The Yemen Logo

المطالبة بدولة حضرموت... الأسباب والمبررات

المطالبة بدولة حضرموت... الأسباب والمبررات

اليمن نت - 20:07 26/12/2022

في أكتوبر الماضي خرجت مسيرات في مدينة سيئون بالخروج العلني للمطالبة بدولة حضرموت، رافعين الأعلام التي قيل إنها أعلام دولة حضرموت.

سئم أبناء حضرموت كما يبدو الصراع على الدولة القائم بين السياسيين اليمنيين، والذي لم يؤد صراعهم إلا إلى ضياع الدولة وفشلها، فالشماليون ومعهم بعض الجنوبيين عجزوا عن الحفاظ عن الدولة التي كانت قائمة، ودفعتهم مصالحهم الشخصية الضيقة إلى بيع هذه الدولة والتنازل عنها لصالح قوى خارجية ما كان لها أن تتدخل لتمزيق البلاد وتدميرها لولا جشع الساسة الشماليين وموت ضمائرهم.

كما عجز الجنوبيون أيضا عن إقامة الدولة (الفاضلة) التي رسموها في أحلامهم، وجملوها لدى أبناء الجنوب، وأصموا آذان أتباعهم بها، لكنها أمام أطماع القيادات السياسية ونهمهم للمال والثروة، بل وحتى عجزهم عن وضع أسس قيادتها، تحولت إلى سراب بعيد المنال.

وهكذا؛ فمن أجل غياب الدولة بين عجز الشماليين وفشل الجنوبيين؛ خرج أبناء حضرموت للمطالبة بدولتهم، علهم ينجحون في إقامة دولة، تتواجد لها كل مقومات إقامة الدول، من أرض واسعة، وشعب متكاتف مخلص لأرضه ودولته الجديدة، وثروة كبيرة منافسة، ومطارات وموانئ متعددة، وما تبقى سيأتي مع إقامة الدولة.

هكذا يمكن أن تبرر مطالبة أبناء حضرموت بدولة حضرميه، ولكن هل هذه المطالبات نابعة من قناعة حصرميه خالصة، أم أن هناك من يدفع بها؟

ربما أدت التصعيدات الأخيرة للمجلس الانتقالي في حضرموت، وتهديداته باللجوء إلى الخيار العسكري للسيطرة الكاملة على المحافظة، ومطالبته بطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى، إلى الدفع بأبناء المحافظة للخروج للمطالبة بدولة، فالحضارمة كما هو معروف عنهم عبر العقود الماضية اكتووا بنيران الدولة العنصرية التي قادتها مجاميع من أبناء الضالع، فكيف بها إذا ما صارت دولة خالصة للضالعين؟ خاصة وقد بدأت مؤشرات دولة الضالعين (الانتقالي) بالتهديد والوعيد، والإخضاع والإكراه، والتهميش والإقصاء، والتفرد بالقرار!

وربما أيضا يكون الدافع للحضارمة للخروج بالمطالبة بإقامة الدولة الحضرمية، ورفض دولة الانتقالي، هو رفض الخنوع الكامل للانتقاليين وارتهانهم لدولة الإمارات التي ما إن حطت أقدامه أرض حضرموت حتى حولت مطاراتها سجونا سرية لتعذيب أبناء حضرموت وإذلالهم، وإرغامهم بقبول مخططاتها الاستعمارية.

وهنا يمكن القول إن مطالبات أبناء حضرموت بإقامة دولتهم إذا ما كانت منطلقة من هذه المبررات فالجميع يؤيدها، ويقف معها، ويناصرها، أما إذا كانت تلك المطالبات نابعة من أمور أخرى، خاصة وقد بدأت وسائل الإعلام في تسريبات لجس النبض بمطالبات بضم حضرموت للسعودية، فينبغي على أبناء حضرموت مراجعة حساباتهم.

ولا شك أن ما تمتلكه حضرموت من ثروة يجعل الجميع يسعى لاستقطابها وضمها، ليس السعودية والإمارات وحسب وإنما دول العالم أيضا.

فإلى جانب النفط التي تمتلكه حضرموت، والذي يتوافر بكميات كبيرة جدا، يوجد فيها ثروات ومعادن أخرى بكميات كبيرة مثل الذهب، والحجر الجيري، والدولوميت، والتروة السمكية، بالإضافة إلى المساحات الساحلية الواسعة، والموانئ وغيرها، وهو ما جعل السعودية والإمارات تتنافس على السيطرة عليها.

ولكن ستبقى حضرموت يمنية خالصة، عصية على المحتلين الدوليين والمحليين.

انشر الخبر :

اخر الأخبار

شدد المسؤول الصحي أنه "يجب دائمًا حماية الرعاية الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي".

أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمسح البشر والحجر والشجر امام سمع العالم وبصره دون ان يحرك ساكنا لوقف محرقة غزة".

لم تتزحزح الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد للحرب واستمرارها، مع رفض إدانة جرائم الحرب المرتَكبة ضد المدنيين

وصف أبو عبيدة عجز الحكام العرب عن "تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغماً عن هذا العدو المهزوم المأزوم"، بأنه أمر "لا نستطيع فهمه ولا تفسيره".

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram