شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".
قبل أشهر قليلة ماضية، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي كافة القوى والمكونات السياسية في الجنوب إلى حوار جنوبي-جنوبي، توج ذلك الحوار بعقد لقاء تشاوري موسع، أسفر عن إصدار ما سمي بـ"الميثاق الوطني الجنوبي"، والذي يمكن اعتباره انقلابًا صريحًا على الشراكة الوطنية بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية التي تم الإعلان عنها في اتفاق الرياض، وفي مجلس القيادة الرئاسي المشترك.
لم تكن تلك الوثيقة هي ما تمخض عن الحوار الذي استمر لأشهر، فقد خرج رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي معلنًا عن هيكلة جديدة لهيئة المجلس وكافة دوائره وهيئاته التنفيذية، وما ليس مألوفًا أن القرارات المعلنة شملت تعين ثلاثة نواب لرئيس المجلس الانتقالي، بينهم عضوان في المجلس الرئاسي وهما اللواء فرج البحسني" و "عبدالرحمن المحرمي" الملقب "أبو زرعة".
يستعرض المجلس الانتقالي أمام القوى الإقليمية والمجتمع الدولي، وذلك من خلال توحيد المكونات السياسية الجنوبية تحت مظلة المجلس، في محاولة لاستباق أي تسوية سياسية قادمة للحرب اليمنية، وبخاصة بعد التقارب بين جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية.
لا يخفى على المراقب للمشهد السياسي أن المجلس الانتقالي ومنذ بروزه يعمل على تنفيذ أجندة خارجية وبالطريقة التي تريدها دولة الامارات، والتي تعتبر الراعي الرسمي للمجلس، وبصورة لا تخفى أحد.
في الوقت الذي حاول فيه عيدروس الزبيدي لملمة الصف الجنوبي والمكونات السياسية، رفضت بعض المكونات البارزة في محافظة حضرموت حضور اللقاء التشاوري وذلك من خلال التصريح ببيانات رسمية، من بينها: الهبة الحضرمية، ومرجعيات الوادي والصحراء.
ويقول مراقبون إن المكونات التي حضرت اللقاء التشاوري ماهي إلا كيانات تتبع المجلس الانتقالي، وإن اختلفت المسميات فهي تحمل ذات الأجندة، وتعد بمثابة نسخ مصغرة من المجلس التابع للإمارات.
"أنيس منصور" رئيس مركز "هنا عدن للدراسات الاستراتيجية" يقول في صفحته على تويتر: "نبارك للمجلس الانتقالي نجاح الحوار الداخلي والبناء التنظيمي وتبني لغة الحوار بدلًا من العصبية والعنف، وهذا هو نجاح الانتقالي".
ويضيف: "خلافنا أن الانتقالي ليس الجنوب ولا يمثل الجنوب وهو فقط فصيل ومكون سياسي من المكونات الجنوبية وما هذا الإنجاز الذي يحتفل به الانتقالي إلا شأن داخلي ولا يعني أبناء الجنوب كامل ولا يمثلهم، وهناك 14 فصيل جنوبي رفضوا المشاركة على قاعدة الضم والالتحاق".
عبر العديد من الصحفيين والمحللين السياسيين عن موقفهم من الميثاق الوطني الجنوبي، مواقف وأرآء مختلفة ومتباينة، يعتبر البعض ذلك خطوة إيجابية ومن شأنها احداث تغيرات على مسار التسوية السياسية في اليمن، فيما ينظر البعض لذلك بأنها حركة شكلية فقط وليس لها أثر مستقبلي.
يقول مستشار وزير الإعلام اليمني "مختار الرحبي" في صفحته على تويتر بأن كل الخطوات التي يقوم بها عيدروس الزبيدي شكلية فقط وليست خطيرة على الوحدة اليمنية، مشيرًا إلى أنه مازال هناك خطوات لن يستطيع الزبيدي القيام بها وذلك لأنها ستجعل كل القوى في الشمال والشرق تتوحد لمواجهة أي خطر حقيقي على الدولة والجمهورية، منوهًا إلى أن عيدروس يستغل فراغ الدولة والدعم الخارجي للحصول على مكاسب وحضور.
ناشطين آخرين اعتبروا ذلك تمرد على اتفاق الرياض الذي ينص على اعتبار المجلس الانتقالي مكون ضمن الحكومة وليس مستقل، ويذهب آخرون إلى اعتبار أن الاتفاق ليس إلا استعراض أمام السعودية وبإيعاز من الامارات وذلك من أجل عرقة أي اتفاق أو تسوية بين جماعة الحوثي والسعودية.
اعتبر نص الوثيقة المعلنة بأن الوحدة اليمنية كانت بمثابة "احتلال" لدولة الجنوب المستقلة، معتبرة أن استعادة تلك الدولة واجب وطني ومسؤولية تشاركية بين جميع قوى ومكونات شعب الجنوب، انتهجت الوثيقة خطاب حادًا محرضًا على الانفصال الذي لا يبدو ممكنًا من الناحية النظرية، وبخاصة في وقت بات اليمن فيه قريب من تسوية سياسية شاملة باركتها الدول الإقليمية والدولية.
أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".
لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين