية التي انتشرت في الشوارع لإرهابهم.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي أكد نشطاء وسياسيون أن الاحتفال بثورة سبتمبر: طريقة الشعب اليمني لتذكير نفسه بملاحم وأمجاد هذا اليوم الذي بات فرقانا بين الحق والباطل، حتى أنه في ذروة المساعي الهادفة لطمسه ومصادرته، اكتسب زخم عظمته من جديد وبات عيد اليمنيين كل اليمنيين، لا عيد النخب في السلطة والأحزاب والمكونات المختلفة.

وأكدوا أن ذكريات الثورة تشحذ فينا الأمل حتى نستمر ونواصل مشوار ما بدأ به أجدادنا والتضحيات التي رسموها لنا تحقق لنا بعض من هذه الأمنيات وبإذن الله نواصل مشوار هؤلاء الشهداء بالتضحيات في سبيل حياة كريمة للشعب اليمني.